عن أبي ثمامة (1) ، قال: قال الحواريون لعيسى بن مريم عليه السلام: ما الإخلاص لله عز وجل ؟ قال: ))أن تعمل العمل ولا تحب أن يحمدك عليه أحد إلا الله ((. قالوا: فما النصح لله ؟ قال: ))أن تبدؤا بحق الله جل ثناؤه قبل حق الناس، وتؤثروا حق الله على حق الناس، وإذا عرض أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة بدأتم بأمر الآخرة ثم أتبعتموه أمر الدنيا (( (2) .

(131) ـ حدثنا عبد الله بن حكم ، عن سيار بن حاتم ، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أبيه [زيد بن درهم الأزدي]، قال:
قال لقمان لابنه: ))اتق الله ولاتري الناس (3) أنك تخاف الله كي يكرموك، وقلبك فاجر (( (4).

*****

(132) ـ حدثنا علي بن إسماعيل بن ميمون ، عن ابن فضيل (5) ، عن أبان [بن أبي عياش]،
عن أنس، قال: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا : ))دعوة في السِّر أفضل، وتعدل سبعين في العلانية ((.
__________
(1) ـ في الزهد لوكيع: عن ثمامة، وقال المعلق: هو الصائدي وانظر الجرح والتعديل 4/351.
(2) ـ أخرجه وكيع في الزهد 2/512 (247) عن سفيان عن عبدالعزيز بن رفيع به. وأخرجه ابن أبي شيبة 7/66 (34234) من طريق جرير بن عبد الحميد عن عبدالعزيز ، به.
(3) ـ في النسخ: ترائي الناس. والتصحيح من الزهد لأحمد.
(4) ـ أخرجه أحمد في الزهد 83 ـ 84 (270)، وابن أبي شيبة 7/74 (34293) عن محمد بن واسع قال: كان لقمان يقول لابنه يابني اتق الله.. الخ.
(5) ـ في النسخ: أبي فضيل، وهو تصحيف والصحيح ما اثبته، وهو محمد بن فضيل بن غزوان الضبي الراوي عن أبان بن أبي عياش.(1/56)


(133) ـ حدثنا جعفر بن محمد [بن عبدالسلام] ، عن المحاربي، عن الأحوص بن حكيم، عن شرحبيل أو أبي شرحبيل (شك المحاربي) (1) .
عن عبادة بن الصامت: أن رجلا سأله، قال: أرأيت رجلا يأخذ سيفه ثم يضعه على عاتقه ثم يضرب به أهل الكفر، فيضرب به حتى يَتَقَطَّع يبتغي بذلك وجه الله (2) ومَحْمَدَة الناس ماذا له ؟ قال: لاشيء له!! قال: فلعلَّك لم تفهم. قال: فأعِدْ فأسمع (3) . فأعاد عليه ثلاث مرات، كل ذلك يقول: لاشيء له. قال: وَلِمَ ياعبادة ؟! قال: أما إنك لو سألتني أول مرة لأنبأتك، إن ربك تبارك وتعالى قال: يا ابن آدم، أنا خير شريك، من شارك بعمله لشيء مما خلقت أَدَعُه له كله، مايَخْلُص إليَّ إلا ما أُخْلِصَ لِي، ثم قال: ألم تر إلى ربك يقول: {فَمَنْ كَانَ يَرْجَو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَيُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}[الكهف: 110] ؟

(134) ـ حدثناسفيان بن وكيع، عن عبدالوهاب [بن عبدالمجيد]، عن أيوب [السّخْتِيَاني]، عن أبي قِلابة، عن حميد بن هلال [بن هبيرة].
عن عبادة بن قرص (4) ، قال: إنكم لتأتون أموراً هن أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدهن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الموبقات. فقال ابن سيرين: صدق وبَرَّ (5) .
__________
(1) ـ يروي عن عبادة بن الصامت: شرحبيل بن السمط الشامي وشرحبيل بن عبدالله المعروف بابن حَسَنَة، ولم أجد فيمن روى عنه مَن يعرف بأبي شرحبيل. انظر: تهذيب الكمال 14/183 ـ 185، 12/418 ـ 425.
(2) ـ في (أ): أبتغي بذلك وجه الله.
(3) ـ في (ج): وأسمع.
(4) ـ ويقال: ابن قرط الليثي صحابي قتلته الخوارج سنة (41 هـ). انظر: الإصابة 2/261، ثقات ابن حبان 3/303، الجرح والتعديل 6/95.
(5) ـ الرواية في الإصابة 2/261 وعزاها إلى أحمد.(1/57)


(135) ـ حدثنا أحمد بن عبدالرحمن (1) ، عن الحسن بن محمد [بن فرقد]، عن الحكم بن ظهير (2) ، عن السدي في تأويل السور (3) .
عن ابن عباس [في] قوله [تعالى]: {فَمَنْ كَانَ يَرْجَو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَيُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}[الكهف: 110] ، أما ))يرجو ((: فيخاف. وأما أن ))لايشرك بعبادة ربه أحداً ((. قال: هو الشرك. ويقال: لا، بل هو الرياء، أن يرائي العبد بعمله الناس (4) ، فيريد رضاهم دون الله عز وجل.

