عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( مامن مسلم ولامسلمة ذكر ولا أنثى ينام بالليل إلا وعلى رأسه خَوْصٌ (1) معقود، فإذا استيقظ فذكر الله انْحَلَّت عقدة، فإن قام وتوضأ وصلى انْحَلَّت عُقَدُه جميعاً، فيصبح نشيطاً وقد أصاب خيراً، وإن قام لايذكر الله عز وجل حين يصبح أصبح وعليه عُقَدُه ثقيلاً )) (2).
الذكر عند الصباح والمساء
(188) ـ حدثنا سفيان بن وكيع، عن جرير، عن الحسن بن عبيدالله [النخعي] (3) ، عن إبراهيم بن سويد [النخعي]، عن عبدالرحمن بن يزيد،
أظنه عن عبد الله بن مسعود، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمسى قال: ))أمسينا وأمسى الملك لله الحمدلله لاإله إلاالله وحده لاشريك له(( . [قال] (4) أراه قد قال فيهن: ))له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير مافي هذه الليلة وخير مابعدها، وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر مابعدها، وأعوذ بك من الكسل وشر الكِبر (5) ، وأعوذ بك من عذاب النار، وعذاب القبر(( . وإذا أصبح قال ذلك: ))أصبحنا وأصبح الملك لله(( (6) .
__________
(1) ـ في مصادر التخريج: جَرِيْرٌ.
(2) ـ أخرجه أحمد 3/315، وابن خزيمة 2/176 (1133)، وابن حبان 6/ رقم (2554) و (2556)، وأبو يعلى 4/ (2298) من طُرُقٍ عن الأعمش به.
(3) ـ في (ج): الحسن بن عبدالله بن مسعود، وهو تصحيف.
(4) ـ القائل: أراه قد قال فيهن. هو الحسن بن عبدالله، ويقصد إبراهيم بن سويد. فالذي في صحيح مسلم (74/2723): قال الحسن: فحدثني الزبيدي أنه حفظ عن إبراهيم في هذا: وله الملك.. الخ.
(5) ـ في صحيح مسلم: وسوء الكبر.
(6) ـ أخرجه الترمذي 5/434 (3390) من طريق سفيان بن وكيع به. ومسلم 4/2089 (75/2723) من طريق عثمان بن أبي شيبة عن جرير به. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 6/35 رقم (29276) من طريق زائدة عن الحسن بن عبيدالله به.(1/76)
(189) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن فضيل بن عياض، عن مطرح بن يزيد [الأسدي]، يرفعه إلى:
أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ))من قال حين يصبح أول كلام يتكلم به: اللهم لك الحمد لاإله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، آمنت بك مخلصاً لك ديني، أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت، أتوب إليك من سيء عملي، وأستغفرك لذنوبي التي لايغفرها إلا أنت(( .
قال: سمعته يقسم بالله ماقالها عبد حين يصبح فيدركه أجله في يومه ذلك إلا دخل الجنة، أو قالها حين يمسي فيدركه أجله في ليلته إلا دخل الجنة (1) .
(190) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن فضيل بن عياض، عن مُطَّرِح بن يزيد، عن محمد بن يزيد (2) ، عن عيسى بن سعيد [أبو عمار]، عن علي [بن زيد]، عن القاسم [بن عبدالرحمن أبو عبدالرحمن الشامي]،
عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ))والذي بعثني بالحق نبياً ماعلى ظهر الأرض رجل مسلم يصبح حين يصبح فيكون مضرعه (3) أول كلام يتكلم به أن يقول: اللهم لك الحمد لاإله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، آمنت بك مخلصاً لك ديني، أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت، أتوب إليك من سيء عملي، وأستغفرك لذنوبي التي لايغفرها إلا أنت(( .
قال: سمعته يقسم ثلاث مرات ـ مايستثني ـ ماقالها عبد فيدركه أجله في يومه ذلك إلا دخل الجنة، أو قالها حين تغيب الشمس مثل ذلك فيدركه أجله في تلك الليلة إلا دخل الجنة (4) .
__________
(1) ـ يأتي بعده . وأورد نحوه في كنز العمال 2/130 رقم (3501) وعزاه إلى أحمد وأبي داود والنسائي وابن حبان والحاكم عن بريدة.
(2) ـ في (أ): محمد بن زيد. وهو تصحيف، والصحيح ما اثبته، انظر: تهذيب الكمال 28/60.
(3) ـ في (ج): مفزعه.
(4) ـ تقدم قبله نحوه.(1/77)
(191) ـ حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا زيد بن حباب، قال: أخبرنا أبو مودود، قال: أخبرنا رجل سمع أبان بن عثمان يذكر
عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ))من قال إذا أصبح وأمسى: بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولافي السماء وهو السميع العليم. ثلاث مرات، لم يصبه فالج(( فأصاب أبان فالج فدخلوا عليه فنظر بعضهم إليه، فقال: ماتنظرون ؟ إني ماكذبت على أبي، ولاكذب أبي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن أمسيت وأنا مغضب فلم أقله فأصابني هذا (1) .
(192) ـ حدثناإبراهيم بن مكتوم البصري(2)، قال: حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث، قال: حدثنا سعيد بن سهل، عن أبي صالح، عن أبيه (3) ،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : )) و أن أحدكم إذا أمسى قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ماخلق، ثم لسعته عقرب لم تضره(( .
