- وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا إسحاق بن يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سالمٍ المكي، عن عبد الله بن محمدٍ القرشي قال: حدثنا الحسن بن شاذان الواسطي قال: حدثنا يعقوب بن محمدٍ النهري، عن عبد العزيز بن عمران، عن عبد الله بن جعفرٍ المخزومي، عن أبي عونٍ مولى مسور بن مخرمة عن مسورٍ عن ابن عباسٍ عن أبيه، قال: قال عبد المطلب: قدمت الشام فنزلت على رجلٍ من اليهود، فبصر بي رجلٌ من أهل الزبور فجاءني، فقال: أتأذن لي أن أنظر إلى مكانٍ منك ؟ قلت: إن لم يكن عورةً، فنظر في إحدى منخري ثم في الأخرى، فقال: أرى في إحداهما نبوةً وفي الأخرى ملكاً وإنا نجدهما في زهرةٍ فما هذا؟ قلت: لا أدري، قال: ألك شاعةٌ؟ قلت: ما الشاعة؟ قال: زوجةٌ قلت: لا، قال: إذا قدمت إلى بلدك فتزوج إلى زهرة.
قال: فعمد عبد المطلب فتزوج بهالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة وزوج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فولدت له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قيضت له حليمة بنت أبي ذؤيبٍ من بني سعدٍ.
o وبه قال: حكى أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دعا أبا طالبٍ إلى الإسلام قال له: ما أشد تصديقنا لحديثك وإقبالنا لنصحك وهؤلاء بنو أبيك قد اجتمعوا وأنا كأحدهم وأسرعهم والله إلى ما تحب، فامض لما أمرت به فإني والله مانعك ما حييت، ولا أسلمك حتى يتم أمرك.
- وأما أنت يا علي فما بك رغبةٌ عن الدخول فيما دعاك إليه ابن عمك وإنك لأحق من وازره، وأنا من ورائكما حافظٌ ومانعٌ، فسر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واشتد ظهره، وقال في ذلك أبو طالبٍ:
وبالغيب آمنا وقد كان قومنا يصلون للأوثان قبل محمد
وقال أيضاً:
نبيا كموسى خط في أول الكتب
وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمداً
أليس أبونا هاشمٌ شد أزره(1/364)
- وبه قال: روي من جهاتٍ كثيرةٍ أن قريشاً استسقت بعبد المطلب فوقف أمامهم عند الباب، فقال بعد رفع يديه: اللهم إنك عالمٌ غير معلمٍ، وواسعٌ غير مبخلٍ، وهؤلاء عبادك وإماؤك بعرصات حرمك يشكون إليك سنتهم التي أذابت لحومهم وأوهنت عظامهم؛ فاسمع اللهم وأمطر عليهم مطراً مغدقاً منبتاً هنيئاً، وأمن القوم أجمعون، فما برحوا مكانهم حتى تدفقت السماء بعزاليها وفاضت الأودية بمائها، فقام إليه أشياخ قريشٍ وأجلتها يتمسحون به ويقولون: هنيئاً لك أبا البطحاء.
o وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا محمد بن جعفر الفردائي، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشمٍ، عن أبيه، عن محمد بن أبي عميرٍ، عن هشام بن سالمٍ.
عن جعفر بن محمدٍ، عن أبيه عن جده (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يبعث عبد المطلب يوم القيامة أمةٌ وحده، قال: وكان لا يستقسم بالأزلام ولا يعبد الأصنام، ويقول: أنا على دين إبراهيم)).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن عبد المطلب سن خمساً من السنن أجراها الله في الإسلام: حرم نساء الآباء على الأبناء، فأنزل الله تعالى قرآناً: ?وَلاَ تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ?[النساء:22]، وسن الدية في القتل مائةً من الإبل فجرت في الإسلام، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواطٍ ثم يقف على باب الكعبة فيحمد الله عز وجل ويثني عليه، وكانت قريشٌ تطوف كما شاءت قل أو كثر فسن عبد المطلب سبعةً سبعةً فجرى ذلك في الإسلام، ووجد كنزًا فأخرج منه الخمس وتصدق به فجرى ذلك في الإسلام، ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج فأنزل الله تعالى في ذلك:?أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّه?[التوبة:19] الآية.(1/365)
- وبه قال روى أبو الحسن علي بن مهدي الطبري أن رؤساء المشركين لما رأوا ذب أبي طالبٍ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اجتمعوا إليه وقالوا: جئناك بفتى قريشٍ جمالاً وجوداً وشهامةً عمارة بن الوليد ندفعه إليك يكون نصره وميراثه لك، وتدفع إلينا ابن أخيك الذي فرق جماعتنا وسفه أحلامنا فنقتله، فقال أبو طالبٍ: والله ما أنصفتموني تعطوني ابنكم فأغذوه وأعطيكم ابني فتقتلوه، بل فليأت كل رجلٍ منكم بولده فأقتله، فيئسوا منه، وهموا باغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فمنعهم من ذلك أبو طالبٍ وقال فيه:
ببيضٍ تلألأ كلمع البروق
حماية حامٍ عليه شفيقٍ
منعنا الرسول رسول المليك
أذب وأحمي رسول المليك(1/366)
الباب الثاني والأربعون في الترغيب في النكاح وما يتصل بذلك
o وبه قال: حدثنا عببد الله بن محمد بن بدرٍ الكرخي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلادٍ، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن المقري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، عن عمران بن عبد الله المعافري.
