عن علي بن أبي طالب صلى الله عليه قال: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26]، قال: ))لاإله إلا الله( ( (1) .
(348) ـ حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن عون بن عبد الله، عن الأجلح، عن عطاء بن السائب،
عن زاذان، قال: قال علي عليه السلام: ))من لُقِّن عند الموت: لاإله إلا الله، دخل الجنة(( .

(349) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عقبة بن مكرم الضبي، عن محمد بن زياد [اليشكري]، عن ميمون [بن مهران]،
عن ابن عباس، قال: ))قول: لاإله إلا الله، يطفيء غضب الرب جل وتعالى(( .

(350) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، عن حسين الجعفي، عن فضيل، عن حصين، عن الأغر [أبي مسلم]، قال:
قال أبو هريرة: ))ما أحد يقول لاإله إلا الله، إلا نفعته يوماً من الدهر يصيبه قبل ذلك ما أصابه(( .

(351) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، عن أبي غسان، عن عثمان بن مطر، عن أبي جرير، عن [عامر بن شراحيل] الشعبي،
عن حذيفة في قوله: {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُوْنَ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِيْ النَّارِ} [الفتح: 26] قال: ))من جاء بلاإله إلا الله، وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك، وجبت له النار(( .

(352) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثني علي بن عبد الحميد [الشيباني]، قال: حدثنا حفص بن صبيح،
__________
(1) ـ أخرجه المرشد بالله 1/11، من طريق حصين بن مخارق عن سفيان به. وأخرجه الحاكم 2/461 وصححه، وأقره الذهبي من طريق يعلى بن عبيد، عن سفيان به. وأخرج نحوه البيهقي في الأسماء والصفات 132، ورواه السيوطي في الدر المنثور 7/356 وقال: أخرجه عبدالرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، والبيهقي في الأسماء والصفات. وله شواهد أخرى عن أبي هريرة، وابن عباس، وابن عمر وغيرهم.(1/146)


عن رجل من الصحابة (1) قد سماه قال: ))أتى جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يامحمد قد أفلح من قال من أمتك: لاإله إلا الله وحده وحده وحده لاشريك له (( (2) .
قال علي (3) [بن عبدالحميد]: وزادني فيه شريح، قال: ))من قالها خلق الله منها عموداً من نور أسفله في الأرض السابعة ورأسه عند العرش، فلايزال يهتز حتى يقول: اذهب فقد غفرت لصاحبك(( (4) .
*****
(353) ـ حدثنا حسن بن مالك (5) ، قال: حدثنا [عبدالرحمن بن محمد] المحاربي، عن سلام بن سَلَم (6) ، عن عبد الله بن خلاد [الواسطي]،
__________
(1) ـ في النسخ: من أصحابه.
(2) ـ في (أ): لاإله إلا الله وحده، والزيادة من (ب).
(3) ـ في (أ): ما قال علي (ع).
(4) ـ تقدم نحوه رقم (333) عن أبي هريرة.
(5) ـ لم يذكره في الطبقات ولا في الجداول، ووجدته في الجرح والتعديل 3/37، وقال: حسن بن مالك أبو علي الضبي الكوفي، روى عن محمد بن فضيل والمحاربي.
(6) ـ ويقال: ابن سليم. ويقال: ابن سليمان. والصواب: ابن سَلَم التميمي السعدي، خراساني الأصل، وهو سَلاَّم الطويل. انظر: تهذيب الكمال 12/277، ولسان الميزان 3/58 و 93.(1/147)


عن وهب بن منبه، قال: قرأت في ماوجدت من الكتب: ))أنه من قال: لاإله إلا الله قبل كل أحد، ولاإله إلا الله بعد كل أحد، ولاإله إلا الله يبقى ربنا ويفنى كل أحد، كتبت في اللوح المحفوظ، يكتبها ألف ملك من يوم قالها إلى الصيحة الأولى، فإذا كان عند النشور جاء قريناه اللذان يكتبان عمله، فيقولان له: قم فإنك من الآمنين. وينفضان التراب عن رأسه، ويجيء الألف الملك اللذين كتبوا هذا الكلام مع كل ملك منهم دابة وكسوة من كسوة الجنة، فيقولون له: اركب ماشئت والبس ماشئت، ثم يزف إلى المحشر فإذا رآه المؤمنون، قالوا: هذا نبي مصطفى. وإذا رآه الأنبياء، قالوا: هذا ملك مقرب. وإذا رأته الملائكة، قالوا: هذا ملك لم نره ولم نسمع به، حتى إذا جاوزهم قام تحت لواء الحمد [و] عرض عليه من فاكهة الجنة وشرابها، يقولون له كل ماشئت واشرب ماشئت. حتى إذا قال الله ياعبدي سلني ماشئت! قال: يارب أسألك الجنة وأن تنجيني من النار. فيقول: ذلك لك. فيفرح ويستبشر، ثم يقول الله تبارك وتعالى: أَرُوا عبدي ماأعددت له. قال: فيشيعه ألف ألف ملك، حتى إذا دخل الجنة استقبله ملك عليه من الحسن والبهاء مالم يُرَ مثله، فيقول: مرحباً بمن يحبه الله وتحبه الملائكة، تعال (1) حتى أريك ما أعد الله لك. فيرفع له ألف ألف مدينة من زمردة خضراء شُرُفَها من ياقوت احمر، في كل مدينة ألف ألف قصر، في كل قصر ألف ألف دار، في كل دار ألف ألف بيت، في كل بيت ألف ألف سرير، على كل سرير امرأة من أهل الجنة لكل امرأة ألف ألف وصيفة، في كل بيت ألف ألف مائدة، على كل مائدة ألف ألف قَصْعَة، فيها من ألوان الطعام.
فيقولون له: كل ماشئت واشرب ماشئت. فيقول المؤمن: يارب من يطيق هذا ومن يؤدي شكر ما أنعمت به علي، فيعطيه الله من القوة، فإذا نظر إليه الثانية، يقول: يارب لو كان لي مثل هذا معه أيضاً أطيقه.
__________
(1) ـ في (ج): مرحباً بمن عبدالله وتحبه ملائكته تعال.(1/148)


