(26) ـ حدثنا عبد الله [بن أبي زياد]، عن سيار [بن حاتم]، عن جعفر بن سليمان، عن ميمون الصيرفي (1) ، عن أبي معشر [زياد بن كليب] (2) ،
عن إبراهيم [النخعي]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ما أصبحت الدنيا من ذي صباح إلا تَنَادت البقاع بينها، تنادي الأرضُ السَّبْخَةُ الأرضَ الطَّيبة: ياجارتاه هل مَرَّ بك عبد صالح صلى عليك ركعتين ؟ )) (3).

(27) ـ حدثنا حسن بن حسين [العرني]،
يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ))إذا مات المؤمن وقف قريناه عند قبره فيسبحان ويحمدان، فيقولان: ربنا نذهب إلى المشرق أو إلى المغرب، أو نصعد إلى السماء ؟ قال: فيوحي الله عز وجل: قفا عند قبره فاكتبا ماكان يعمل حتى أبعثه (( (4) .

(28) ـ حدثنا علي بن منذر، عن ابن فضيل، قال: حدثنا عمر بن ذَرّ [بن عبد الله الهمداني]،
__________
(1) ـ في النسخ: جعفر بن سليمان بن ميمون الصيرفي، وهو تصحيف، والصواب ما أثبته إلا أني لم أعرف ميمون هذا.
(2) ـ في (أ): أبو معشرة، وهو تصحيف، والصحيح ما أثبته، لأن أبا معشر الكوفي هو المشهور بالرواية عن إبراهيم النخعي، ولم أجد فيمن روى عن إبراهيم من كنيته أبا معشرة. انظر: تهذيب الكمال 2/435، 9/504.
(3) ـ يأتي نحوه رقم (59) عن أنس موقوفاً، وقد رواه غير واحد عنه موقوفاً.
(4) ـ هو معنى حديث أنس المتقدم رقم (21).(1/16)


عن أبيه (1) ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى نفر من أصحابه فيهم عبد الله بن رواحه يُذَكِّرهم بالله، فلما رأى رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم سكت. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ذَكِّر أصحابك )). فقال: يا رسول الله أنت أحق مني. فقال: (( أما أنكم لَلَّذي أمرني الله تعالى أن أصبر نفسي معهم، ثم تلا عليهم: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيْدُوْنَ وَجْهَهُ وَلاَتَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيْدُ زِيْنَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَتُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً}[ الكهف: 28] . قال: وماقعد عدادكم قط يذكرون الله إلا قعد معهم عددهم من الملائكة، فإن حَمِدوا الله عز وجل حمدوه، وإن سَبَّحُوا الله سبحوه، وإن كبروا الله كبروه، وإن استغفروا الله عز وجل أمَّنوا، ثم عرجوا إلى ربهم فسألهم وهو أعلم منهم: أين ومن أين (2) ؟ قالوا: رأينا عبيداً لك من أهل الأرض ذكروك فذكرناك. قال فيقول: ماذا قالوا ؟ فقالوا: ربنا حمدوك. قال: أنا أول من عُبِد، وأحق من حُمِد. قالوا: سبَّحوك. قال: مدحي لاينبغي لأحد غيري. قالوا: ربنا كَبَّروك. قال: لي الكبرياء في السموات والأرض، وأنا العزيز الحكيم. قالوا: ربنا استغفروك. قال: أشهدكم أني قد غفرت لهم. قالوا: ربنا فيهم فلان وفلان. قال: هم القوم لايشقى بهم جليسهم )) (3) .
__________
(1) ـ ذر بن عبدالله بن زرارة الهمداني أبو عمر الكوفي، تابعي روى عن سعيد بن جبير، وسعيد بن عبدالرحمن بن أبزا، وروى عنه الأعمش ومنصور بن المعتمر وزُبَيْد اليامي، وكان مع ابن الأشعث في ثورة العلماء على الحجاج. انظر: تهذيب التهذيب 3/189.
(2) ـ سقط من (أ) و (ب): أين ومن أين.
(3) ـ أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 7/391 )) تهذيبه (( عن أبي ذر.(1/17)


قال عمر بن ذر: قد ذكرت ذلك لمجاهد، فوافق أبي في هذا الحديث، يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

