سمعت محمد بن الحنفية يقول: مايصنع أحدكم بالكلام بعد تسع: سبحان الله، والحمدلله، ولاإله إلا الله، والله أكبر، وقراءة القرآن، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، ومسألة من الخير، وتعوذ من الشر.
(453) ـ حدثنا أحمد بن أبي عبدالرحمن (1) ، عن الحسن بن محمد، عن الحكم بن ظهير،
عن السُّدي، في قوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ} قال: سبحان الله والحمدلله ولاإله إلا الله والله أكبر. {وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] قال: ليس يرفع إلى السماء تكبير ولاتسبيح ولاتحميد ولاتوحيد، إلا أن يكون لصاحبه عمل صالح، فإن العمل الصالح هو الذي يرفع الكلم الطيب إلى الله عز وجل، وأفضل القول العمل، فإن مثل ذلك مثل البيت لايسقف إلا بعد أن يبنى أساسه.
(454) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، عن يزيد بن علي (2) ، قال: حدثني رجل ببغداد قال:
دخلت على عبدالولي أعوده فوجدته في السوق، فرجعت إليه بالعشي، فإذا هو قائم يصلي في جَمَاعة، فقلت له: دخلت عليك غدوة وأنت في السوق، قال: إني تلك الساعة كان أغمي علي، فرأيت أربعة نفر عليهم ثياب بيض، منهم نفحة المسك تسطع، فإذا خامس فيهم قائم في ناحية، قلت: من أنتم يرحمكم الله ؟ قالوا: نحن من الملائكة، هذا موكل بمن قال: سبحان الله، وهذا بالحمدلله، وهذا بلاإله إلا الله، وهذا بالله أكبر. قال، فقلت: فذلك. قال: ذاك واجِدٌ عليك غضبان. فقلت: ولم ذاك ؟ قال: ذاك موكل بلاحول ولاقوة إلا بالله، ولست تقولها. قال، قلت: لاحول ولاقوة إلا بالله كثيراً. فجاء حتى جلس بين يدي ثم أخرج من كُمِّه مروحة بيضاء أو خضراء، فرَوَّحني بها فوجدت بردها في فؤادي، ثم مسح يده علي. ثم قال: عجل الله شفاءك، وعجل رفع صرعتك، فقمت مابي علة.
__________
(1) ـ في (ج) : أحمد ابن عبدالرحمن، وقد تقدم الكلام عليه في رقم (135).
(2) ـ كذا في النسخ، ولعل الصواب: زيد بن الحباب المعروف برواية محمد بن إسماعيل عنه.(1/196)
(455) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عثمان بن هارون القرشي، قال: حدثنا الفضل بن مروان (1) ،
عمن حدثه، قال: الجنة قيعان، ومامن مؤمن إلا وله وصِيْف يَغْرِس له في الجنة: سبحان الله والحمدلله ولاإله إلا الله والله أكبر، فإذا أمسك، قال له أصحابه: مالك لاتغرس ؟ قال: فيقول: أمسك صاحبي فأمسكت.
(456) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني أسيد بن زيد الجمال (2) ، قال: حدثني هُشَيْم (3) ،
عن علي بن زيد بن جِدْعَان، قال: كتب ملك الروم إلى معاوية: أخبرني بأحب كلمة إلى الله، والثانية، والثالثة، والرابعة، وعن أعظم آية في كتاب الله ؟ وسأله عن غير ذلك، فقال معاوية: ماله أخزاه الله، وأنا مايدريني ماهذا ؟ فقيل له: أرسل إلى ابن عباس.
فأرسل إليه، فقال: أحب كلمة إلى الله عز وجل: لاإله إلا الله، لايقبل الله عملا إلا بها. والثانية: الحمدلله رب العالمين. كلمة الشكر. والثالثة: سبحان الله وبحمده. كلمة النجاة. والرابعة: الله اكبر، فاتحة الصلاة والركوع والسجود. وأعظم آية في كتاب الله: آية الكرسي.
فلما انتهى الكتاب إلى ملك الروم، قال: لا والله ماعلم هذا معاوية، ولا أعلمه إلا رجل من أهل بيت النبوة.
صلاة التسبيح
(457) ـ حدثنا عبد الله بن داهر، عن عمرو بن جميع، عن أبان بن أبي عياش، عن سعيد بن جبير،
__________
(1) ـ عثمان بن هارون والفضل بن مروان لم أعرفهما ولم يُذكرا في طبقات الزيدية ولافي الجداول، ولعل في اسميهما تصحيف.
(2) ـ في (أ): ابن زيد الجصاص، وهو تصحيف.
