عن الحسن، قال: يدعى المرائي يوم القيامة بثلاثة أسامي، يقال له: يامرائي، يامخادع، يامشرك، الحق عملك خذ ثوابه ممن عملته له.
(144) ـ حدثنا محمد بن راشد، قال: حدثنا إبراهيم بن هراسة، قال: حدثنا أبو عبيدة الناجي،
عن الحسن، قال: أدركت خمسة عشر ألفاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم خمسين بدرياً، ثيابهم الصوف، ونعالهم المخصوف، وخُطُم إبلهم الليف، أسأل أولهم وأوسطهم وآخرهم عن الحديث لايسقط بين الرجال حرف ، ثم أعرضه على كتاب الله عز وجل فأجده كما قالوا، والله لو أدركوا فقهاءكم لقالوا مجانين، ولو أدركوا غير أهل الفقه، لقالوا: مايؤمن هؤلاء القوم بيوم الحساب. ماخرج أحد منهم من الدنيا إلا وهو يخاف النفاق على نفسه(1).
(145) ـ حدثنا جعفر بن محمد [بن عبد السلام]، عن المحاربي، عن سفيان، عن يونس [بن أبي إسحاق السبيعي].
عن الحسن [البصري] قال: أدركتهم (2) ، ومامنهم من أحد يستطيع أن يستر شيئاً من عمله إلا ستره، إن كان الفقيه ليجلس مع القوم (3) فما يُدْرى به حتى يقوم.
(146) ـ حدثناعبد الله [بن حكم]، عن سيار، عن جعفر، عن ثابت (4)،
عن عقبة بن عبدالغافر [العوذي] (5) ، قال: إذا عمل العبد في السر عملا حسناً ثم عمل في العلانية قال الله عز وجل: هذا عبدي حقاً حقا.
__________
(1) ـ في حلية الأولياء 2/134 : عن الحسن: والله لقد أدركت سبعين بدرياً أكثر لباسهم الصوف، ولو رأيتموهم لقلتم مجانين، ولو رأوا خياركم لقالوا مالهؤلاء من خلاق، ولو رأو ا شراركم لقالوا: ما يؤمن هؤلاء بيوم الحساب.
(2) ـ يعني الصحابة.
(3) ـ في (أ) و (ب): في مجلس القوم.
(4) ـ في النسخ: جعفر بن ثابت وهو تصحيف، والصحيح ما أثبتناه، وجعفر هو ابن سليمان الضبعي، وثابت هو البناني.
(5) ـ عقبة بن عبدالغافر العوذي أبو نهار الإزدي تابعي روى عن أبي سعيد وقتادة. انظر: الجرح والتعديل 6/313.(1/61)
(147) ـ حدثنا جعفر بن محمد بن عبدالسلام، عن سعيد بن صالح (1)،
عن داود بن سليمان [الحَمَّار] (2) ، قال: في جهنم وادٍ تَعَوَّذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة، لايدخله إلا المراؤون المخادعون المسمعون (3)
(148) ـ حدثنا عبد الله بن حكم، عن سيار.
قال: حدثنا أبو عمران [الجوني] (4) ، قال: بلغنا أن الملائكة تصعد كل عشية بالأعمال بعد العصر فتقف بها في سماء الدنيا فتنادي الملائكة ألق تلك الصحيفة، وينادي الملك (5) ألق تلك الصحيفة. فتقول الملائكة: ربنا قالوا خيراً وحفظناه عليهم. فيقول: ))إنهم لم يريدوا به وجهي، لا أقبل إلا ما أريد به وجهي ((.
*****
(5) باب في الصلاة على النبي وآله (ص)
(149) ـ حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه،
عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))من صلى عَلَيَّ صلاة صلى الله عليه بها عشر صلوات، ومحا عنه عشر سيئات، وأثبت له عشر درجات، واستبق ملكاه الموكلان به أيهما يبلغ روحي منه السلام(( (6) .
__________
(1) ـ وفي (ب): سعد، ولعله سعيد بن صالح السلمي، الذي يروي عن النضر بن شِميل، وعنه حاجب بن أحمد، روى له ابن مندة في أماليه، وقال ابن حجر: لا أعرفه.
(2) ـ داود بن سليمان الحَمَّار الكوفي يروي عن الصادق. انظر: جامع الرواة 1/304، رأب الصدع 3/1738.
(3) ـ في (أ): المستهزؤن. وفي (ج): المتسمعون.
(4) ـ في الزهاد العباد تروى له مواعظ كثيرة، له ترجمة في حلية الأولياء 2/309.
(5) ـ في (ج): وتنادي الملائكة.
(6) ـ أخرجه الإمام زيد في المسند 155 ـ 156 عن أبيه به. وأخرجه المؤلف في أمالي أحمد بن عيسى 1/188 (784) ))رأب الصدع(( بهذا الإسناد. وأخرجه الإمام أبو طالب في الأمالي 280 من طريق علي بن عبدالرحمن بن ماتي عن المؤلف، به.(1/62)
(150) ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن شعبة، عن عاصم بن عبيدالله [بن عاصم بن عمر]، عن عبد الله بن عامر،
عن أبيه [عامر بن ربيعة العنزي] (1) ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))من صلى علي لم تزل الملائكة تصلي عليه مادام يصلي علي. فَليُقِلّ العبد من ذلك أو يكثر(( (2) .
