عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من اغتيب عنده أخوه المسلم فنصره نصره الله تعالى في الدنيا والآخرة، وإن ترك نصرته وهو يقدر عليها خذله الله في الدنيا والآخرة)).
o وبه قال: أخبرنا أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق قال: حدثنا أحمد بن منصورٍ قال: حدثنا محمد بن الأزهر قال: حدثني الحسين بن سيارٍ المدني، عن أبي مريم الأنصاري، عن زيد بن علي.
عن علي (عليهما السلام) في قول الله عز وجل: ?وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ?[البقرة:205] قال: الحرث الدين، والنسل الناس، ثم قرأ: ?مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ?[الشورى:20] فهلاك دين الله أن يعمل بخلاف كتاب الله، وهلاك عباد الله أن يعمل فيهم بالجور فلا ينكرون ذلك فيهلكون.
- وبه قال: أخبرنا أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: حدثنا عبد العزيز بن إسحاق قال: حدثني جعفر بن أحمد الكاتب قال: حدثني أبو عبد الله الكرابيسي، عن الحسن بن محبوبٍ.
عن الحسين بن زيد بن علي، قال: نظر الحسن بن صالح بن حي إلى المسودة في المسجد ذاهبين وراجعين فبكى ثم قال:?لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد?[هود:80] فقال له بعض جلسائه: أهذا الأسف كله يا أبا عبد الله؟ قال: نعم.. وأي أسفٍ وحسرةٍ أعظم من هذا.
o وبه قال: حدثنا أبو سعيدٍ عبيدالله بن محمد بن بدرٍ الكرخي قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلادٍ قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا المسعودي عن سماك بن حربٍ.
عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه، قال: جمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنت من آخر من أتاه فقال: ((إنكم مصيبون ومنصورون ومفتوحٌ لكم، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله عز وجل، وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر)).(1/304)
o وبه قال: حدثنا أبو سعيدٍ عبيدالله بن محمد بن بدرٍ الكرخي قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلادٍ قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال: حدثني يزيد بن هارون قال: أخبرنا شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق.
عن المنذر بن جريرٍ عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من قومٍ يكون بين أظهرهم من يعمل المعاصي هم أعز منه وأمنع فلم يغيروا إلا أصابهم الله بعذابٍ منه)).
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيدٍ الحسيني قال: حدثنا الناصر للحق الحسن بن علي رضوان الله تعالى عليه، قال: أخبرنا محمد بن علي بن خلفٍ، عن حسن بن صالحٍ قال: حدثنا خالد بن مختارٍ.
عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: إنما هلك من كان قبلكم بارتكابهم المعاصي ثم لم ينههم الربانيون والأحبار، فلما فعلوا ذلك أنزلت بهم العقوبات، ألا فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم ما نزل بهم، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقدم أجلاً ولا يدفع رزقًا.
o وبه قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا محمد بن يزداد قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا قزعة بن سويدٍ، عن عبد الله بن أبي نجيحٍ.
عن عبيد الله بن أبي عميرٍ الليثي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أنكر المنكر بقلبه فقد أنكر بخصلةٍ من الحق، ومن أنكر بقلبه ولسانه فقد أنكر بخصلتين من الحق، ومن أنكر بقلبه ولسانه ويده فقد أنكر بالحق كله، ألا أنبئكم بميت الأحياء؟ من لم ينكر المنكر بقلبه ولا بلسانه ولا بيده)).(1/305)
الباب التاسع والعشرون فيما جاء في الأمراء ومن يتولى على الناس وما يتصل بذلك
o وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى إملاءً، قال: أخبرنا أحمد بن سعيد بن عثمان الثقفي، قال: حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمرٍعن ابن خيثمٍ عن عبد الرحمن بن سابطٍ.
عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لكعب بن عجرة: ((يا كعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء))، قال: وما إمارة السفهاء؟، قال: ((أمراءٌ يكونون من بعدي لا يهتدون بهديي، ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني، ولست منهم، ولا يردون على حوضي، ومن لم يصدقهم على كذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك مني وأنا منهم، وسيردون على حوضي، يا كعب بن عجرة الناس غاديان مبتاع نفسه فمعتقها، أو بايعها فموبقها)).
