الباب الثامن والعشرون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يتصل بذلك
o وبه قال: أخبرنا أبو أحمد علي بن الحسين البغدادي الديباجي قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن زيد بن ماتي قال: حدثنا محمد بن منصورٍ قال: حدثنا أحمد بن عيسى عن حسينٍ عن أبي خالدٍ عن زيد بن علي، عن أبيه عن آبائه.
عن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم)).
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمدٍ البحري قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين رحمه الله تعالى، قال: حدثني عيسى بن مهران البغدادي قال: حدثنا يحيى بن أبي كثيرٍ قال: حدثنا شعبة، عن أبي مسلمة، قال: سمعت أبا نضرة.
عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا تمنعن أحدكم مخافة أن يتكلم بالحق إذا رآه)).
o وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا محمد بن أوميذوار قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن بشر بن عبد الله، عن أبي عصمة عن جابرٍ عن أبي جعفرٍ محمد بن علي، عن أبيه عن جده (عليهم السلام)، قال:(1/299)


قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: يكون في آخر الزمان قومٌ نبغ فيهم قومٌ مراءون فيتقرأون ويتنسكون لا يوجبون أمراً بالمعروف، ولا نهياً عن المنكر إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء وما لا يضرهم في نفسٍ ولا مالٍ، فلو أضرت الصلاة والصوم وسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها، وقد رفضوا أسنم الفرائض وأشرفها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فريضةً عظيمةً بها تقام الفرائض، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصالحين، فريضةً بها تقام الفرائض وتحل المكاسب وترد المظالم، وتعمر الأرض، وينتصف من الأعداء، فأنكروا المنكر بألسنتكم وصكوا بها جباههم، ولا تخافوا في الله لومة لائمٍ.
قال: وأوحى الله عز وجل إلى نبي [هو يوشع بن نونٍ عليه السلام] من أنبيائه (عليهم السلام) أني معذبٌ من قومك مائة ألفٍ، أربعين ألفاً من شرارهم وستين ألفاً من خيارهم،فقال: يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار ؟ قال: داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي.
- وبه قال: حدثني أبو عبد الله الآبنوسي، قال: حدثني أبو الفرج علي بن الحسين المعروف بابن الأصبهاني قال: حدثني يحيى بن علي بن يحيى بن المنجم قال: حدثني أبو زيدٍ قال: حدثني محمد بن موسى الأسواري قال: إن السعر غلا مرةً بالبصرة، فخرج الناس على الصعبة والذلول إلى الجبانة يدعون، وكان القصاص يقومون ويتكلمون ثم يدعون، فوثب بشير الرحال رحمه الله تعالى، فقال: شاهت الوجوه ثلاثاً عصي الله في كل شيءٍ، وانتهكت الحرم وسفكت الدماء، واستؤثر بالفي فلم يخرج منكم اثنان فيقولان: هلم نغير هذا أو هلم ندعو الله أن يكشف هذا حتى غلت أسعاركم؟ في الدينار بكيلجةٍ جئتم على الصعب والذلول من كل فج عميقٍ تضجون إلى الله تعالى أن يرخص أسعاركم، لا رخص الله أسعاركم، لا أرخص الله أسعاركم وفعل بكم وفعل.(1/300)


o وبه قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: حدثني أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفرٍ الكوفي قال: حدثني علي بن محمد بن كاسٍ النخعي قال: حدثني سليمان بن إبراهيم المحاربي قال: حدثنا نصر بن مزاحمٍ المنقري قال: حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي قال: حدثني أبو خالدٍ الواسطي قال: حدثني زيد بن علي، عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من دعا عبداً من شركٍ إلى إسلامٍ كان له من الأجر كعتق رقبةٍ من ولد إسماعيل عليه السلام))، قال: وقال علي عليه السلام: من دعا عبداً من ضلالٍ إلى معرفة حق فأجابه كان له من الأجر كعتق نسمةٍ.
- قال: وقال زيد بن علي عليه السلام: من أمر بمعروفٍ ونهى عن منكرٍ أطيع أو عصي كان له بمنزلة المجاهد في سبيل الله.
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفرٍ قال: حدثني أحمد بن يزيد الكوفي قال: حدثنا الحسن بن حمادٍ قال: حدثنا أبو سفيان وكيع بن الجراح قال: حدثنا سفيان بن سعيدٍ الثوري، عن زبيد بن الحارث، عن الشعبي، عن أبي جحيفة.
عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال: إن أول ما تغلبون عليه من دينكم الجهاد بأيديكم، ثم الجهاد بألسنتكم، ثم الجهاد بقلوبكم فإذا لم يعرف القلب المعروف ولم ينكر المنكر نكس أعلاه أسفله كالجراب يؤخذ بأسفله فيخرج ما فيه.(1/301)


