الباب التاسع والثلاثون في الترغيب في ذكر الله سبحانه وتعالى وما يتصل بذلك
o وبه قال: حدثنا القاضي أبو محمدٍ عبد الله بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه.
عن عبد الله بن عمروٍ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((خصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبدٌ مسلمٌ إلا دخل الجنة، هما يسير ومن يعمل بهما قليلٌ: يسبح دبر كل صلاةٍ عشراً، ويحمد عشراً، ويكبر عشراً، فذلك خمسون ومائةٌ باللسان وألفٌ وخمسمائةٍ في الميزان، ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه ويحمد ثلاثاً وثلاثين ويسبح ثلاثاً وثلاثين فذلك مائةٌ باللسان وألفٌ في الميزان)).
فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعقدها بيده، فقالوا: يا رسول الله كيف هما يسير ومن يعمل بهما قليلٌ؟ قال: ((يأتي أحدكم الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقولها، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجةً قبل أن يقولها)).
o وبه قال: حدثنا أبو الحسين علي بن إسماعيل الفقيه رضي الله تعالى عنه، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه، قال: حدثنا محمد بن منصورٍ المرادي قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالدٍ، عن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالبٍ، عن أبيه.
عن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من قعد في مصلاه الذي يصلي فيه الفجر يذكر الله حتى تطلع الشمس كان له من الأجر كحاج بيت الله)).
o وبه قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن أبو عمران الصيدلاني، قال: حدثنا محمد بن جابر السندي، قال: حدثنا أحمد بن أبي ظبية قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن زيادٍ مولى ابن العباس.(1/354)
عن ابن العباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما عمل آدمي من عملٍ أنجى له من عذاب الله من كثرة ذكر الله)).
o وبه قال: أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، قال: أخبرني عبد الحكيم بن نافعٍ أبو محمدٍ بتنيسٍ قال: حدثنا إبراهيم بن مرزوقٍ قال: حدثنا حيان بن هلالٍ قال: حدثنا وهيبٌ قال: حدثنا سعيد الجريري، عن أبي عبد الله الحربي، عن عبد الله بن الصامت.
عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: ((ما اصطفاه الله تعالى لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده)).
o وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالدٍ، عن النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زيادٍ السكوني، عن جعفر بن محمدٍ، عن أبيه عن جده، عن أبيه.
عن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من ظهرت نعمةٌ من نعم الله عليه فليكثر من ذكر الله عز وجل والحمد لله، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنه ينفى عنه الفقر))، قال: وفقد النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً من الأنصار، فقال له: ((ما غيبك عنا؟)) فقال: الفقر يا رسول الله وطول السقم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألا أعلمك كلماتٍ إذا قلتها أذهب الله عنك الفقر والسقم، قال: بلى يا رسول الله قال: فإذا أصبحت وأمسيت فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الحي الذي لا يموت، الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في الملك، قال الرجل: فوالله ما قلته إلا أياماً حتى أذهب الله عني الفقر والسقم)).(1/355)
o وبه قال: أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن نصرٍ أبو عبد الله الزيات بمصر، قال: حدثنا هارون بن سعيدٍ، قال: حدثنا بن وهبٍ قال: حدثنا عمرو بن الحارث عن دراجٍ، عن أبي الهيثم.
عن أبي سعيدٍ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله هن الباقيات الصالحات وهن كنزٌ من كنوز الجنة)).
o وبه قال: أخبرنا محمد بن بندارٍ الآملي، قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا القاسم بن خليفة قال: حدثنا أبو يحيى التيمي، عن عمرو بن شمرٍ، عن أبيه، عن يزيد بن مرة.
عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي ألا أعلمك كلمةً إذا وقعت في ورطةٍ فقلتها، قلت: بلى يا رسول الله جعلني الله فداك، فرب خيرٍٍ علمتنيه، قال: فإذا وقعت في ورطةٍ فقل: بسم الله الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإن الله يصرف بها ما شاء من أنواع البلايا)).
