عن عبد الله، قال: إن كان ليلة الجن ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقريء ))الجن (( ومعه جبريل إذ أقبل عفريت من الجن وفي يده شعلة من نار قد اشتعلت، فقال جبريل: يا رسول الله ألا أعلمك كلمات تقولهن فيكب لعنه الله وتطفى شعلته، قل: أعوذ بوجه الله الكريم وكلمات الله التامة التي لايجاوزها بَرٌّ ولافاجر، من شر ماينزل من السماء، ومن شر مايعرج فيها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يارحمن، قال: فأكب لوجهه وطفيت شعلته (1) .
(267) ـ حدثنا علي بن منذر، عن ابن فضيل، قال: حدثنا أشعث، عن أبي إسحاق، قال: حدثني بهؤلاء الكلمات الحارث الأعور،
عن علي بن أبي طالب قال: (( أعوذ بوجه الله الكريم وكلمات الله التامة من شر كل شيء هو آخذ بناصيته، اللهم إنك تكشف المَغرم والمأثم ، اللهم لاتخلف وعدك، ولاتهزم جندك، ولاينفع ذو الجد منك الجد سبحانك وبحمدك )).
*****
(10) باب ذكر أسماء الله
(268) ـ حدثنا سفيان بن وكيع، عن عيسى بن يونس، عن عبيدالله بن أبي زياد [القداح]، عن شهر بن حوشب،
__________
(1) ـ أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة 1/192 (138) من طريق إبراهيم بن طريف عن يحيى بن سعيد به، وقال المعلق عليه: لم أجده عند غير أبي نعيم، وأشار إلى ذلك السيوطي في الخصائص 1/313.(1/111)
عن أسماء بنت يزيد، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَإِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيْمُ} [البقرة: 163] وفاتحة آل عمران (( (1) .
(269) ـ حدثنا جعفر بن محمد بن عبدالسلام، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن أبان [بن أبي عياش]،
عن أنس، قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم برجل وهو يدعو بهذا الدعاء ـ يعني ـ: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لاإله إلا أنت الحنان المنان بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))لقد دعا باسم الله الأعظم، الذي إذا دُعِيَ به أجاب وإذا سئل به أعطى (( (2) .
(270) ـ حدثنا علي بن منذر، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن ابن سيرين،
عن أبي هريرة، قال: إن لله مائة اسم غير واحد، من أحصاها دخل الجنة.
(271) ـ حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا عبدالعزيز بن الحصين، قال: حدثنا أيوب السختياني، وهشام بن حسان، عن ابن سيرين،
__________
(1) ـ أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة 6/47 (29363) عن عيسى بن يونس به، ومن طريقه أخرجه المرشد بالله في الخميسية 1/113، وأخرجه أبو داود 2/81 (1496) من طريق مسدد عن عيسى به، وأخرجه الترمذي 5/483 (3478) من طريق علي بن خشرم عن عيسى به، وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات 128 من طريق أبي عاصم عن عبيدالله بن زياد به.
(2) ـ أخرجه أبو داود 2/80 (1495)، والنسائي 3/52، وأحمد 3/158، وابن حبان 3/175 (793) من طريق حفص بن أخي أنس عن أنس، وأخرجه ابن ماجة (3858)، وأحمد 3/120، وابن أبي شيبة 6/47 (29361) من طريق ابن سيرين عن أنس، وأخرجه الترمذي (3544) من طريق ثابت عن أنس.(1/112)
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة، اسأل: الله، الرحمن ، الرحيم ، الإله ، الرب ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، الباريء ، المصور ، الحكيم ، العليم ، السميع ، البصير ، الحي ، القيوم ، الواسع ، اللطيف ، الخبير ، الحنان ، المنان ، البديع ، الغفور ، الودود ، الشكور ، الحميد ، المجيد ، المبديء ، المعيد ، النور ، القادر ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، العفو ، الغفار ، الوهاب ، الفرد ، الأحد ، الصمد ، الوكيل ، الحسيب ، الشافي ، الكافي ، الباقي ، المقيت ، الدائم ، المتعال ، ذا الجلال والإكرام ، المولى ، البصير ، الحق ، المبين ، المنيب ، الباعث ، المجيب ، المحيي ، المميت ، الجميل ، الصادق ، المحيط ، الحفيظ ، الكبير ، الرقيب ، القريب ، الفتاح ، التواب ، القديم ، الوتر ، الفاطر ، الرازق ، العلام ، العلي ، العظيم ، الغني ، ألمقتدر ، الأكرم ، الرؤوف ، المدَبِّر ، المالك ، القاهر ، الواحد ، ذا الطول ، ذا المعارج ، ذا الفضل ، الخلاق ، الكفيل ، الجليل ، الهادي ، الكريم ، الرفيع ، الشهيد ، الوفي (1) ، المطاع ، ذو الملكوت والجبروت )) (2) .
(272) ـ قال القاسم [بن إبراهيم] (ع):
__________
(1) ـ في (أ): الوافي.