(151) ـ حدثنا محمد بن جميل، عن محمد بن فضيل، عن أبان، عن أنس،
عن أبي طلحة [زيد بن سهيل الأنصاري]، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أطيب ماكان نفساً، وأحسن ماكان بشراً، فقلت: يا رسول الله مارأيت أحسن منك وجهاً ولاأحسن بشراً منك اليوم. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ))ومايمنعني وقد خرج من عندي جبريل صلى الله عليه فأخبرني أن من صلى عَليَّ صلاة كتب الله له عشر حسنات، ورفع له عشر درجات، وَرَدَّ عليه مثل الذي قال(( (3) .
(152) ـ حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أُبَيّ [بن] كعب،
__________
(1) ـ عامر بن ربيعة من المهاجرين الأولين، أسلم قبل عمر وهاجر الهجرتين شهد بدراً ومابعدها ومات قبل عثمان. الكاشف 2/49.
(2) ـ أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف 2/253 (8696) من طريق وكيع به.
(3) ـ أخرجه النسائي في السنن 3/50 وفي عمل اليوم والليلة 38 (60)، وابن حبان 3/196 (915)، وأحمد 4/29، وابن أبي شيبة 2/252 (8695)، والحاكم 2/420، والدارمي 2/317 من طريق سليمان مولى الحسن بن علي عن عبدالله بن ابي طلحة عن أبيه.(1/63)
عن أُبَيِّ بن كعب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذهب ثلث الليل قام فقال: ))يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الرَّاجفة تتبعها الرَّادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بمافيه(( . قال أُبَيّ قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ قال: ))ماشئت(( . قلت: الربع. قال: ))ماشئت، فإذا زدت فهو خير لك(( . قلت: النصف. قال: ما شئت، فإذا زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها. قال: ))إذاً يُكفى هَمُّك ويغفر لك ذنبك(( (1) .
قيل لأبي جعفر محمد بن علي: كيف يجعل له صلاته ؟ قال: إذا افتتح الدعاء، بدأ فصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(153) ـ حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثنا خالد بن مخلد [القطواني]، عن موسى بن يعقوب الزمعي (2) ، قال: حدثنا عبد الله بن كَيْسان، قال: حدثنا عبد الله بن شداد بن ألهاد، عن أبيه (3) ،
__________
(1) ـ أخرجه الترمذي 4/ رقم (2547) عن هناد به. وأخرجه عبد بن حميد 89 رقم (170)، والحاكم 2/421 و 513، وأحمد 5/136، وأبو نعيم في الحلية 1/256 من طريق قبيصة به. وأخرجه ابن أبي شيبة 2/253 رقم (8706)، وأبو نعيم في الحلية 8/377، والحاكم 4/308 من طريق وكيع عن سفيان به. وأخرجه ابن منده في الفوائد 24 رقم (6) من طريق محمد العنقري عن سفيان به.
(2) ـ في النسخ: الربعي. وهو تصحيف.
(3) ـ في النسخ: عبدالله بن حسان قال: حدثنا عبدالله بن راشد بن ألهاد، وهو غلط ، والصواب ما أثبته.(1/64)
عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))إن أولى الناس بي يوم القيامة، أكثرهم علي صلاة(( (1) .
(154) ـ حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه،
عن علي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))أكثروا من الصلاة والصدقة يوم الجمعة، والصلاة علي، فإنه يوم تضاعف فيه الأعمال، وسلوا الله لي الدرجة الوسيلة من الجنة، قيل: يا رسول الله وما الدرجة من الجنة ؟ قال: هي أعلى درجة في الجنة، لاينالها إلا نبي، وأرجو أن أكون أنا هو(( (2) .
(155) ـ حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا ليث بن خالد البلخي (3) ، قال: حدثنا العلا بن الحسين البصري (4) ، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة [بن دعامة]،
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))من صلى علي صلاة تعظيماً لحقي جعل الله من تلك الكلمة ملكاً له جناح في المشرق وجناح في المغرب ورجلاه في تخوم الأرض وعنقه ملتوية تحت العرش يقول الله تبارك وتعالى: صل على عبدي كما صلى على نبيي. فهو يصلي عليه إلى يوم القيامة (( (5).
__________
(1) ـ أخرجه ابن حبان 2/192 (911)، والبخاري في التاريخ الكبير 5/177 من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن خالد بن مخلد به. وأخرجه ابن عدي في الكامل 6/2342 من طريق عمرو بن معمر العمري عن خالد به. وأخرجه الترمذي (484) من طريق محمد بن خالد بن عُثْمَةَ عن موسى بن يعقوب به.
(2) ـ أخرجه الإمام زيد في المسند 156 عن أبيه. والمؤلف في الأمالي 1/349 (529) ))رأب الصدع(( بهذا الإسناد. والإمام أبو طالب في الأمالي280 من طريق بن ماتي عن المؤلف، به.
(3) ـ في (ب) و (ج): البجلي. والتصحيح من (أ)، وهو ليث بن خالد أبو بكر البلخي، سمع منه أبو حاتم. انظر: الجرح والتعديل 7/181.
(4) ـ لم أعرفه.
(5) ـ لم أقف على تخريجه.(1/65)