(136) ـ حدثنا هَنَّاد بن السَّرِي، قال: حدثنا وكيع، عن هشام الدستوائي (5) ، عن قتادة، عن الحسن.
__________
(1) ـ في النسخ : أحمد بن عبد الرحمن وفي رأب الصدع: أحمد بن أبي عبدالرحمن. وسياتي في موضعين من هذا الكتاب وفي نفس الإسناد باسم أحمد بن ابي عبد الرحمن . وفي الجداول في ترجمة الحسن بن محمد: يروي عنه جعفر بن أحمد بن عبدالرحمن، والراجح عندي أنه: أحمد بن عبدالرحمن بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أرطأة، لأنه من طبقة مشايخ محمد بن منصور. توفي سنة (246 هـ). انظر: الجداول 113 ـ خ ـ، رأب الصدع 3/1898، تهذيب الكمال 1/383. أو أحمد بن عبدالرحمن بن وهب بن مسلم المعروف ببحسل والمتوفى سنة (264 هـ). انظر: المعجم المشتمل 52 (56).
(2) ـ في النسخ: الحكم بن خلاد، والصحيح ما أثبته، لأن الحكم بن ظهير هو المشهور بالرواية عن السدي، والبعض يسميه: الحكم بن خالد.
(3) ـ في (ج): في أول السور.
(4) ـ في (أ) و (ب): بعمله الصالح الناس.
(5) ـ في (أ): هاشم وهو تصحيف.(1/58)


عن قيس بن عَبَّاد (1) ، قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكرهون رفع الأصوات عند الذكر (2) .

(137) ـ حدثنا إبراهيم بن محمد، [عن] أبي خالد الأحمر، عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص.
عن عبد الله [بن مسعود]، قال: إياكم وشرك السرائر، أن يحسن [الرجل] صلاته حيث يراه الناس ويسيئها إذا خلى.

(138) ـ حدثنا إبراهيم بن محمد، عن مصعب [بن سلام]، عن سعد [بن طريف].
عن أبي جعفر [الباقر] قال: الشهرة [تضعف] اليقين (3) .

(139) ـ حدثنا جعفر بن محمد بن عبدالسلام، عن المحاربي، عن أبي عاصم الأحول.
عن أبي العالية (4) ، قال: كنا نتحدث منذ خمسين سنة: أن الأعمال تعرض على الله تبارك وتعالى، فماكان لله قال: ))هذا لي وأنا أجزي به. وماكان لغير الله قال: اطلبوا ثواب هذا ممن عملتموه له ((.

(140) ـ حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي (5) ، عن الربيع بن أنس [البكري]،
__________
(1) ـ قيس بن عباد الضبعي أبو عبدالله البصري مخضرم، قالوا: وَهِمَ من عده في الصحابة، مات بعد الثمانين.
(2) ـ أخرجه ابن المبارك في الزهد 247 من طريق همام عن قتادة به إلا أن فيه: الحسين، بدل : الحسن.
(3) ـ بين الشهرة واليقين لفظة لم أستطع قراءتها في النسخ جميعاً ولعل ما أثبته هو المراد.
(4) ـ في (أ): ابن العالية وهو تصحيف، وأبو العالية هو: رُفَيْع بن مهران الرياحي، أسلم بعد موت النبي بسنتين، ولم يره ولم يحدث عنه، وتوفي سنة (90 هـ).
(5) ـ في (أ): جعفر الرازي وهو تصحيف، وأبو جعفر الرازي هو الراوي عن الربيع بن أنس البكري. انظر: تهذيب الكمال 9/61.(1/59)


عن أبي العالية في قوله تعالى: {أَطِيْعُوا الله وَأَطِيْعُوْا الرَّسُوْلَ وَلاَتُبْطِلُوْا أَعْمَالَكُمْ}[محمد: 33] ، قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرون أنه لايضر مع الإخلاص ذنب، كما لاينفع مع الشرك عمل صالح، حتى نزلت هذه الآية: {أَطِيْعُوا الله وَأَطِيْعُوْا الرَّسُوْلَ وَلاَتُبْطِلُوْا أَعْمَالَكُمْ}[محمد: 33]، فخافوا بعد الكبائر أن تحبط أعمالهم.

(141) ـ حدثنا جعفر بن محمد [بن عبد السلام]، عن المحاربي،
عن سفيان، قال: دخلنا على سَرِيَّة (1) الربيع بن خثيم (2) فقلنا لها : أخبرينا عن الربيع ؟ فقالت: كان عمل الربيع كله سراً، حتى أن الرجل ليدخل عليه وهو يقرأ في المصحف فيستره بالثوب(3).

(142) ـ حدثنا هشام [بن عمار السلمي] (4) ، قال: حدثنا أبو سلمة [سيار بن حاتم]، عن أبي الأشهب [جعفر بن حَيَّان العُطَاردي].
عن الحسن [البصري] قال: كانوا لايذكرون الله إلا قليلا. قال: إنما قَلَّ لأنه لم يكن لله جل وتعالى.

(143) ـ حدثنا محمد بن راشد، قال: حدثنا إبراهيم بن هَرَاسة (5) ، قال: حدثنا أبو عبيدة النَّاجِي (6) ،
__________
(1) ـ السرية: الجارية المملوكة. انظر القاموس الفقهي 170.
(2) ـ الربيع بن خثيم العابد الزاهد، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأرسل عنه، توفي قبل سنة (65 هـ). انظر: سير أعلام النبلاء 4/258.
(3) ـ الخبر في حلية الأولياء 2/107، وفي سير أعلام النبلاء 4/260، ومصنف ابن أبي شيبة 7/196 (35284)، والزهد لأحمد 463 (1952).
(4) ـ في (ج): أبو هشام الرفاعي، والصحيح ما أثبته.
(5) ـ هراسة بالسين المهملة الشيباني الكوفي وهراسة أمه واسم أبيه رجاء. انظر : لسان الميزان 1/121 رقم (371).
(6) ـ اسمه بكر بن الأسود، ويقال: ابن أبي الأسود، أبو عبيدة الناجي الزاهد، يروي مواعظ الحسن. انظر لسان الميزان 2/47 رقم (174).(1/60)

12 / 46
ع
En
A+
A-