o وبه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: حدثنا أبو جعفرٍ محمد بن عبد الله بن مسلمٍ بن قتيبة بمصر، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عبدة بن عبد الله الصفار، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبيرٍ بن نفير بن مالكٍ.
عن عامرٍ الحضرمي، عن أبيه أنه سمع عمرو بن الحمق الخزاعي يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إذا أراد الله بعبدٍ خيراً عسله، قيل: يا رسول الله وما عسله؟ قال: يفتح الله له عملاً صالحاً بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله)).
o وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: حدثنا أبو زيدٍ عيسى بن محمد العلوي، قال: حدثنا محمد بن منصورٍ، قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالدٍ، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده.
عن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أعطيت ثلاثاً: رحمةٌ من ربي وتوسعةً لأمتي في المكره حتى يرضى يقول: الرجل يكرهه السلطان حتى يرضى الذي هو عليه من الجور وفي الخطأ حتى يتعمد وفي النسيان حتى يذكر)).
o وبه قال: حدثنا أبو علي حمد بن عبد الله بن محمد الأصبهاني، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمدٍ المحاربي، عن عبد الله بن سعدٍ بن أبي هندٍ، قال: سمعته يذكر عن محمد بن عمرو بن حلحلة.
عن ابن كعب بن مالكٍ، قال: سمعت أبا قتادة بن ربعي الأنصاري يقول: مر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بجنازةٍ، فقال: ((مستريحٌ أو مستراح منه، قلنا: يا رسول الله ما مستريحٌ أو مستراح منه؟ قال: العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد العاصي يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب)).(1/429)
o وبه قال: أخبرنا أبو علي حمد بن عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق المحاربي، عن محمد بن إسحاق بن يسارٍ، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن سنان بن سعيدٍ الكندي.
عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((والذي نفسي بيده لا يضع الله رحمته إلا على رحيمٍ، قالوا: يا رسول الله كلنا يرحم، قال: ليست رحمة أحدكم خاصةً ولكن للمسلمين عامةً)).
o وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: أخبرنا سعد بن عبد الله، عن هارون بن مسلمٍ، عن مسعدة بن صدقة.
عن جعفر بن محمدٍ، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله سبحانه يجمع فقراء هذه الأمة ومياسيرها في رحبة باب الجنة ثم يبعث منادياً فينادي من بطنان العرش أيما رجلٌ منكم وصله أخوه المؤمن في الله ولو بلقمةٍ من خبزٍ فليأخذ بيده على مهلٍ حتى يدخله الجنة قال: وهم أعرف بهم يومئذٍ منهم بآبائهم وأمهاتهم، قال: فيجيء الرجل منهم حتى يضع يده على ذراع أخيه المكرم له الواصل له فيقول: يا أخي أما تعرفني ألست الصانع بي كذا وكذا؟ فيعرفه كل شيءٍ صنعه به من البر والتحفة فقم معي، فيقول: إلى أين؟ فيقول: لأدخلك الجنة فإن الله عز وجل قد أذن لي في ذلك فينطلق به آخذاً بيده لا يفارقه حتى يدخله الجنة بفضل رحمة الله عز وجل لهما ومنه عليهما)).
o وبه قال: أخبرنا محمد بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: حدثنا هيثم بن الحواري، عن زيدٍ العمي، عن أبي نضرة.(1/430)
عن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((أعطي أمتي في شهر رمضان خمساً لم يعطهن من قبلي: أما واحدةٌ فإذا كان أولى ليلةٍ من شهر رمضان نظر الله إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبداً، وأما الثانية: فإنهم يمسون وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة: فإن الملائكة تستغفر لهم في ليلهم ونهارهم، وأما الرابعة: فإن الله يأمر جنته أن استعدي وتزيني لعبادي فيوشك أن يذهب نصب الدنيا وأذاها عنهم ويصيرون إلى جنتي وكرامتي، وأما الخامسة: فإذا كان آخر ليلةٍ غفر لهم جميعاً، قال فقال قائلٌ: أهي ليلة القدر يا رسول الله؟ قال: ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم)).
- قال السيد الإمام أبو طالبٍ الحسني رضي الله تعالى عنه معنى قوله: ((نظر إليهم)) يعني نظر الرحمة؛ فأثبت لهم من نظر الغفران والرحمة ما خباه على الكفار بقوله تعالى: ?وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ?[آل عمران:77]، وليس المراد به الرؤية؛ لأنه تعالى رائي العباد في الأوقات كلها.
