(284) ـ حدثنا يوسف بن موسى ، قال: حدثنا أبو داود [سليمان بن داود] الطيالسي، قال: حدثنا عبد ربه [بن الحكم بن سفيان] الثقفي، قال:
سمعت بكر بن عبد الله المزني (1) يقول: لكل آدمي في كل يوم صحيفة جديدة يكتب فيها عمله، وله في كل ليلة صحيفة جديدة يكتب فيها عمله، فإذا صعدت الصحيفة ليس فيها استغفارٌ صُعد بها سوداء مظلمة، وإذا صعد بها وفيها الإستغفار ولو كان في مكان واحد صعد بها تلألأ نوراً.

(285) ـ حدثنا أبو القاسم، قال: حدثنا أحمد بن جعفر الخياط (2) ، قال: حدثنا حسن بن يحيى [الرازي]، قال: حدثنا حسين بن حسن [الأشقر] (3)، عن ثابت (4) ، قال:
سمعت محمد بن عبد الله بن الحسن يقول: لما بعث الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، أعطي هُوَ وأُمَّته الاستغفار؛ فانصرف جنود إبليس لعنهم الله إليه. فقالوا: يارأس كل خطيئة إن هذا العبد الصالح قد أعطيَ هو وأمته الاستغفار فهم يذنبون ويستغفرون فَيُغْفَر لهم. قال: فوكم (5) إبليس لعنه الله، قال: ثم قال: لأتيحنهم فتنة لايستغفرون منها.
قال محمد بن عبد الله: ليس إلا أهوائهم لايستغفرون منها.

(286) ـ حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثني حسين بن علي [الجعفي]، عن بكر بن خُنَيس [الكوفي]،
__________
(1) ـ بكر بن عبدالله المزني تابعي روى عن أنس، وكبار التابعين، انظر تهذيب الكمال 4/216.
(2) ـ أبو القاسم وأحمد بن جعفر لم أعرفهما.
(3) ـ في النسخ: حسن بن حسين. ولعل الصحيح ما أثبته.
(4) ـ لعله ثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي.
(5) ـ في (أ، ب): فزكم. وفي نسخة: فوكر. وهو غلط: ووكم بمعنى حزن.(1/121)


عن أبي رجاء الشامي (1) ـ بلغه ـ قال: من قال في يومه خمساً وعشرين مرة: أستغفر الله الذي لاإله إلاهو الحي القيوم وأتوب إليه. دفع الله عن أهل مصره أو عن أهل قريته وجعله (2) الله من الأبدال، ومن استغفر الله للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات في يومه خمساً وعشرين مرة طَهَّر الله قلبه من الغِشّ والحسد، وبنا له بيتاً في الجنة (( .

*****

(12) باب الرقاق

البكاء من خشية الله
(287) ـ حدثنا عبد الله [بن الحكم بن أبي زياد]، قال: حدثنا سيار [بن حاتم]، عن جعفر [بن سليمان]،
قال: حدثنا مالك بن دينار (3) ، قال: قال عيسى بن مريم صلى الله عليه لأصحابه: مالكم تأتوني وعليكم ثياب الصوف وقلوبكم قلوب الجبارين، البسوا ثياب الملوك وأميتوا قلوبكم بالخشية.

(288) حدثنا حسين بن نصر، عن خالد بن عيسى، عن حصين بن مخارق، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ))ما اغْرَوْرَقت عين بمائها من خشية الله إلا حرم الله جسدها على النار، فإن فاضت على خدها لم يصب وجهها قَتَر ولاذلة، وليس عمل إلا وله وزن إلا الدمعة من خشية الله فإن الله جل وتعالى يطفي بها بحوراً من النار (( .

(289) ـ حدثنا محمد بن جميل، عن محمد بن فضيل، عن الهجري، عن أبي عقبة (4) ،
عن سلمان، قال: (( في ظل العرش يوم لاظل إلا ظله رجل إذا ذكر الله عز وجل فاضت عيناه من خشية الله عز وجل )) .

الزهد
__________
(1) ـ لم أعرفه.
(2) ـ في (ب): وجعلنا الله إن شاء الله من الأبدال.
(3) ـ مالك بن دينار أبو يحيى السامي، تابعي روى عن أنس، توفي سنة (123 هـ). الكاشف 3/100.
(4) ـ لعله أبو عقبة الفارسي قيل له صحبة. انظر: تهذيب التهذيب 12/189، والتقريب 2/452.(1/122)


(290) ـ حدثنا محمد بن عبد الله بن نوفل الأسدي ، قال: حدثني عبيد بن العنبس، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان [الرازي]، عن موسى بن عبيدة (1) ، عن زيد بن أسلم،
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن كان النبي من أنبياء الله صلى الله عليهم ليسلط عليه القمل حتى تقتله، وإن كان النبي من انبياء الله صلى الله عليهم ليعرى حتى لايجد شيئاً يواري به عورته غير العباءات (2) يتدرعها، ثم يفرحون بذلك كما تفرحون بالغنا والعافية (( .

(291) ـ حدثنا واصل بن عبد الأَعْلَى، عن [محمد] بن فضيل، عن أبيه، عن أبي حازم [سليمان الأشجعي]،
عن أبي هريرة، قال: كنت في سبعين من أصحاب الصفة، مامنهم رجل إلا عليه [إما] رداء يرده وإما كساء قد ربطوها في أعناقهم، فمنها مايبلغ نصف الساق، ومنها مايبلغ الركبتين، فيجمعه بيده مخافة أن ترى عورته.

