فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه: ((هذا عبدٌ نور الله قلبه بالإيمان))، ثم قال له: ((إلزم ما أنت عليه))، فقال له الشاب: ادع الله لي يا رسول الله أن يرزقني الشهادة معك، قال: فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي صلى الله عليه وآله وسلم واستشهد بعد تسعة نفرٍ وكان هو العاشر.
o وبه قال: أخبرنا عبد الله بن محمدٍ القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود السجستاني، قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا سليمان بن كثيرٍ، قال: حدثنا الزهري، عن عطاء بن يزيد.
عن أبي سعيدٍ الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سئل أي المؤمنين أكمل إيماناً؟ قال: ((رجلٌ يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله، ورجلٌ يعبد الله في شعبٍ من الشعاب قد كفى الناس شره)).
o وبه قال: أخبرنا أحمد بن محمدٍ الآبنوسي البغدادي، قال: أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين، قال: حدثني أحمد بن سعيدٍ، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان بن زيادٍ الضبي، قال: حدثنا قاسم بن الضحاك، قال: حدثني معاوية بن سفيان المازني، قال: حدثنا إبراهيم بن سويدٍ النخعي، قال: سألت أبا حنيفة وكان لي مكرماً أيام إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، فقلت: أيهما أحب إليك بعد حجة الإسلام الخروج إلى هذا الرجل أو الحج؟ فقال غزوةٌ بعد حجة الإسلام أفضل من خمسين حجة.
o وبه قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفرٍ، قال: حدثني علي بن محمدٍ النخعي، قال: حدثني سليمان بن إبراهيم المحاربي، قال: حدثنا نصر بن مزاحمٍ المنقري، قال: حدثني إبراهيم بن الزبرقان التيمي، قال: حدثني أبو خالدٍ عمرو بن خالدٍ الواسطي، قال: حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده.(1/294)


عن علي (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((للشهيد سبع درجاتٍ.. فأولى درجةٍ من درجاته: أن يرى منزله من الجنة قبل خروج نفسه ليهون عليه ما به.
والثانية: أن تبرز له زوجته من حور الجنة فتقول له: أبشر يا ولي الله ما عند الله خيرٌ لك مما عند أهلك.
والثالثة: إذا خرجت نفسه جاءه خدمه من الجنة فولوا غسله وكفنوه وطيبوه من طيب الجنة.
والرابعة: أنه لا يهون على مسلمٍ خروج نفسه مثل ما يهون على الشهيد.
والخامسة: إنه يبعث يوم القيامة وجرحه يشخب مسكاً فيعرف الشهداء برائحتهم يوم القيامة.
والسادسة: إنه ليس أحدٌ أقرب منزلاً من عرش الرحمن من الشهيد.
والسابعة: إن لهم في كل جمعةٍ زورةٌ فيحيون تحية الكرامة ويتحفون بتحف الجنة فيقال: هؤلاء زوار الله)).
وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا عبيد الله بن معاذٍ، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعبة عن قتادة.
عن أنسٍ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ما من أحدٍ يدخل الجنة فيحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مراتٍ لما يرى من الكرامة)).
o وبه قال: أخبرنا أبو محمدٍ عبيد الله بن محمد الكرخي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلادٍ، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا جويبرٌ، عن الضحاك.
عن ابن عباسٍ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من قاتل دون ماله مظلوماً فهو شهيدٌ، ومن قاتل دون نفسه فهو شهيدٌ، ومن قاتل دون أهله فهو شهيدٌ، ومن قاتل دون جاره فهو شهيدٌ، وكل قتيلٍ في جنب الله فهو شهيدٌ)).(1/295)