(2) ـ أخرجه الحاكم 1/17 من طريق أحمد بن سفيان النسائي عن خالد بن مخلد به. وأخرجه ابن حبان 3/88 (808)، والبيهقي في الأسماء والصفات 15 من طريق الأعرج عن أبي هريرة. وأخرجه بدون ذكر الأسماء الترمذي (3506)، وأحمد 2/427 و 499 من طُرُق عن هشام به. وأخرجه كذلك مسلم 4/2063 (6/2677)، وأحمد 2/267 من طريق معمر عن أيوب به. وقالو: إن ذكر الأسماء مدرج جمعه بعض الرواة من القرآن . والأسما المذكورة في الأصل زائدة على (199) اسما.(1/113)
بلغنا أن موسى النبي وإدريس عليهما السلام دعوا بهذه الأربعين اسماً، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو بها، وأن الحسن بن الحسن طلبه الحجاج بن يوسف فدعا بهذه الأسماء فَصُرِف عنه: سبحانك (1) يا الله يارب كل شيء ووارثه، يا الله الإله الرفيع جلاله، يا الله المحمود في كل شيء فعاله، يا الله يارحمن كل شيء وراحمه، يا الله ياحي حين لاحي في ديمومية ملكه وبقائه، يا الله ياقيوم لايعزب عنه شيء علمه ويؤوده، يا الله ياواحد يا أول كل شيء وآخره، يا الله يادايم بغير زوال ولافناء لملكه، يا الله ياصمد في غير شبه ولاشيء كمثله، يا الله ياوتر فلاشيء كفوه ولامداني لوصفه، يا الله ياكبير أنت الذي لاتهتدي كل (2) القلوب لعظمته، يا الله ياباريء كل شيء بلا مثال خلا من غيره، يا الله ياكافي الواسع لما خلق من عطايا فضله، يا الله يانقي من كل جور لم يرضه ولم يخالطه فعاله، يا الله ياحنان أنت الذي وسعت كل شيء رحمته، يا الله يامنان ذا الإحسان قد عم كل شيء منته، يا الله ياديان العباد وكل شيء يقوم خاضعاً لرهبته، يا الله ياخالق من في السموات ومن في الأرض وكل شيء إليه معاده، يا الله ياتام (3) فلاتصف الألسن كل جلال ملكه وعزه، يا الله يامبتديء البدايع لم يبتغ في إنشائها عوناً من خلقه، يا الله ياعلام الغيوب لايؤده شيء من حفظه، يا الله يامعيد ما أفنى إذا برزت الخلائق لدعوته من مخافته، يا الله ياحكيم (4) ذا الأناة فلاشيء يعادله، يا الله ياجميل الفعال ذا المن على جميع خلقه بلطفه، يا الله ياعزيز المنيع الغالب على أمره فلاشيء يعادله، يا الله المتعال القريب في علو ارتفاعه، يا الله ياجبار الملك على كل شيء بقهر عزيز سلطانه، يا الله يانور كل شيء أنت الذي انفلقت
__________
(1) ـ في (ج): بسم الله الرحمن الرحيم، سبحانك.
(2) ـ سقط من (ج): كل.
(3) ـ في (أ، ج): يا الله ياقائم.
(4) ـ في (ج): ياحليم.(1/114)
الظلمات بنوره، يا الله ياقدوس الظاهر من كل شيء فلاشيء يعادله، يا الله ياقريب دون كل شيء قربه، يا الله ياعلي الشامخ فوق كل شيء علوه وارتفاعه، يا الله ياجليل المتكبر على كل شيء والعدل والصدق أمره، يا الله ياحميد فلاتبلغ الأوهام كل شأنه ومجده، يا الله يابديع البدائع ومعيدها بعد فنائها بعائدته، يا الله ياعظيم ذا الثنا الفاخر والعز والكبرياء فلايذل عزه، يا الله ياكريم أنت الذي ملأ كل شيء عدله، يا الله ياعجيب كل آلائه وثنائه، يا الله ياخالق الخلق ومبتدعه ومغني (1) الخلق ووارثه، ياالله يارحيم كل صريخ وكل مكروب وغياثه ومعاده، يا الله ياقاهر البطش الشديد الذي لايطاق انتقامه.
ثم يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك مسألة المسكين المستكين، وأبتغي إليك ابتغاء التائب الفقير، وأتضرع إليك تضرع الضرير وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، أسألك مسألة من خضعت لك رقبته، ورغمت لك أنفه، وعفر وجهه، وسقطت لك ناصيته، وانهملت لك دموعه، وفاضت إليك عبرته، وأغرقته خطاياه، وفضحته عبراته، وظلت عنه حيلته، وذهبت عنه قوته، وانقطعت عنه حجته، وأسلمته ذنوبه، أسألك الهدى وأفضل الشكر في النعماء، وأحسن الذكر في الغفلة، وأشد التذرع في الرغبة، وأبكى العيون في الخشية.
*****
(11) باب الاستغفار
(273) ـ حدثناإبراهيم بن محمد بن ميمون، قال:حدثنا علي بن القاسم(2)، عن [عبيدالله بن الوليد] الوَصَّافي، عن عطية [بن سعيد العَوْفي]،
__________
(1) ـ في (ج): ومفني.
(2) ـ لم أعرفه.(1/115)