- وبه قال: حكى أبو الحسن علي بن مهدي، قال: روي أن أبا عمرو بن العلاء اجتمع مع عمرو بن عبيدٍ، فقال له عمرٌو: إن الله وعد وعداً وأوعد إيعاداً فهو منجزٌ وعده ووعيده، فقال له أبو عمرٍو: يا أبا عثمان ليس لك علمٌ باللغة أوما علمت أن العرب تعد الرجوع عن الوعد لؤماً وعن الوعيد كرماً، وأن العفو عند العرب ليس بخلفٍ، وأنشد قول الشاعر:
ليكذب إيعادي ويصدق موعدي
وإني وإن أوعدته أو وعدته
- قال السيد الإمام أبو طالبٍ: إن ابن مهدي اقتصر على هذا القدر من الخبر وبتر هذه الحكاية ولم يحك جواب أبي عثمان عمرو بن عبيدٍ، وما أظن إلا أنه سقط عنه، فإن الجواب مقرونٌ بهذه الحكاية في الروايات، وهو أن أبا عثمان، قال له حين أنشد هذا البيت: فصاحبك هذا الشاعر يتبجح بالكذب ويعترف بأن خبره يشتمل على صدقٍ وكذبٍ أفتصف الله بذلك وتقول: إن في خبره صدقاً وكذباً، ثم قال له: إن كنت تعتمد قول الشاعر في هذا الباب فقد خالف هذا الشاعر شاعرٌ آخرٌ فقال ممتدحاً لمن مدحه:
يبت من ثاره على فوت
لا يخلف الوعد والوعيد ولا
وقد تكتب هذه الحكاية من غير طريق ابن مهدي على وجهٍ آخر، وهو أنه أنشد:
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي

فقال عمرو بن عبيدٍ: فصاحبك يتبجح بالخلف، أفتقول: إن الله مخلفٌ وأنشد البيت الذي ذكرناه.
- وبه قال: قال: حدثني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور بن المنجم، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد ابن العباس اليزيدي عن محمد بن إسحاق البغوي، قال: أخبرنا دعبلٌ، قال: أردت الانحدار إلى البصرة فأتيت مشرعتكم هذه فركبت زورقاً وأقمت فيه عند قصر حميدٍ الطوسي، وكتبت إلى أبي نهشل بن حميدٍ رقعةً أخبره فيها بانحداري إلى البصرة وأسأله معونتي على سفري بما انبسطت يده به، وكان أديباً عاقلاً جواداً؛ فوجه إلي بمنديلٍ فيه ثيابٌ وصرةٌ فيها أربعون ديناراً، وكتب إلي:(1/349)


قلاً ولو أنظرتنا لم نقلل
ونكون نحن كأننا لم نفعل
أعجلتنا فأتاك عاجل برنا
فخذ القليل وكن كأنك لم تقل
o وبه قال: حدثنا حمد بن عبد الله بن محمدٍ قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن داود بن عبد الله، عن ابن جدعان، عن جدته.
عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((المستشار مؤتمنٌ)).
- وبه قال: حدثني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون المنجم ببغداد، قال: حدثنا أبي، قال: أخبرنا محمد بن العباس اليزيدي عن محمد بن إسحاق البغوي، قال: أخبرني إسحاق بن إبراهيم الموصلي أن بعضهم عاد مريضاً فقال:
أو أن أراك وفي فناك العود
أعزز علي بأن أزورك عائداً
- قال: وحدثنا البغوي قال: أنشدنا الجاحظ:
فأول راضٍ سنةً من يسيرها
فلا تجزعن من سيرةٍ أنت سرتها
- وبه قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال: حدثنا محمد بن القاسم بن بشارٍ الأنباري، قال: حدثنا أحمد بن يحيى، عن الأثرم، عن أبي عبيدة، قال: لما أنشد رؤبة قصيدته القافية:
كأنه في الجلد توليع البهق
فيها خطوطٌ من سوادٍ وبلق
فقلت له: إن أردت الخطوط فقل: كأنها البهق، وإن أردت السواد والبلق فقل: كأنهما، قال: ويلك يا مجنون أردت كان ذلك.
- وبه قال: أنشدنا أبو الفرج المخزومي المعروف بببغاء الشاعر ببغداد، قال: أنشدنا أبو فراسٍ الحارث بن سعيد بن حمدان في سيف الدولة يفضله على أخيه ناصر الدولة وإن كان أكبر منه؛ لأنه كان قد قتل أباه سعيد بن حمدان:
وليس يقدم فينا الفاضل الهرم
على علي أخيه السن والقدم
شيخوخةٌ سبقت لا فضل يتبعها
ولم تقدم عقيلاً في ولادته(1/350)


o وبه قال: أخبرنا محمد بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال: حدثنا سعيد بن خالدٍ قال: حدثني عبد الله بن الفضل، عن عبد الله بن أبي رافعٍ.
عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يجزي عن الجماعة إذا مرت أن يسلم أحدهم، ويجزي عن القعود أن يرد أحدهم)).
- وبه قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال: حدثنا أبو بكرٍ محمد بن القاسم بن بشارٍ الأنباري النحوي، قال: حدثنا أبو عبد الله الواسطي، قال: وقف رجلٌ من بني تميمٍ على باب بعض الملوك يطلب الإذن فحجب فانصرف وهو يقول:
تمنعنا الذل عزيزات
وهي عن الذل مصونات
لهم حجابٌ ولنا أنفسٌ
ان تاه تهنا وسمونا بها(1/351)


الباب الثامن والثلاثون في آداب الأكل وما يتصل بذلك
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمدٍ البحري سنة خمسين وثلاثمائةٍ، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي رحمه الله تعالى، بمصر سنة اثنتين وثلاثمائةٍ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياضٍ الليثي، قال: حدثني عبد الله بن عباد الأسلمي، عن أبي عبيدٍ مولى سليمان بن عبد الملك، عن نعيم بن سلامة.
عن رجلٍ من بني سليم -وكانت له صحبةٌ- قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أكل فقضى أكله، قال: ((اللهم لك الحمد أطعمت وأسقيت وأرويت، فلك الحمد غير مكفورٍ ولا مودعٍ ولا مستغنى عنك)).
o وبه قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمرٌ عن ثابتٍ.
عن أنسٍ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبزٍ وزيتٍ فأكل، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة)).
o وبه قال: حدثنا أبو بكرٍ أحمد بن علي بقزوين، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن جمعة بن زهيرٍ، قال: حدثنا عيسى بن حميدٍ، قال: حدثنا الحارث بن مسلمٍ الروذي، قال: حدثنا بحر بن كنيزٍ، عن الزهري، قال:
حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن عمر عن أبيه، قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأكل الرجل بشماله، ويشرب بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله)).
o وبه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا ابن بشارٍ، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: حدثنا سفيان، عن يزيد أبي خالدٍ الدالاني، عن رجلٍ.(1/352)


عن جابر بن عبد الله، قال: صنع أبو الهيثم بن التيهان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم طعاماً فدعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه فلما فرغوا، قال: ((أثيبوا أخاكم))، قالوا: يا رسول الله وما إثابته؟ قال: ((إن الرجل إذا دخل بيته فأكل طعامه وشرابه فدعوا له فذلك إثابته)).(1/353)

79 / 100
ع
En
A+
A-