__________
(1) ـ أخرجه ابن أبي شيبة عن زيد بن حباب به، وفيه اختلاف يسير. وأخرجه ابن حبان 3/144 رقم (862)، وأخرجه أبو داود رقم (5089)، والطحاوي في مشكل الآثار 4/171، وعبدالله بن أحمد في زوائد المسند 1/72 من طريق أبي ضمرة أنس بن عياض عن أبي مودود به. وأخرجه الطيالسي 14 رقم (79)، والنسائي في عمل اليوم والليلة رقم (348)، والترمذي رقم (3388)، والحاكم 1/514 من طريق ابن أبي الزناد عن أبان به.
(2) ـ قال: في طبقات الزيدية : صوابه ابرهيم بن مرزوق البصري.
(3) ـ كذا الأسناد في (أ) و (ج)، والصواب: إبراهيم بن مكتوم البصري، قال: حدثنا عبدالصمد بن عبدالوارث بن سعيد أبو سهل عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.(1/78)
(193) ـ حدثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن حميد بن عبد الله بن الحارث (1) ، قال:
قال عبد الله بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))مامن صباح إلا ينادي منادٍ من السماء: اللهم أعط كل منفقٍ خلفاً، وكل ممسكٍ تلفاً، ياباغي الخير هلم، وياباغي الشر أقصر (( (2) .
(194) ـ حدثنا سفيان بن وكيع، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي حُكَيْم مولى الزُّبَيْر (3) ،
عن الزبير [بن العوَّام]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( مامن صباح يصبح العباد إلا وملك ينادي: سبحان الملك القدوس )) (4) .
*****
(195) ـ حدثنا عبد الله بن حكم، عن سيار، قال: حدثنا عبيدالله [بن شميط بن عجلان]،
قال: سمعت أبي يقول: إن إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه كان يقول إذا أصبح: (( اللهم إن هذا خلق جديد أفتحه لي بطاعتك، واختمه لي بمغفرتك ورضوانك، وارزقني فيه حسنة تقبلها مني، وزَكِّها وضاعفها، وما عملت فيه من سيئة فاغفرها إنك غفور ودود )) .
ومن دعا بهذا الدعاء إذا أصبح فقد أدى شكر يومه، وكذلك إذا أمسى.
__________
(1) ـ لم أجد من اسمه: حميد بن عبدالله بن الحارث، ولعله حميد بن عبدالله الثقفي الذي يروي عن عبدالله بن مسعود مرسلا. انظر: الجرح والتعديل 3/224.
(2) ـ ذكره ابن حجر في المطالب العالية 1/259 رقم (884) وعزاه إلى أبي يعلى.
(3) ـ في النسخ: موسى بن عبيدة بن محمد بن ثابت، عن أبي حكم مولى الزبير، وهو تصحيف.
(4) ـ أخرجه الترمذي 5/526 (3569) عن سفيان بن وكيع عن عبدالله بن نمير عن موسى به. وأخرجه المرشد بالله في الخميسية 1/225 من طريق يحيى بن عبدالحميد عن عبدالله بن نمير عن موسى بن عبيدة به، وقد تحرف فيه عبيدة إلى عبده، وأخرجه أبو يعلى 2/45 (658) من طريق حزام بن إسماعيل عن موسى عن أبي حكيم به. وانظر: مجمع الزوائد 10/94، والمطالب العالية رقم (3420).(1/79)
(196) ـ حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا قيصر بن زياد البجلي (1)، عن أبي مريم، عن عبد الله بن عطاء (2) المكي، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن علي بن الحسين، قال:
قال علي بن أبي طالب للحسين بن علي: يابني إنه لابد أن تمضي مقادير الله عز وجل وأحكامه وسينفذ الله قضاءه وقدره فيك وفيَّ على ما أحب، فعاهدني ألا تلفظ بكلمة مما ألقي إليك وأسره إليك حتى أموت، ولابعد ما أموت باثني عشر شهراً ، يابني أخبرك بخبر أصله من (3) الله عز وجل، تقوله غُدوة وعَشِيَّة فتشغل ألف ألف ملك يُعطى كل ملك قوة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة، ويوكل بالاستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كل ملك قوة ألف ألف ملك (4) في سرعة الكلام، ويبنى لك بيت في دار السلام بيت تكون فيه جار جدك، ويبنى لك في الفردوس ألف ألف (5) بيت ومائة ألف قصر تكون فيه من جيران أهلك، ويبنى لك في جنات عدن ألف مدينة، ويجيء معك من قبرك كتاب ناطق: إن هذا لاسبيل عليه للفزع ولاللخوف ولالمزاولة الصراط ولالعذاب النار ولاتموت إلا وأنت شهيد، وتكون حياتك ماحييت وأنت سعيد، ولايصيبك بلاء أبداً ولاجنون (6)، ولاتدعو إلى الله بدعوة فتحب أن لاتمسي من يومك حتى تأتيك، كائنة ماكانت بالغة مابلغت في أي نحو كان، ولاتطلب إلى (7) الله حاجة إلا قضاها لك، ويكتب لك في كل يوم ألف حسنة، ويمحى عنك ألف سيئة، وترفع لك ألف درجة، ويوكل بالاستغفار لك العرش والكرسي حتى تقف بين يدي الله تعالى، ولاتطلب إلى الله جل ثناؤه حاجة لك أو لغيرك في أمر دنياك أو آخرتك إلا قضاها لك أو سبب لك قضاها، فعاهدني كما أذكر لك. قال الحسين: فعاهدني يا أبتي على ما أحببت، قال: أعاهدك على أن تكتم عَليَّ فإذا كان
__________
(1) ـ لم أعرفه.
(2) ـ في (أ): عن عطاء.
(3) ـ في (ج): بخبر عن شيء من الله.
(4) ـ في النسخ: ألف ألف كاتب، ولعل الصواب ما أثبته.
(5) ـ سقط من (ج): ألف.
(6) ـ في (ج): ولاحزن.
(7) ـ في (أ): من.(1/80)