(3) ـ في النسخ: هشام، وهو تصحيف.(1/197)
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان عندي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ليلتي ويومي، حتى إذا كان في الهاجرة جاءه إنسان فدق عليه الباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))من هذا ؟ (( فقال: يا رسول الله هذا العباس بن عبدالمطلب. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: )) الله أكبر لأمر ماجاء أدخلوه((. فلما دخل قال: ))ياعباس ياعم النبي ماجاء بك في الهاجرة ؟(( قال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ذكرت ماكان مني في الجاهلية فعرفت أنه لم يفرج عني بعد الله غيرك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))الحمدلله الذي ألقى ذلك في قلبك، ولو شاء لألقاه في قلب أبي طالب. ياعباس ياعم أما إني لا أقول لك [صل] بعد الفجر حتى تطلع الشمس، ولابعد العصر حتى تغرب الشمس، صل أربع ركعات تقرأ فيهن بطوال المفصل، فإذا قرأت [الحمد وسورة] فقل: سبحان الله والحمدلله ولاإله إلا الله والله أكبر. تقولها خمس عشرة مرة، فإذا ركعت فقلها عشراً، فإذا رفعت رأسك من الركوع فقلها عشراً، فإذا سجدت الأولى فقلها عشراً فإذا رفعت رأسك من السجدة الأولى فقلها عشراً (1) ، فإذا سجدت الثانية فقلها عشراً فإذا رفعت رأسك من السجدة الثانية قبل أن تقوم فقلها عشراً، فتلك خمس وسبعون في كل ركعة، وثلاثمائة في أربع ركعات، والذي نفس محمد بيده لو كانت ذنوبك ـ ياعباس ياعم النبي ـ عدد نجوم السماء، وعدد قطر السماء، وعدد أيام الدنيا، وعدد الشجر والمدر، وعدد رمل عالج، لغفرها الله لك ((.
__________
(1) ـ في (ب): فإذا رفعت رأسك من السجود وقبل أن تقوم فقلها عشراً.(1/198)
فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ومن يطيق ذلك. قال: ))فقلها في كل جمعة مرة(( . قال: ومن يطيق ذلك! قال: ))فقلها في كل شهر مرة ((. قال: ومن يطيق ذلك ؟ قال: ))فقلها في كل سنة مرة ((. قال: ومن يطيق ذلك ؟ قال: ))فقلها في عمرك مرة (( (1) .
(458) ـ حدثنا علي بن أحمد، قال: أخبرنا زيد بن حباب، قال: حدثني موسى بن عبيدة، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد [الأنصاري] مولى أبي بكر بن محمد بن عمرو [بن حزم]،
__________
(1) ـ أخرجه أبو نعيم في كتاب قربان المتقين، والخطيب كما في الترجيح لصلاة التسبيح 46، من طريق أبي إبراهيم الترجماني عن عمر بن جميع به. وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح 2/223 (1216) عن عكرمة عن ابن عباس. وأخرجه أبو داود رقم (1297) عن عكرم عن ابن عباس. وله شواهد يتقوى بها.(1/199)
عن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للعباس: ))ياعم ألا أعلمك ألا أحبوك ألا أنفعك ؟(( قال: بلى يا رسول الله. قال: ))ياعم صل أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسورة، فإذا انقضت القراءة فقل: الله أكبر وسبحان الله والحمدلله ولاإله إلاالله خمس عشرة مرة قبل أن تركع، ثم اركع فقلها عشراً، ثم ارفع رأسك فقلها عشراً، ثم اسجد فقلها عشراً، ثم ارفع رأسك فقلها عشراً، (ثم اسجد فقلها عشراً، ثم ارفع رأسك فقلها عشراً قبل أن تقوم) (1) ، فتلك خمس وسبعون في كل ركعة، وهو ثلاثمائة في أربع ركعات. فلو كانت ذنوبك مثل رمل عالج لغفرها الله لك(( . قال: يا رسول الله فإن لم نستطع أن نقولها في كل يوم ؟ قال: ))فقلها في كل جمعة، فقلها في كل شهر، حتى قال: فقلها في سنة(( (2) .
(459) ـ حدثنا علي بن أحمد، قال: اخبرنا زيد بن حباب، قال: حدثني رافع بن المسيب الكلابي، قال: حدثني عمرو بن مالك النكري،
__________
(1) ـ سقط مابين القوسين من (ب) و (ج).
(2) ـ أخرجه الترمذي 2/350 (482) من طريق أبي كريب، عن زيد بن حباب به، وأخرجه ابن ماجه 1/442 من طريق أبي عيسى المسروقي عن زيد به، وقال ابن ناصر الدين في الترجيح 50: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن عبدالحميد الحماني، وأبو بكر محمد بن أحمد بن ختب، عن زيد بن الحباب به.(1/200)