قال: فَسَألوا إبراهيم خليل الرحمن عن هذه الكلمات، فقال: من قالها مرة كان بينه وبين الحجب ثلاثة كراسي، ومن قالها: مرتين كان بينه وبين الحجب كرسيان، ومن قالها ثلاث مرات لم يكن بينه وبين الحجب إلا كرسي واحد (( .
(354) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا شريح بن مسلمة التنوخي (1) ، قال: حدثنا عبدالرحمن بن القاسم السلمي (2) ، عن الحسن بن يزيد، عن جابر،
عن وهب بن منبه، قال: من قال لاإله إلا الله قبل كل أحد، ولاإله إلا الله بعد كل أحد، ولاإله إلا الله يبقى ربنا ويفنى كل أحد. من قالها مرة: كتبها ألف ملك إلى الصيحة الأولى، فإذا كان عشية النشور كتب هذا الكلام في اللوح المحفوظ، وجاء قريناه اللذان كانا يكتبان عمله ينفضان التراب عن رأسه حتى يخرج من قبره، ويقولان له: قم بإذن الله فإنك من الآمنين. ويجيء الألف الملك الذين كتبوا هذا الكلام مع كل ملك دابة وكسوة من الجنة، فيقولون له: اركب ماشئت، والبس ماشئت. قال: فَيُزّف إلى الموقف فإذا رآه الأنبياء، قالوا: هذا ملك مقرب. وإذا رآه المؤمنون، قالوا: هذا نبي مصطفى (3) . وإذا رأته الملائكة، قالوا: هذا ملك لم نره، ولم نسمع به. فإذا جاوزهم وقف تحت لواء الحمد وعرض عليه من فاكهة الجنة وشرابها، فيقال له: كل ماشئت واشرب ماشئت (4)، حتى إذا وقف بين يدي الله عز وجل، قال: ياعبدي سلني ماشئت. فقال: أسألك أن تنجيني من النار وتدخلني الجنة. فيقال: ذلك لك. فيفرح عندها ويستبشر، قال، فيقول: أروا عبدي ما أعددت له.
__________
(1) ـ في (أ): شريح بن سلمة وهو تصحيف.
(2) ـ لم أعرفه بهذه النسبة.
(3) ـ في (أ): قالوا نبي مرسل مصطفى.
(4) ـ في (ج): واركب ماشئت.(1/149)


قال: ويشيع كل شعرة منه ألف ألف ملك، حتى إذا دخل الجنة استقبله ملك عليه من الحسن والبهاء مالم ير مثله، فيقول له الملك: مرحباً بمن يحبه الله عز وجل، ويحبه ملائكته، تعال حتى أريك ما أعد الله لك. قال: فيريه (1) سبع درجات، قال: هذا لك وغير هذا. فيقول المؤمن: هذا قد رأيته، فغير هذا ماهو ؟ قال: فيرفع له (2) ألف ألف مدينة من زمردة خضراء شُرُفَها الياقوت الأحمر يستضيء بها أهل الجنة على سائر نورهم، في كل مدينة ألف ألف ألف قصر، في كل قصر ألف ألف دار. في كل دار ألف ألف بيت، في كل بيت ألف ألف سرير، على كل سرير امرأة من أهل الجنة، لكل امرأة ألف ألف وصيف، وألف ألف وصيفة، في كل بيت ألف ألف مائدة، على كل مائدة ألف ألف قصعة، في كل قصعة لون من طعام، فيقال له: كل ماشئت واشرب ماشئت. قال: فيقول المؤمن: يارب من يطيق هذا، ومن يؤدي شكر نعمتك التي أنعمت علي. قال: فيلبس من القوة ماإذا نظر الثانية، قال: يارب لو كان مثل هذا كنت له كفؤاً ـ أي أطيقه ـ.
قال: فسألوا إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه الكلمات، قال: من قالهن مرة كان بينه وبين الحجاب ثلاثة كراسي، ومن قالها مرتين: كان بينه وبين الحجاب كرسيين، ومن قالها ثلاث مرات: كان في أول الكراسي ليس بينه وبين الحجاب شيء، قال إبراهيم نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: ومن زاد زاده الله.

(355) ـ حدثنا عبد الله بن حكم، قال: حدثنا سيار، قال: حدثنا موسى، عن هلال، عن جبلة (3) ، عن ابن عبدالسلام، عن أبيه (4)،
عن كعب، قال: ))من قال في ليلة القدر: لاإله إلا الله، ثلاث مرات غفر الله له(( .
__________
(1) ـ في (أ): فيرفع به.
(2) ـ لعل الصواب: فيريه.
(3) ـ وفي (ب): عن هلال أبي جبلة.
(4) ـ وفي (ب) و (ج): أبي عبد السلام. وموسى، وهلال، وجبلة، وابن عبدالسلام، وأبيه. لم أعرفهم.(1/150)

30 / 46
ع
En
A+
A-