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن إسماعيل الفقيه رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضوان الله عليه، قال: حدثنا محمد بن منصورٍ عن عباد بن يعقوب، عن موسى بن عميرٍ.
عن أبي جعفرٍ محمد بن علي (عليهما السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من لقي الله بدمٍ حرامٍ لقي الله يوم يلقاه وبين عينيه: آيسٌ من رحمة الله)).(1/431)
الباب الثامن والخمسون في الأمراض والأعراض
o وبه قال: حدثنا عبد الله بن محمدٍ الأسدي القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، حدثنا عبد الله بن محمدٍ النفيلي من السنن، قال: حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني رجلٌ من أهل الشام يقال له ابن منظورٍ عن عمه، قال: حدثني عمي.
عن عامرٍ الرامي، قال: إني لببلادنا إذ رفعت لنا راياٌت وألويةٌ فقلت: ما هذا؟ قالوا: هذا لواء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأتيته وهو جالسٌ تحت شجرةٍ وقد بسط له كساءً وهو جالسٌ عليه وقد اجتمع إليه أصحابه، فجلست إليهم فذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأسقام، فقال: ((إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم عافاه الله منه كان كفارةً لما مضى من ذنوبه، وموعظةً له فيما يستقبل، وإن المنافق إذا مرض ثم عوفي منه كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه ولم أرسلوه))، فقال رجلٌ ممن حوله يا رسول الله وما الأسقام؟ والله ما مرضت قط، فقال: قم عنا فلست منا، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجلٌ عليه كساءٌ وفي يده شيءٌ قد لف عليه، فقال: يا رسول الله إني لما رأيتك أقبلت فمررت بغيضةٍ فسمعت منها أصوات فراخ طائرٍ فأخذتهن فوضعتهن في كسائي فجاءت أمهن فاستدارت علي استدارةً فكشفت لها عنهن فوقعت عليهن فلففتهن في كسائي فهن معي، فقال: ضعهن عنك فوضعتهن عني فأبت أمهن إلا لزومهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أتعجبون لرحمة أم الفراخ لفراخها؟!))، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: ((فوالذي بعثني بالحق لله عز وجل أرحم على عباده من أم الفراخ لفراخها ارجع بهن حتى تضعهن حيث أخذتهن وأمهن معهن، فرجع بهن)).(1/432)
- وبه قال: روى أبو الفرج علي بن الحسين المعروف بابن الأصبهاني، قال: أخبرنا علي بن العباس البجلي، قال: حدثنا حسين بن نصرٍ وذكر قصة آل الحسن عليه السلام في حبسهم، قال: حبسهم أبو جعفرٍ في محبسٍ لا يدرون ليلاً من نهارٍ، ولا يعرفون وقت الصلاة إلا بتسبيح علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن عليه السلام، فضجر عبد الله بن الحسن بن الحسن عليه السلام ضجرةً، فقال: يا علي ألا ترى ما نحن فيه من البلاء، ألا تطلب إلى ربك عز وجل أن يخرجنا من هذا الضيق والبلاء؟ قال: فسكت عنه طويلاً، ثم قال: يا عم إن لنا في الجنة درجةً لم نكن لنبلغها إلا بهذه البلية أو بما هو أعظم منها، وإن لأبي جعفرٍ في النار موضعاً لم يكن ليبلغه حتى يبلغ منا مثل هذه البلية أو أعظم منها، فإن تشاء أن تصبر فما أوشك فيما أصبنا أن نموت ونستريح كأن لم يكن منه شيءٌ وإن تشاء أن ندعو ربنا عز وجل أن يخرجك من هذا الغم ويقصر بأبي جعفرٍ عن غايته التي له في النار فعلنا، قال: لا بل أصبر، فما مكثوا إلا ثلاثاً حتى قبضهم الله إليه.
- قال السيد الإمام أبو طالبٍ رحمه الله تعالى معنى قوله: لنا في الجنة درجةٌ لم نكن لنبلغها إلا بهذه البلية: أي الدرجة المستحقة على الأعواض التي تؤخذ من أبي جعفرٍ وتنقل إليهم، ويحتمل الثواب الذي يجب لهم على المجاهدة والصبر على ما ينالهم فيها.
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسين يحيى بن الحسين بن محمد بن عبيد الله الحسني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفرٍ، عن أبيه محمدٍ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي.(1/433)