التقوى واليقين
(292) ـ حدثنا محمد [بن إسماعيل]، قال: حدثنا جعفر بن أبان (3) ، قال: حدثنا محمد بن زياد اليشكري [الميموني]، عن محمد بن منصور (4)،
__________
(1) ـ في النسخ: موسى بن عيينة وهو تصحيف، والصحيح ما أثبته، وهو: موسى بن عبيدة الربذي المعروف بروايته عن زيد بن أسلم.
(2) ـ في (أ): العبادات. وفي (ج): العباء.
(3) ـ ذكر ابن حبان في كتابه المجروحين روايات كثيرة عن مكحول، عن جعفر بن أبان عن يحيى بن معين، ووصفه بالحافظ. انظر فهرس المجروحين.
(4) ـ في (ب): ابن بوهوان، وفي (ج): محمد بن منصور بن مهران. ويوجد شخصان بهذا الاسم الأول محمد بن زياد اليشكري البخاري والثاني محمد بن زياد اليشكري الطحان الكوفي يعرف بالرواية عن ميمون بن مهران وهو متهم بالوضع.(1/123)


عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))ياحبذا نوم الأكياس وأوطارهم، كيف يغلبوا سَهَر الحمقاء واجتهادهم، ولمثقال ذرة من صاحب تقوى ويقين أفضل من ملء الأرض من المفسدين (( (1) .

(293) ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية [هشيم بن بشير]، عن داود بن أبي هند (2) ، عن أبي عثمان [النَّهدي]،
عن سلمان [الفارسي] (3) ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن الله خَلَقَ يوم خَلَقَ السموات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق مابين السماء والأرض، فجعل في الأرض منها واحدة، فيها: تعطف الوالدة على ولدها، والوحش بعضها على بعض، وأخَّر تسعاً وتسعين إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة أكملها الله بهذه مائة، فيصبها على المتقين (( (4) .

(294) ـ حدثنا علي بن منذر، عن ابن فضيل، قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم، قال:
حدثنا الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))أيها (5) الناس ألا إن الناس لم يعطوا شيئاً من الدنيا خيراً من اليقين والعافية، ألا فاسألوهما الله (( .

(295) ـ حدثناعلي بن منذر، عن ابن فضيل، قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد،
__________
(1) ـ في (ب): ملء الأرض للغني، وفي (أ): ملء الأرض نزلا.
(2) ـ في (أ): عن أبي داود بن أبي هند، وهو تصحيف، توفي داود (140 هـ). الكاشف 1/225.
(3) ـ سقط من (ج): عن سلمان.
(4) ـ أخرجه الطبراني في الكبير 6/255 (6144) من طريق الحسين بن إسحاق التستري عن عثمان بن أبي شيبة به. وأخرجه مسلم 4/2109 (21) عن ابن نمير عن أبي معاوية به، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/247 من طريق يزيد بن زريع عن داود بن أبي هند به، وأخرجه ابن أبي شيبة 7/60 (34206) عن عبدالرحيم بن سليمان عن داود به.
(5) ـ في (ب) و (ج): يا أيها.(1/124)


عن عبد الله بن الحارث، قال: قال العباس: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله ربي. قال: ))سل ربك العافية، قال: ثم لبث ماشاء الله أن يلبث، ثم قال: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله ربي. قال: سل ربك العافية. قال: ياعباس ياعم رسول الله اسأل (1) الله العافية في الدنيا وفي الآخرة (( (2) .

(296) ـ حدثنا يوسف بن موسى [القطان]، عن عبدالرحمن بن مغرا، قال: حدثنا الأعمش، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث (3) ،
عن العباس بن عبدالمطلب، قال، قلت: يا رسول الله إني أريد أن أدعو الله من غدوة إلى الليل، قال: ))فاسأل الله العافية (( (4) .

سعة ملك الله
(297) ـ حدثنا محمد بن جميل، عن محمد بن جبله [الطحان]،
عن يحيى بن خلف، أن ملكاً من ملائكة الرب له ألف ألف جناح، استأذن ربه يطير في ملكوت الرب، فأوحى الله إليه: انظر. فرفع رأسه إلى العرش فَتَعَلَّم فيه علامة، ثم طار ألف عام بألف جناح، ثم وقف إلى العلامة فوجده لم يجاوزه بقلامة ظفر.

نعمة الفراغ والصحة
(298) ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن عبد الله بن سعيد [بن أبي هند الفزاري]، عن أبيه،
__________
(1) ـ في (ب) و (ج): سل.
(2) ـ أخرجه ابن أبي شيبة 6/24 (29185) عن ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد به بلفظ: قال العباس: يارسول الله علمني شيئاً أسأله ربي، قال: سل ربك العافية في الدنيا والآخرة. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد 245 (727)، والترمذي 5/499 (3514) من طريق عبيدة عن يزيد به. وأخرجه أحمد 1/209 من طريق زائدة عن يزيد به، وأخرجه الطبراني (11908)، والحاكم 1/529 من طريق عكرمة عن ابن عباس.
(3) ـ في (ج): عبدالله بن الحربي، وفي (أ ، ب): عبدالله الحريري وهو غلط.
(4) ـ أنظر الذي قبله .(1/125)

25 / 46
ع
En
A+
A-