عن أبي عثمان [عبدالرحمن بن مُلّ النهدي]، قال: اشترى رجل حائطاً فأربح فيه مائة نخلة حاملة، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأُخْبِرَ بما أعجب الناس، قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ))أفلا أدلكم على ربح أفضل من ذلكم ؟ يأتي أحدكم (أو الرجل) ظل حائط أو سفح جبل أو غار حيث لايراه أحد، فيصلي ركعتين فذلك ربح أفضل من ذلك ((.
(121) ـ حدثنا إبراهيم بن محمد، عن علي بن عابس، عن أبي يحيى القَتَّات (1) ،
عن مجاهد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ))كفى بالمرء فتنة في دينه ودنياه أن يشار إليه بالأصابع (( (2) .

(122) ـ حدثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن سفيان [الثَّوري]، عمن سمع مجاهداً (3) يقول:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله أتصدق بالصدقة ألتمس بها وجه الله، وأحب أن يقال فيَّ خيراً (4) . فنزلت: {فَمَنْ كَانَ يَرْجَو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَيُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} [الكهف: 110] (5) .
__________
(1) ـ القَتَّات ـ بقاف ومثناة مثقلة وآخره مثناة ـ الكوفي الكناني: أختلف في اسمه. انظر تهذيب التهذيب 12/303، وتقريب التهذيب 2/489.
(2) ـ أخرجه ابن المبارك في الرقاق (45) عن الحسن مرسلا.
(3) ـ مجاهد بن جَبْر تابعي ولد سنة (21 هـ). انظر: سير أعلام النبلاء 5/278، والحديث في شمس الأخبار 1/380، وقال الجلال في تخريجه: أخرجه هَنَّاد عن مجاهد.
(4) ـ في (ش): أن يقال في ذلك خيراً.
(5) ـ أخرجه وكيع في الزهد 2/511 (246) عن سفيان به، وأخرجه هناد في الزهد عن وكيع كما في تخريج شمس الأخبار 1/380، وذكره الواحدي في أسباب النزول 299، وأخرج نحوه عبدالرزاق وابن أبي الدنيا وابن أبي حاتم، والطبراني والحاكم عن طاووس ذكر ذلك السيوطي في الدر المنثور، عند الآية 110 من سورة الكهف.(1/51)


(123) ـ حدثنا حسن بن يحيي، قال: حدثنا محمد بن جَبَلَة [الطَّحَان]،
عن يحيى بن خَلَف (1) ، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ))إن في جهنم لوادياً مافي جهنم شيء إلا وهو يتعوذ بالله من شر ذلك الوادي سبعين مرة، لو أفلت عليها لأكلها من حَرِّه، وفي ذلك الوادي بئر مافي الأرض يوم إلا وذلك الوادي يتعوذ من شر تلك البئر سبعين مرة، لو تَنْفَلت على ذلك الوادي لأكلته من حَرِّها، وفي تلك البئر هواء مافي الأرض يوم إلا وتلك البئر تَعَوَّذ من شر ذلك الهواء سبعين مرة لو ينفلت عليها لأكلها من حَرِّه ((.
قيل يا رسول الله ومن يدخل هذا ؟ قال: ))يدخله القُرَّاء المراءون بأعمالهم (( (2) .

(124) ـ حدثنا جعفر بن محمد بن عبدالسلام، عن [عبدالرحمن بن محمد] المحاربي، عن يزيد بن بُكَيْر (3)، عن محمد بن عوف، قال:
كان كثير بن خالد الهمداني (4) ، إذا أراد أن يصلي النافلة بالنهار في بيته أغلق بابه، وكان يعمد إلى كَوَّةٍ في البيت فيسدها، فقلت له : لم تفعل هذا ؟ فقال: حدثني فلان وفلان ـ فذكر رجلين لم أحفظ اسميهما ـ
__________
(1) ـ أظنه يحيى بن خلف أو ابن خليف بن عبيد السعدي، لأني لم أجد في طبقته بهذا الإسم إلا هو، يمكن أن يكون فيه تصحيف. وانظر لسان الميزان 6/252 رقم (892 و 893).
(2) ـ أورده القرشي في شمس الأخبار 1/216 وعزاه إلى مجالس السمان، ورواه بمعناه عن عبدالله بن الحارث رواه الطبراني والحاكم والعقيلي وابن عدي ذكر ذلك الجلال في تخريج شمس الأخبار.
(3) ـ تقدم رقم (102) باسم: يزيد بن بكر.
(4) ـ يزيد بن بكير ومحمد بن عوف وكثير بن خالد لم أعرفهم، وقد ذكرهم صاحب طبقات الزيدية ولم يزد على مافي السند.(1/52)


أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ))صلاة في مسجدي هذا أفضل من الصلاة في غيره، وصلاة في المسجد الحرام، تعدل مائة صلاة في مسجدي هذا، وصلاة الرجل في بيت مظلم حيث لايراه إلا الله عز وجل، يلتمس بذلك ماعند الله، أفضل من ذلك كله ((.

(125) ـ حدثناإبراهيم بن محمد (1)، عن حفص بن غياث (أو ابن فضيل)، عن الأشعث (2) ،
عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: )) حَسْبُ المرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع ((. قال قيل: يا رسول الله إن يك خيراً أو شراً ؟ قال: ))إن يك شراً فهو شر له، وإن يك خيراً فهو خير له(( (3) .