*****

(29) ـ حدثنا عبد الله بن داهر، عن عمرو بن جُمَيْع، عن جعفر [بن محمد]، عن أبيه،
عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( من فتح له باب دعاء فُتِحَ له باب إجابة ورحمه، فلذلك قوله تعالى: {ادْعُوْنِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: 60] )) (1) .
(30) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني أحمد بن صبيح الأسدي، قال: أنبأنا (2) السَّرِي بن عبد الله السلمي (3) ، عن أبي الجارود [زياد بن المنذر]، عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد، قال:
سمعت عبد الله بن محمد بن علي [بن أبي طالب] يحدث أبي، قال: يا أبا إبراهيم إن أبي حدثني (4) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسري به إلى سماء الدنيا، ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، قال: (( فلقيت إبراهيم عليه السلام، فقال: يامحمد ، اقريء أمتك مني السلام (5) وأخبرهم أن الجنَّة قيعان طيبة تربتها، عذب ماؤها، فاسحة أرضها ، وأن غرسها التهليل، والتسبيح، والعمل بطاعة الله تبارك وتعالى)) (6) .
__________
(1) ـ أخرج نحوه الترمذي 5/517 (3548)، والحاكم 1/498، وابن أبي شيبة 6/22 (29168) عن ابن عمر.
(2) ـ في (ج): حدثنا.
(3) ـ في (أ): المسلمي، والصحيح ما أثبته، وهو الذي يروي عن جعفر الصادق وأبي الجارود، ويروي عنه عباد بن يعقوب وقد تقدم رقم (13)، وانظر: لسان الميزان 3/13.
(4) ـ في (أ): سمعت محمد بن عبدالله بن علي يحدث أبي، قال: أنبأنا إبراهيم أن أبي حدثني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وفي (ج): قال: ياإبراهيم، ولعل الصواب ما أثبته.
(5) ـ في (ج): اقرء مني على أمتك السلام.
(6) ـ أخرج نحوه الترمذي 5/ رقم (3462) عن ابن مسعود، وأحمد 5/418 عن أبي أيوب الأنصاري، والطبراني ـ كما في المجمع 10/97 ـ عن ابن عمر.(1/18)


(31) ـ حدثناحسين بن نصر، عن خالد بن عيسى، عن حصين، عن جعفر،
عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السموات والأرض )) (1).

(32) ـ حدثنا أبو كريب، عن حفص، عن حجاج [بن أرطأة] (2) ،
عن أبي جعفر [الباقر]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أشد الأعمال ثلاثة: إنصافك الناس من نفسك، ومؤاسات الأخ في المال، وذكر الله عز وجل على كل حال )) (3) .

(33) ـ حدثنا عباد بن يعقوب، عن سعيد بن عمرو المنيري (4) ، عن مسعدة [بن صدقة]، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))إن أعظم مشيعي الجنازة أجراً، أكثرهم لله ذكراً (( .

(34) ـ حدثنا جعفر بن محمد التميمي، عن عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رَوَّاد (5) ، عن أبيه، عن علقمة بن مَرْثَد، وإسماعيل بن أمية القرشي، قالا:
__________
(1) ـ أخرجه الحاكم 1/492، وأبو يعلى 1/244 (439)، وابن عدي 6/2181 من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي مرفوعاً.
(2) ـ في (أ): حجل، وهو تصحيف.
(3) ـ أخرجه ابن المبارك في الزهد 257 (744) عن حجاج به. وعزاه في موسوعة الأطراف 1/537 إلى الدر المنثور 1/152، وتاريخ أصفهان لأبي نعيم 1/179.
(4) ـ في (أ): سعيد بن أبي عمر المقبري، وهو غلط. وهذا الإسناد في لسان الميزان 6/22، وأما نسبته فلم أتمكن من الوقوف عليها ولعل فيها تصحيف.
(5) ـ في النسخ: عن عبد الحميد عن عبدالعزيز. وهو تصحيف.(1/19)


قال الربيع بن خُثَيْم: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( مامن ساعة تمر بابن آدم لايذكر الله فيها إلا كانت حسرة عليه يوم القيامة وإن دخل الجنَّة )) (1) .

(35) ـ حدثنا جعفر بن [محمد] بن عمران، عن أبي أسامة [حماد بن أسامة الهاشمي]، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند [الفزاري]،
عن أبيه (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنجى الناس من عذاب الله، أكثرهم ذكراً لله عز وجل )) (3) .

*****

(36) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا جعفر، قال:
حدثنا ثابت البناني، قال: بلغنا أن موسى عليه السلام، قال: يارب، مَنْ أهلُك الذين هم أهلُك، الذين تظلهم فَيَّ عرشك ؟ قال: المتحابون بجلالي، الطاهرة قلوبهم، والنقية أبدانهم، الذين إذا ذكروا الله ذُكِرتُ بهم، والذين يأوون إلى ذكري كما تأوي النسور إلى أوكارها، والذين يتكلفون بذكري كما يتكلف الصبي باللباس (4)، ويغضبون لمحارمي إذا استحلت كما يغضب النَّمر إذا حَرِبَ (5) .
__________
(1) ـ أخرج نحوه أبو نعيم في الحلية 5/362، والطبراني في الأوسط ـ كما في المجمع 10/80 ـ والبيهقي وابن أبي الدنيا ـ كما في الترغيب والترهيب 2/401 ـ عن عائشة.
(2) ـ سعيد بن أبي هند الفزاري مولى سمرة بن جندب، من التابعين أرسل عن أبي موسى. أنظر التقريب 1/307.
(3) ـ تقدم رقم (3، 4) نحوه عن معاذ.
(4) ـ في الزهد لأحمد: والذين يكلفون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس.
(5) ـ في النسخ: إذا حزن له. وهو تصحيف، والصواب ما أثبته، وحَرِبَ كفَرِحَ: اشتد غيظه وضري. والحديث أخرجه ابن المبارك في الزهد 71 (216) من طريق معمر عن رجل من قريش، وأخرجه أحمد في الزهد 119 (387) عن عطاء بن يسار قال: قال موسى... الخ وفيها اختلاف يسير.(1/20)

4 / 46
ع
En
A+
A-