عن موسى بن طلحة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسير فجاء رجلٌ فأخذ بزمام ناقته فقال: يا نبي الله أخبرني بشيءٍ يقربني من الجنة ويزحزحني عن النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((تؤمن بالله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم))، فأرسل الزمام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن أوفى بما قلت له دخل الجنة)).
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا يحيى -يعني ابن سلامٍ- عن إسماعيل بن أمية، عن يزيد الرقاشي.
عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أحب أن يزيد الله في رزقه وينسأ في أجله فليتق الله وليصل رحمه)).
o وبه قال: حدثنا أبو علي حمد بن عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو محمدٍ عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا مصعب بن المقدم، قال: حدثنا مسعر، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن أبي العباس المكي.
عن عبد الله بن عمرو، قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلٌ يستأذنه في الجهاد فقال: ((أحي أبواك؟)) قال: نعم، قال: ((ففيهما فجاهد)).
o وبه قال: حدثنا أبو محمدٍ عبد الله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي وعثمان بن شبيبٍ، قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن عبد الرحمن بن سليمان، عن أسيد بن علي بن عبيدٍ مولى بني ساعدة، عن أبيه.
عن أبي أسيدٍ مالك بن ربيعة الساعدي، قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاء رجلٌ من بني سلمة فقال له: يا رسول الله هل بقي علي من بر أبوي شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟ قال: ((نعم، الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما)).(1/314)
o وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثني أحمد بن محمد بن خالدٍ عن علي بن يعمر عن إسحاق بن عمارٍ عن جعفر بن محمدٍ عن أبيه عن آبائه.
عن علي عليه السلام أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أهل بيتي أبوا إلا توثباً علي وقطيعةً لي وشتيمةً أفأرفضهم؟ قال: ((إذاً يرفضكم الله جميعاً، قال: فكيف أصنع؟ قال: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عن من ظلمك؛ فإنك إذا فعلت ذلك كان لك من الله ظهيراً)).
o وبه قال: حدثنا أبو محمدٍ عبد الله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا محمد بن كثيرٍ، قال: أخبرنا سفيان، قال: حدثنا عطاء بن السائب.
عن عبد الله بن عمر، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان فقال: ((إرجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما)).(1/315)
الباب الحادي والثلاثون في الصبر على احتمال كلفة الأولاد وما يتصل بذلك
o وبه قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، قال: حدثنا محمد بن العباس بن الوليد أبو سعيدٍ الدمشقي، قال: حدثنا هشام بن عمارٍ، قال: حدثنا إسماعيل بن عياشٍ الحمصي، قال: حدثنا بجير بن سعد بن خالد بن معدان.
عن المقدام بن معدي كربٍ الكندي، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ما كسب رجلٌ كسباً أطيب من عملٍ بيده، وما أنفق الرجل على نفسه وأهله وولده وخادمه فهو صدقةٌ)).
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: حدثنا أبو الحسين الغازي، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا قبيصة عن سفيان الثوري، عن محمد بن عجلان.
عن سعيد بن المسيب، قال: خرج علينا علي عليه السلام يوماً من البيت فاستقبله سلمان فقال له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟، قال: أصبحت في غمومٍ أربعةٍ، فقال: وما هن؟ قال: غم العيال يطلبون الخبز والشهوات، والخالق يطلب الطاعة، والشيطان يأمر بالمعصية، وملك الموت عليه السلام يطلب الروح.
فقال علي عليه السلام: أبشر يا أبا عبد الله فإن لك بكل خصلةٍ درجاتٌ فإني كنت دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يومٍ، فقال: ((كيف أصبحت يا علي؟ فقلت: أصبحت وليس لي في بيتي شيءٌ غير الماء وإني مغتم بحال فرخي الحسن والحسين، فقال لي: يا علي غم العيال سترٌ من النار، وطاعة الخالق أمانٌ من العذاب، والصبر على الفاقة جهادٌ، وأفضل من عبادة ستين سنةً، وغم الموت كفارة الذنوب، واعلم يا أخي أن أرزاق العباد على الله سبحانه وغمك لهم لا ينفع ولا يضر غير أنك تؤجر عليه وإن أغم الغم غم العيال)).
o وبه قال: حدثنا عبيدالله بن محمد بن بدرٍ الكرخي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلادٍ، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: حدثنا معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن حنشٍ، عن عكرمة.(1/316)
عن ابن عباسٍ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((من ضم يتيماً من بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه الله أوجب الله تبارك وتعالى له الجنة إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر له، ومن أذهب كريمتيه كان ثوابه عنده الجنة قيل: وما كريمتاه؟! قال: عيناه، ومن عال ثلاث بناتٍ يرحمهن وينفق عليهن ويحسن أدبهن دخل الجنة، فقال له أعرابي: يا رسول الله أو اثنتين، قال أو اثنتين))، قال ابن عباسٍ: هذا والله من كرائم الحديث وغرره.
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق الكوفي، قال: حدثنا علي بن محمدٍ النخعي، قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم بن عبيدٍ المحاربي، قال: حدثنا نصر بن مزاحمٍ المنقري، قال: حدثنا إبراهيم بن الزبرقان التيمي، قال: حدثنا أبوخالدٍ الواسطي، قال: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده.
عن علي (عليهم السلام)، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: ((سبعةٌ تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله: شاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات حسبٍ ونسبٍ إلى نفسها فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجلٌ خرج من بيته فأسبغ الطهور ثم مشى إلى بيتٍ من بيوت الله ليقيم فريضةً من فرائض الله فهلك فيما بينه وبين ذلك، ورجلٌ خرج حاجا أو معتمرًا، ورجلٌ خرج مجاهداً في سبيل الله، ورجلٌ خرج ضارباً في الأرض يطلب من فضل الله ما يكفي به نفسه ويعود به على عياله، ورجلٌ قام في جوف الليل بعدما هدأت العيون فأسبغ الطهور ثم قام إلى بيتٍ من بيوت الله فهلك فيما بينه وبين ذلك)).(1/317)
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمدٍ البحري، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه، قراءةً عليه بمصر سنة اثنتين وثلاثمائةٍ، قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن يحيى بن ضريسٍ، قال: حدثنا يونس بن سعيدٍ المدني عن إسحاق عن شريكٍ، عن عبد الله بن سالم بن الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ.
عن ابن عباسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من دخل السوق فحمل منها طرفةً إلى عياله كان كحامل صدقةٍ وليبدأ بالإناث قبل الذكور فإن من أقر بعين أنثى أقر الله عينه أو قال: بعينه يوم الحزن، ومن فرح أنثى فكأنما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أسكنه الله الجنة)).
o وبه قال: حدثنا أبو أحمد علي بن الحسين الديباجي البغدادي، قال: حدثنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي، قال: حدثنا محمد بن منصورٍ، قال: حدثني أحمد بن عيسى عن حسين بن علوان، عن أبي خالدٍ، عن زيد بن علي، عن آبائه.
عن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول أو يكون عيالاً على المؤمنين وقال: ولا تحل الصدقة لغني ولا لقوي ولا لذي مرةٍ سوي)).
- قال السيد أبو طالبٍ الحسني: المراد به عندنا التصدق من الناس.(1/318)