- وبه قال: أخبرنا أحمد بن محمدٍ أبو عبد الله الآبنوسي ببغداد، قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين المعروف بابن الأصبهاني قال: حدثنا يحيى بن علي بن يحيى المنجم قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني خلاد بن يزيد قال: حدثني عثمان بن عمر قال: حدثني أبو زيدٍ قال: حدثنا محمد بن موسى الأسواري في قصة بشيرٍ الرحال، أن السائل كان يقف في جامع البصرة يسأل فيقول له بشير: يا هذا إن لك حقا عند رجلٍ وإن أعانني هؤلاء -يعني أصحاب الحلق- أخذت لك حقك فأغناك ذلك، فيقول السائل: فأنا أكلمهم فيأتي الحلق فيقول: يا هؤلاء إن هذا الشيخ زعم أن لي حقا عند رجلٍ وأنكم إن أعنتموه أخذ لي حقي فأنشدكم الله إلا أعنتموه، فيقولون له: ذلك شيخٌ يعبث.
قال: وكان يقول معرضاً بأبي جعفرٍ: أيها القائل بالأمس إن ولينا عدلنا وفعلنا وصنعنا، فقد وليت فأي عدلٍ أظهرت، وأي جورٍ أزلت، وأي مظلومٍ أنصفت.
آه ما أشبه الليلة بالبارحة إن في صدري حراراتٌ لا يطفيها إلا برد عدلٍ أو جر سنانٍ. وتكلم بهذا ومحمد بن سليمان يخطب فبكى حتى كاد يسقط من المنبر.
o وبه قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا عبد الله بن سلامٍ قال: أخبرنا أبي قال: أخبرنا محمد بن منصورٍ قال: حدثني أبو عبد الله -يعني أحمد بن عيسى-، عن حسين بن علوان، عن أبي خالدٍ، عن زيد بن علي، عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من دعا عبداً من الشرك إلى الإسلام فأجابه كان له من الأجر كعتق رجلٍ من ولد يعقوب عليه السلام)).
o وبه قال: حدثنا أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال: حدثنا إسحاق بن الصباح قال: حدثنا ابن أبي مريمٍ قال: حدثنا الليث، قال:(1/302)


حدثني يحيى بن سليمٍ أنه سمع إسماعيل بن بشيرٍ قال: سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري وأبا طلحة بن سهلٍ الأنصاري يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من امرئٍٍ مسلمٍ يخذل امرءًا مسلماً في موضعٍ تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطنٍ يحب فيه نصرته، وما من امرئٍ مسلمٍ ينصر مسلماً في موطنٍ ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطنٍ يحب فيه نصرته)).
o وبه قال: حدثنا أبو علي حمد بن عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي قال: حدثنا أبو أسامة حماد بن أسامة بن زيدٍ القرشي قال: حدثنا عاصم بن أبي صعترة أبو يونس، عن سماك بن حربٍ، عن أبي صالحٍ.
عن أم هاني بنت أبي طالبٍ (رضي الله عنهما)، قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله تعالى:?وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ?[العنكبوت:29]، قال: ((كانوا يخذفون أهل الطريق ويسخرون منهم فهو المنكر الذي كانوا يأتونه)).
o وبه قال: حدثنا أبو علي حمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمدٍ المحاربي، عن عبد الحميد بن أبي جعفرٍ، عن أبي إسحاق.
عن عبد الله أو عبيد الله بن جريرٍ، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((ما من رجلٍ يجاور قوماً فيعمل بين ظهرانيهم بالمعاصي فلا يأخذوا على يده إلا أوشك أن يعمهم الله منه بعقابٍ)).
o وبه قال: حدثنا أبو سعيدٍ عبيد الله بن محمدٍ الكرخي قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلادٍ قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة قال: حدثنا داود بن المحبر قال: حدثنا محمد بن سعيدٍ، عن أبان.(1/303)

69 / 100
ع
En
A+
A-