عن أبيه علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يقول الله عز وجل أيما عبدٍ من عبادي ابتليته ببلاءٍ على فراشه فلم يشك إلى عواده أبدلته لحمًا خيراً من لحمه ودماً خيراً من دمه، فإن قبضته فإلى رحمتي وإن عافيته عافيته وليس له ذنبٌ))، فقيل: يا رسول الله وكيف ينبت له لحمٌ خيرٌ من لحمه؟ قال: ((لحمٌ لم يذنب من قبل)).
o وبه قال: أخبرنا عبد الله بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثني علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا سهل بن بكارٍ، قال: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عميرٍ.
عن أم العلاء، قالت: عادني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا مريضةٌ، فقال: ((أبشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة)).
o وبه قال: أخبرنا عبد الله بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثني علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حمادٌ، قال: أخبرنا ثابتٌ، عن ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه.
عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا أصابت أحدكم مصيبةٌ فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها وأبدل لي بها خيراً منها)).
o وبه قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي الآبنوسي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق، قال: حدثنا علي بن محمدٍ النخعي، قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المحاربي، قال: حدثنا نصر بن مزاحمٍ المنقري، قال: حدثنا إبراهيم بن الزبرقان التيمي، قال: حدثنا أبو خالدٍ الواسطي، قال: حدثنا زيد بن علي، عن أبيه، عن جده.(1/434)
عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا أراد الله أن يصافي عبداً صب عليه البلاء صبا وثج عليه البلاء ثجا، فإذا دعا قالت الملائكة: صوتٌ معروفٌ، وقال جبريل: يا رب هذا عبدك فلانٌ فاستجب له فيقول عز وجل: إني أحب أن أسمع صوته، فإذا قال: يا رب، قال: لبيك عبدي لا تدعوني بشيءٍ إلا استجبت لك على إحدى ثلاث خصالٍ: إما أن أعجل لك ما سألتني، وإما أن أدخر لك في الآخرة، وإما أن أدفع عنك من البلاء مثل ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يؤتى بالمجاهد يوم القيامة فيجلس للحساب، ويؤتى بالمصلي فيجلس للحساب، ويؤتى بالمتصدق فيجلس للحساب، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزانٌ، ولا ينشر لهم ديوانٌ ثم يساقون إلى الجنة بغير حسابٍ حتى يتمنى أهل العافية أن أجسادهم قد قرضت بالمقاريض)).
o وبه قال: حدثنا أبو علي حمد بن عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو محمدٍ عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، قال: حدثنا الحسن بن علي الوزان، قال: حدثنا هشام بن سعيدٍ عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ.
عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: وضعت يدي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت الحمى عليه شديدةً من فوق الثوب، فقلت: يا رسول الله أنها عليك لشديدةٌ، قال: ((إنا كذلك معاشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء كما يضاعف لنا الأجر، قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاءٍ؟ قال: الأنبياء، قلت: ثم من؟ قال: ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى حتى ما يجد إلا العباءة يحترم بها، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء يصيبه كما يفرح أحدكم بالعافية)).
o وبه قال: أخبرنا محمد بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا القاسم بن أبي شيبة، قال: حدثنا قاسم بن مالكٍ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ.(1/435)
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تموتن وعليكم دينٌ فإنه ليس ثمة ذهبٌ ولا فضةٌ، إنما هي الحسنات والسيئات جزاءٌ بجزاءٍ كما قال تعالى: ?وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا?[الكهف:49].
o وبه قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر، قال: حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفرٍ عن أبيه، عن جده موسى بن جعفرٍ، عن أبيه، عن جده محمد بن علي، عن أبيه، عن جده الحسين بن علي.
عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أربعةٌ يستأنفون العمل: المريض إذا برئ، والمشرك إذا أسلم، والمنصرف من الجمعة إيمانًا واحتساباً، والحاج)).
o وبه قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفرٍ، قال: حدثنا علي بن محمد بن كأسٍ النخعي، قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المحاربي، قال: حدثنا نصر بن مزاحمٍ المنقري، قال: حدثنا إبراهيم بن الزبرقان التيمي، قال: حدثني أبو خالدٍ الواسطي، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده.