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمدٍ البحري سنة خمسين وثلاثمائةٍ، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) بمصر سنة اثنتين وثلاثمائةٍ، قال: حدثنا أحمد بن يحيى الأودي قال: حدثنا محمد بن الحارث قال: حدثنا غياث بن بشيرٍ عن خصيفٍ، عن عكرمة.
عن ابن عباسٍ: أن الفقراء أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: إن الأغنياء يصومون كما نصوم، ويصلون كما نصلي، ولهم أموالٌ يتصدقون منها، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((فإذا صليتم فقولوا: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين، والله أكبر أربعاً وثلاثين، فإنكم ستدركون من سبقكم وتسبقون به من بعدكم)).(1/356)
- وبه قال: أخبرنا حمد بن عبد الله بن محمد الأصفهاني، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الحسن بن الفضل بن العباس مولى الهاشميين بالمدينة سنة خمس عشرة ومائتين، قال: حدثني علي بن موسى بن جعفرٍ عن أبيه (عليهم السلام)، قال: أرسل أبو جعفرٍ المنصور إلى جعفر بن محمدٍ (عليهما السلام) ليقتله وطرح سيفاً ونطعاً وقال: يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه، فلما دخل جعفر بن محمدٍ (عليهما السلام) ونظر إليه من بعيدٍ فرق أبو جعفرٍ على فراشه، قال: يعني تحرك، وقال: مرحباً بك وأهلاً يا أبا عبد الله ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن نقضي ذمامك ونقضي دينك، ثم سأله مسألةً لطيفةً عن أهل بيته، وقال: قد قضى الله دينك وأخرج جائزتك، يا ربيع لا تمض ثالثة ما قلته حتى يرجع جعفر بن محمدٍ إلى أهله، فلما خرج هو والربيع قال له: يا أبا عبد الله أرأيت السيف والنطع إنما كان وضع لك فأي شيءٍ رأيتك تحرك به شفتيك؟ قال: نعم يا ربيع لما رأيت الشر في وجهه قلت: حسبي الرب من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
o وبه قال: حدثنا محمد بن عمر الدينوري، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد قال: حدثنا محمد بن سلام القرميسيني، قال: حدثنا علي بن حربٍ قال: حدثنا خالد بن يزيد قال: حدثنا سفيان، عن سعد بن طريفٍ، عن عمير بن مأمونٍ.
عن الحسن بن علي (عليهما السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من صلى صلاة الصبح ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس كان له حجاباً أو ستراً من النار)).(1/357)
o وبه قال: حدثنا عبيدالله بن محمد بن بدرٍ الكرخي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلادٍ، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا أبو نعيمٍ الفضل بن دكينٍ قال: حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: حدثنا هلال مولى عمر بن عبد العزيز.
عن عبد الله بن جعفرٍ، قال: علمتني أمي أسماء بنت عميسٍ شيئاً أمرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله عند الكرب: ((الله ربي لا أشرك به شيئاً)).
o وبه قال: حدثنا أبو علي حمد بن عبد الله بن محمدٍ قال: حدثنا أبو بكرٍ محمد بن قارنٍ قال: حدثنا أبو معينٍ الحسين بن الحسن الطبركي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكيرٍ المخزومي، قال: حدثنا مالكٌ عن نعيم بن عبد الله عن علي بن يحيى الزرقي، عن أبيه.
عن رفاعة بن رافعٍ أنه قال: كنا يوماً نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما رفع رأسه من الركعة وقال: ((سمع الله لمن حمده، قال رجلٌ وراءه: ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من المتكلم آنفاً؟ قال رجلٌ: أنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لقد رأيت بضعاً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أولاً)).
o وبه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثني عبد السلام قال: حدثنا موسى بن خلفٍ، عن قتادة.
عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لأن أقعد مع قومٍ يذكرون الله من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعةً من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قومٍ يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعةً (من ولد إسماعيل))).(1/358)