(126) ـ حدثنا جعفر بن محمد بن عبد السلام بن أبي سريع، عن المحاربي، عن خالد بن أبي كريمة.
__________
(1) ـ في النسخ: ابراهيم بن محمد بن علي. وهو غلط، والصحيح ما اثبته .
(2) ـ روى حفص بن غياث عن أشعث بن سوار، وأشعث الحداني، وأشعث الحمراني، وكلهم روى عن الحسن البصري. انظر تهذيب الكمال 7/56، 6/99 ، والظاهر هنا أنه أشعث بن سوار لأنه قيل : إذا أطلق في كتب أصحابنا كان هو المراد.
(3) ـ أورده المتقي الهندي في الكنز 5/156 (5948) وعزاه إلى الحكيم عن الحسن مرسلا. ورواه الطبراني في الكبير 18/228 رقم (568) عن عمران بن حصين بلفظ: ))كفى بالمرء من الإثم أن يشار إليه بالأصابع(( قيل: يارسول الله وإن كان خيراً؟ قال: ))وإن كان خيراً فهو شر له إلا من رحم الله، وإن كان شراً فهو شر((. وانظر كنز العمال 5/154.(1/53)


عن أبي جعفر عبد الله المسور (1) ، قال: أتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ))يامحمد بشر أمتك بالرفعة في الدين والسَّنا والتمكين والفتح، إلا من عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة من نصيب (( (2) .

*****

(127) ـ حدثنا عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا سَيَّار، عن جعفر،
قال: حدثنا مالك بن دينار، قال: قال داود عليه السلام: ))إلهي من يسكن جنتك ويحل جِنَان قُدْسِك ؟ قال: ياداود الذي يتكلم بغير غِشّ، الذي يبصر الحق في قلبه، ولازيغ في لسانه، ويعمل الصالحات، ويحب الذين يخشون الله، ويرد عينيه المعين (3)، وإذا حلف لصاحبه لم يكذبه، فلايعطي وَرِقَه بالرياء، ولايأخذ في دينه الرُّشاء، فإذا فعل ذلك فهو صِدِّيق، فلا يفزع إلى الدهر ((.

(128) ـ حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن فضيل بن عياض، عن منصور [بن المعتمر]،
__________
(1) ـ في (أ): المستور وهو تصحيف. والصحيح أبو جعفر عبدالله بن المسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب المدائني هكذا في علل أحمد، وفي تهذيب الكمال: عبد الله بن المسور بن عبد الله بن عون. وهو تابعي اتهم بالوضع. انظر: علل أحمد 1 رقم (636، 640، 1221)، وتهذيب الكمال 8/156 ترجمة خالد بن أبي كريمة رقم (1647)، ولسان الميزان 3/360، وتاريخ بغداد 10/171.
(2) ـ في (ج): لم يكن له في الآخرة نصيب.
(3) ـ كذا في (أ)، وفي (ب) و(ج): ويرد عينيه العين، ولعل المراد: أن الذي يخشى من نفسه إصابة أخيه بالعين يكف نظره إلى ذلك الشيء الذي أعجبه أو يدفع ذلك بأن يقول ماشاء الله. والله أعلم.(1/54)


عن هلال بن يساف (1) ، قال: بلغني عن عيسى بن مريم عليه السلام، أنه قال: ))إذا صام أحدكم فليَدَّهِن وليمسح شفتيه حتى لايرى القوم أنه صائم، فإذا صلى فليغلق عليه بابه وليرخِ عليه ستره، فإن الله جل ثناؤه يَقْسِم الثناء، كما يَقْسِم الرِّزق (( (2) .

(129) ـ حدثنا عبد الله بن أبي زياد، عن سَيَّار بن حاتم، قال: حدثنا بشر بن منصور، عن الحسين الجعفي، عن ليث بن أبي سليم، عن طلحة بن مصرف، قال:
قال عيسى بن مريم للحواريين: ))من إخلاص العمل مالاتحب أن يحمدك عليه الناس، تمقت الناس على الظن، وتدع نفسك على اليقين ((.

(130) ـ حدثنا أبو كريب (3) ، عن أبي بكر بن عياش (4) ، عن عبد العزيز بن رفيع.
__________
(1) ـ ويقال: ابن أساف الأشجعي أبو الحسن مولاهم الكوفي، تابعي أدرك علياً (ع)، وروى عن الحسن بن علي ، وعائشة ، وأبي مسعود الأنصاري. وعنه منصور بن المعتمر ، وغيره. قال الذهبي : ثقة . انظر عنه : تهذيب التهذيب 11/76 ، الكاشف 3/202.
(2) ـ أخرجه ابن المبارك في الزهد 150 من طريق رجل عن منصور به، وأخرجه أحمد في الزهد 96 (316) عن عبدالرزاق عن سفيان عن منصور به.
(3) ـ في (أ): أبو مكرب وهو تصحيف، وأبو كريب هو محمد بن العلاء بن كريب الكوفي الذي يروي عن أبي بكر بن عياش. انظر: تهذيب التهذيب 9/342 و 12/37.
(4) ـ أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي الحناط المقري اختلفوا في اسمه، فقيل اسمه كنيته وقيل غير ذلك. انظر: تهذيب التهذيب 12/37.(1/55)

11 / 46
ع
En
A+
A-