عن علي عليه السلام، قال: مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((قل: اللهم أسألك تعجيل عافيتك، وصبراً على بلائك، وخروجاً إلى رحمتك، فقلتها فقمت فكأنما أنشطت من عقالٍ)).
o وبه قال: حدثنا أبو سعيدٍ عبيدالله بن محمد بن بدرٍ الكرخي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلادٍ، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا هدبة، قال: حدثنا همامٌ، قال: حدثنا القاسم بن عبد الواحد، قال: سمعت عبد الله بن محمدٍ يحدث.(1/436)
عن جابر بن عبد الله، قال: بلغني حديثٌ عن رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فابتعت بعيراً فشددت عليه رحلي فسرت إليه شهراً حتى قدمت الشام، فإذا هو عبد الله بن أنيسٍ الأنصاري، فأتيت منزله فأرسلت إليه أن جابراً على الباب فرجع الرسول، فقال جابر بن عبد الله: قلت: نعم، فخرج إلي فاعتنقته واعتنقني، قال: قلت: حديثٌ بلغني أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المظالم لم أسمعه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يحشر الله تبارك وتعالى العباد (أو قال الناس شك همامٌ) وأومأ بيده إلى الشام حفاةً عراةً بهماً، قلت: ما بهماً؟ قال: ليس عليهم شيءٌ فيناديهم بصوتٍ يسمعه من بعدٍ ويسمعه من قربٍ: أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحدٍ من أهل الجنة أن يدخل الجنة، وأحدٌ من أهل النار يطلبه بمظلمةٍ، ولا ينبغي لأحدٍ من أهل النار أن يدخل النار وأحدٌ من أهل الجنة يطلبه بمظلمةٍ، حتى اللطمة، قال: قلنا: وكيف وإنما نأتي الله حفاةً عراةً غرلاً؟ قال الحسنات والسيئات)).
o وبه قال: أخبرنا محمد بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن الحارث.
عن علي عليه السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل على مريضٍ، قال: ((اذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي ولا شافي غيرك)).(1/437)
الباب التاسع والخمسون في ذكر الموت وما يتصل بذلك
o وبه قال: حدثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن سحيمٍ العطار الدينوري، قال: حدثنا محمد بن داود الدينوري، قال: حدثنا مضاء بن الجارود، قال: حدثنا إسماعيل بن عياشٍ السعدي، قال: حدثنا أبو بكرٍ الهذلي، عن الشعبي، عن الربيع بن خيثم.
عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اذكروا الموت وكونوا من الله تعالى على حذرٍ، فمن كان يأمل أن يعيش غداً فإنه يأمل أن يعيش أبداً، ومن كان يأمل أن يعيش أبداً يقسو قلبه)).
o وبه قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ المعروف بالآبنوسي ببغداد، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفرٍ، قال: حدثني علي بن محمد بن كاسٍ النخعي الكوفي، قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم المحاربي، قال: حدثنا نصر بن مزاحمٍ المنقري، قال: حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي، قال: حدثنا أبو خالدٍ الواسطي، قال: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده.
عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أديموا ذكر هاذم اللذات، قالوا: وما هاذم اللذات يا رسول الله؟ قال: الموت فإنه من أكثر من ذكر الموت سلى عن الشهوات، ومن سلى عن الشهوات هانت عليه المصيبات، ومن هانت عليه المصيبات سارع إلى الخيرات)).
o وبه قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفرٍ، قال: حدثني علي بن محمدٍ النخعي، قال: حدثني سليمان بن إبراهيم بن عبيدٍ المحاربي، قال: حدثنا نصر بن مزاحمٍ المنقري، قال: حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي، قال: حدثنا أبو خالدٍ الواسطي، قال: حدثني زيد بن علي، عن أبيه.(1/438)