عن عبد الله بن عمرٍو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((ثلاثةٌ من أدان فيهن ثم مات ولم يقض قضى الله عز وجل عنه يوم القيامة: رجلٌ كان في سبيل الله فضعفت قوته فتقوى بدينٍ لقتال عدو فمات ولم يقض، ورجلٌ مات عنده رجلٌ من المسلمين فلم يجد ما يكفنه ويواريه إلا بدينٍ فمات ولم يقض، ورجلٌ يخاف على نفسه الفتنة في العزبة فاستعف بدينٍ فمات ولم يقض فإن الله عز وجل يقضي عنهم يوم القيامة)).
o وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، إملاءً، قال: حدثنا محمد بن علي بن دحيمٍ الشيباني، قال: حدثنا ابن أبي عرزة، قال: حدثنا الحكم بن سليمان، عن عمرو بن جميعٍ، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أبيه، عن جده.
عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أربع خصالٍ من سعادة المرء: زوجةٌ صالحةٌ، وأولادٌ أبرارٌ، ومعيشةٌ في بلاده، وخلطاء صالحون)).
o وبه قال: حدثنا أبو أحمد علي بن الحسين بن علي البغدادي، قال: حدثنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي، قال: حدثنا محمد بن منصورٍ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن وكيعٍ، عن عبد الله بن عمرو بن مرة، عن أبيه، عن سالم بن أبي الجعد.
عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجةً مؤمنةً تعين أحدكم على أمر الآخرة)).(1/367)
o وبه قال: حدثنا أبو أحمد علي بن الحسين الديباجي، قال: حدثنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي، قال: حدثنا محمد بن منصورٍ قال: حدثني القاسم بن إبراهيم (عليهما السلام)، عن أبي بكرٍ بن أبي أويسٍ، عن حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده.
عن علي عليه السلام، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن نكاح السر، وقال: ((لا نكاح إلا بولي وشاهدين)).
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الحلبي، قال: حدثنا يوسف بن محمدٍ بن المنكدر عن أبيه.
عن جابر بن عبد الله، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسير إذ امرأةٌ في السوق تهتف إن لي زوجاً يؤذيني ولا يدنيني ففرق بيني وبينه، قال: فبعث إلى زوجها فسأله، فقال: إني لأكرمها وأدنيها، فأرخت دموعها بشهيقٍ وقالت: لا خير في الكذب ما في الأرض أحدٌ أبغض إلي منه، قال: فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم أخذ بطرف قناعها وبرأسه وقال: ((اللهم أدن كل واحدٍ منهما من صاحبه))، قال: ثم لبث شهراً، فبينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السوق إذ أقبلت وعلى رأسها أدمٌ فألقته وقالت: أشهد أنك رسول الله ما في الأرض أحدٌ أحب إلي منه.
o وبه قال: أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل أبو علي الفارسي، قال: حدثنا أبو أحمد عيسى بن عمرو بن ميمونٍ البخاري، قال: حدثنا الوليد بن محمد بن النعمان السلمي، قال: حدثنا شعبة بن الحجاج، عن العباس بن ذريحٍ، عن محمد بن سعد بن مالكٍ.
عن أبيه سعد بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن من السعادة: الزوجة الصالحة والمسكن الصالح، وذكر شيئاً أظنه قال: والمركب الصالح، ومن الشقاوة: زوجة السوء ومسكن السوء ومركب السوء)).(1/368)