الباب الخامس والخمسون في الرؤيا وما يتصل بذلك
o وبه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حمادٌ، عن ثابتٍ.
عن أنس بن مالكٍ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((رأيت الليلة كأنا في دار عقبة بن رافعٍ وأتينا برطبٍ من رطب ابن طابٍ، فتأولته أن الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب)).
o وبه قال: أخبرنا محمد بن بندارٍ، قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا قتيبة بن سعيدٍ، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن سعيد بن زيادٍ.
عن جابر بن عبد الله، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقال: ((إني رأيت في المنام كأن جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي فيقول أحدهما لصاحبه: اضرب له مثلاً، فقال: إسمع سمعت أذناك واعقل عقل قلبك إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملكٍ اتخذ داراً ثم بنى فيها بيتاً ثم جعل فيها مائدةً، ثم بعث رسولاً يدعو الناس إلى طعامه فمنهم من أجاب الرسول ومنهم من ترك، فالله هو الملك، والدار الإسلام، والبيت الجنة، وأنت يا محمد رسول الله من أجابك دخل في الإسلام، ومن دخل في الإسلام دخل الجنة، ومن دخل الجنة أكل منها)).
o وبه قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن سلامٍ، قال: حدثنا روحٌ قال: حدثنا زكريا بن إسحاق قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا حسن بن عبد الواحد قال: حدثنا سعيد بن عثمان، قال: حدثنا عمرو بن شمرٍ، عن جابرٍ الجعفي.(1/424)
عن أبي جعفرٍ محمد بن علي (عليهما السلام)، قال: قال جابر بن عبد الله: كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أتاه رجلٌ من أهل البادية له جسمٌ وجمالٌ فقال: يا رسول الله، جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله عز وجل: ?الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ?[يونس:63،64] قال: ((هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه، وقوله: ?وفِي الآخرة? فإنها بشارة المؤمن عند الموت بأن الله تعالى قد غفر لك ولمن حملك إلى قبرك)).(1/425)
الباب السادس والخمسون في التحذير من صاحب السوء وما يتصل بذلك
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيدٍ الحسيني، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه، قال: حدثني أخي الحسين بن علي، قال: حدثني محمد بن الوليد بن القاسم مولى بني هاشمٍ، قال: حدثني سلمة بن كهيلٍ الحضرمي.
عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت علي بن أبي طالبٍ عليه السلام يعظ رجلاً كان كثير الغزو معه وهو يقول: يا فلان ما العدو إلى عدوه أسوأ صنيعاً من الأحمق إلى نفسه، احذر الأحمق فإن الأحمق يرى نفسه محسناً وإن كان مسيئاً، ويرى عجزه كيساً وشره خيراً، إن استغنى بطر، وإن افتقر قنط، وإن ضحك شهق، وإن بكا خار، وإن صحبك أعجلك، وإن اعتزلك شتمك، وإن كان فوقك حقرك، وإن كان دونك همزك، فاستعن بالله.
وعليك بالأخلاق الصالحة، إن كنت غنيا فأحسن، وإن كنت فقيراً فاصبر، وضع نفسك للحق، وفر بها من الباطل، ولا تتكل في معيشتك على كسب غيرك تنتظر متى يتصدق عليك.
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: أخبرنا أبو بكر بن دريدٍ، قال: حدثنا إبراهيم بن بسطامٍ الأزدي الوراق، قال:(1/426)
حدثني عقبة بن أبي الصهباء، قال: لما ضرب ابن ملجمٍ (لعنه الله) عليا عليه السلام دخل الحسن عليه السلام وهو باكٍ، فقال له علي عليه السلام: ما يبكيك يا بني؟ فقال الحسن عليه السلام: وما لي لا أبكي وأنت في أول يومٍ من الآخرة وآخر يومٍ من الدنيا؟! فقال: يا بني احفظ عني أربعاً وأربعاً لا يضرك ما عملت معهن شيئاً، فقال عليه السلام: ما هن يا أمير المؤمنين؟ فقال: اعلم أن أغنى الغنى العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكبر من الحسب حسن الخلق، فقال الحسن عليه السلام: يا أبت هذه الأربع فأعطني الأربع، قال:يا بني إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصادقة الكذاب فإنه يقرب عليك البعيد ويبعد عنك القريب، وإياك ومصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه اليسير.
o وبه قال: أخبرنا أبو محمدٍ عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان، عن قتادة.
عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيبٌ، ومثل المؤمن الذي لايقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيبٌ ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيبٌ وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها، ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك إن لم يصبك منه شيءٌ أصابك من ريحه، ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك منه شيءٌ أصابك من دخانه)).(1/427)
الباب السابع والخمسون في ذكر رحمة الله ولطفه بعباده وما يتصل بذلك
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: أخبرنا محمد بن علي بن هاشمٍ، قال: حدثنا محمد بن يونس البصري، قال: حدثنا عبد الوهاب، قال: حدثنا علي بن علي اللهبي، عن جعفر بن محمدٍ، عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل، أما الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فيصد عن الآخرة، وهذه الدنيا مرتحلةٌ، وهذه الآخرة قادمةٌ ولكل واحدةٍ منهما بنون، فإن استطعتم أن تكونوا من أبناء الآخرة فافعلوا؛ فأنتم اليوم في دار عملٍ ولا حساب، وأنتم غداً في دار حسابٍ ولا عمل، وأنتم اليوم في المضمار، وغداً في السباق، والسباق إلى الجنة، والمتخلف إلى النار، وبالعفو تنجون، وبالرحمة تدخلون، وبأعمالكم تقتسمون)).
o وبه قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله تعالى عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوبٍ، عن هشام بن سالمٍ، عن محمد بن مروان، عن أبي جعفرٍ محمد بن علي، عن أبيه، عن جده.
عن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما اغرورقت عينٌ من خشية الله إلا حرم الله عز وجل جسدها على النار، ولا فاضت دمعةٌ على خد صاحبها فرهق وجهه قترٌ أو ذلةٌ يوم القيامة، وما من شيءٍ من أعمال الخير إلا وله وزنٌ أو جزاءٌ، إلا الدمعة من خشية الله فإن الله يطفئ بالقطرة منها بحاراً من نار جهنم يوم القيامة، وإن الباكي ليبكي من خشية الله في أمةٍ من الأمم فيرحم الله تلك الأمة ببكاء ذلك المؤمن فيها)).(1/428)