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمدٍ البحري سنة خمسين وثلاثمائةٍ، قال: حدثنا جعفر بن محمدٍ الفريابي ببغداد، إملاءً، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعدٍ، عن معاوية بن صالحٍ، عن أبي الزاهرية.
عن كثير بن مرة، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه كل مظلومٍ من عبادي فإذا عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإذا جار كان عليه الإصر وعلى الرعية الصبر)).
o وبه قال: أخبرنا حمد بن عبد الله بن محمدٍ، قال: حدثنا عبدالرحمن بن أبي حاتمٍ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمدٍ المحاربي، عن إسماعيل بن عياشٍ الحمصي، قال: حدثنا حنشٌ الرحبي، عن عكرمة.(1/306)
عن ابن عباسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أعان بباطلٍ ليبطل بباطله حقا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله، ومن مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله، وسلطان الله في الأرض كتابه وسنة نبيه أذل الله رقبته قبل يوم القيامة مع ما ذخر له من الخزي، ومن استعمل عاملاً وهو يعلم أن في المسلمين أولى بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين ومن تولى شيئاً من حوائج الناس لم ينظر الله في حاجته حتى يقضي حوائجهم ويؤدي حقوقهم)).
o وبه قال: أخبرنا محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا أبو سعيدٍ عبد الرحمن بن سليمان النقاش، قال: حدثنا محمد بن عامرٍ الرازي، قال: حدثنا هشام بن عمارٍ، قال: حدثنا عمرو بن واقدٍ القرشي، قال: حدثنا يونس بن حبيشٍ، عن أبي إدريس الخولاني.
عن معاذ بن جبلٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الجنة لا تحل لعاصٍ ومن لقي الله ناكثٌ بيعته لقيه وهو أجذمٌ، ومن خرج عن الجماعة قيد شبرٍ متعمداً فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، ومن مات ليس بإمام جماعةٍ ولا لإمام جماعةٍ في عنقه طاعةٌ بعثه الله ميتةً جاهليةً)).
- قال السيد الإمام أبو طالبٍ الحسني رحمه الله تعالى: المراد به إذا كان في الزمان إمام جماعةٍ قد صحت إمامته واستوفى شرائطها.
o وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة إجازةً، قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن بزيعٍ، عن القاسم بن إسحاق بن عبد الله العبدي، عن أبيه عن عبد الرحيم بن نصرٍ البارقي.(1/307)
عن زيد بن علي عن أبيه عن جده (عليهم السلام)، قال: قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: إذا كان زعيم القوم فاسقهم، وأكرم الرجل اتقاء شره، وعظم أرباب الدنيا، واستخف بحملة القرآن، وكانت تجارتهم الربا، ومأكلهم أموال اليتامى، وعطلت المساجد، وأكرم الرجل صديقه، وعق أباه، وتواصلوا على الباطل، وقطعوا الأرحام، واتخذوا كتاب الله مزامير وتفقه لغير الدين، وأكل الرجل أمانته، وأتمن الخونة، وخون الأمناء، واستعلت كلمة السفهاء، ورفعت الأصوات في المساجد، واتخذت طاعة الله بضاعةً، وكثر القراء وقل الفقهاء.. فعند ذلك توقعوا ريحاً حمراء وخسفاً وزلازل وأموراً عظاماً.
o ورويناه من طريق الحسن بن سفيان أخبرنا به محمد بن بندارٍ عنه، عن عثمان بن أبي سعيدٍ، عن أبي توبة، عن الفرج بن فضالة، عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن علي، عن أبيه.
عن علي عليه السلام مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا في ألفاظٍ يسيرةٍ، وكان علي بن الحسين عليه السلام إذا ذكر هذا الحديث بكى بكاءً شديداً، ويقول: قد رأيت أسباب ذلك والله المستعان.
o وبه قال: حدثنا أبو محمدٍ عبد الله بن محمدٍ القاضي ببغداد، قال: حدثنا أبو جعفرٍ محمد بن عمرٍو البحتري، قال: حدثنا الحسن بن تولبٍ التغلبي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا الأشعث عن الحسن.
عن عبد الرحمن بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: ((يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة من قبل نفسك فإنك إن أعطيتها عن مسألةٍ توكل إليها وإن تعطها من غير مسألةٍ تعن عليها، يا عبد الرحمن بن سمرة إذا حلفت يميناً فرأيت غيرها خيراً منها فأت الذي هو خيرٌ وكفر عن يمينك)).(1/308)