o وبه قال: حدثنا أبو محمدٍ عبد الله بن محمدٍ القاضي ببغداد، قال: حدثنا أبو الحسن عبيد الله بن الحسين الكرخي الفقيه، قال: حدثنا محمد بن يحيى المروزي، قال: حدثنا عاصمٌ، قال: حدثنا قيس بن الربيع عن عمر مولى عنبسة القرشي، عن زيد بن علي، عن أبيه عن جده.
عن علي (عليهم السلام)، قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا بعث جيشاً من المسلمين إلى المشركين، قال: ((انطلقوا بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله، لا تقاتلوا القوم حتى تحتجوا عليهم، وأدعوا القوم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والإقرار بما جاء به من عند الله، فإن أجأبوكم فإخوانكم، وإن أبوا فناصبوهم حربا،ً واستعينوا بالله، ولا تقتلوا وليداً، ولا طفلاً، ولا امرأةً، ولا شيخاً كبيراً، ولا تغوروا عيناً، ولا تعقروا شجراً إلا شجراً يضركم (يعني يمنعكم قتالاً بينكم وبين أحدٍ من المشركين)، ولا تمثلوا بآدمي، ولا بهيمةٍ، ولا تغلوا، ولا تغدروا، وأي رجلٍ من أقصاكم وأدناكم أشار إلى رجلٍ من المشركين فأقبل إليه بإشارته فله الأمان حتى يسمع كلام الله، فإن قبل فأخوكم، وإن أبى فردوه إلى مأمنه، واستعينوا بالله، ولا تعطوا ذمة الله، ولا ذمتي؛ فإن ذمتي من ذمة الله، والمخفر لذمة الله لاقى الله وهو عليه ساخطٌ، أعطوا القوم ذمتكم وفوا لهم)).
o وبه قال: حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد بن إسماعيل البحري سنة خمسين وثلاثمائةٍ، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه، قرآءةً عليه بمصر سنة اثنتين وثلاثمائةٍ، قال: حدثنا أحمد بن يحيى الأودي، قال: حدثنا عبد الله بن موسى، عن أشعث بن سعيدٍ، عن عبد الله بن بشرٍ، عن أبي راشدٍ.(1/296)


عن علي بن أبي طالبٍ عليه السلام، قال: عممني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعمامةٍ، سدل طرفيها على منكبي، وقال: ((إن الله تبارك وتعالى أمدني يوم بدرٍ ويوم حنينٍ بملائكةٍ معتمين هذه العمة، وقال: إن هذه العمامة حاجزةٌ بين المسلمين وبين المشركين ثم تصفح الناس وبيده قوسٌ عربيةٌ فرأى رجلاً بيده قوسٌ فارسيةٌ فقال: ما هذه؟ ألقها وعليك بهذه وأشباهها ورماح القنا فإن بها يوثر الله الدين، ويمكنكم من البلاد)).
o وبه قال: حدثنا أبو الحسين علي بن محمدٍ البحري، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي عليه السلام، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أنس بن عياضٍ عن محمد بن أبي يحيى مولى الأسلميين.
أخبرني أبو كثيرٍ، قال: سمعت محمد بن عبد الله بن جحشٍ، وكانت له صحبةٌ، يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاه رجلٌ، فقال: يا رسول الله ما لي إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل؟ قال: ((الجنة)) فلما ولى الرجل قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ردوه))، فلما جاء قال: ((إن جبريل قال: إلا أن يكون عليك دينٌ)).
- قال السيد الإمام أبو طالبٍ: هذا محمولٌ على أنه كان مطالباً بالدين، وقادراً على قضائه.
o وبه قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبو محمدٍ عبد الله بن أحمد بن سلامٍ قال: أخبرني أبي قال: حدثنا محمد بن منصورٍ، قال: حدثنا محمد بن عبيدٍ، قال: حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن هشام بن عروة عن أبيه، عن أبي مراوحٍ.
عن أبي ذر، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: ((الإيمان بالله وجهادٌ في سبيله)).
o وبه قال: حدثنا أبو علي حمد بن عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو بكرٍ محمد بن قارنٍ، قال: حدثنا أبو معينٍ الحسين بن الحسن الطبركي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكيرٍ، قال: حدثنا مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ المقبري.(1/297)


عن عبد الله بن قتادة، عن أبيه أنه قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبرٍ أيكفر الله عني خطاياي؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((نعم))، فلما أدبر الرجل ناداه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو أمر به فنودي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كيف؟)) قلت: فأعاد قوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((نعم إلا الدين، كذلك قال لي جبريل عليه السلام)).
o وبه قال: أخبرنا محمد بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عياض بن زهيرٍ، قال:
حدثنا أنس بن مالكٍ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل مكة في عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة بين يديه وهو يقول:
قد أنزل الرحمن في تنزيله
خلوا بني الكفار عن سبيله
بأن خير القتل في سبيله(1/298)

68 / 100
ع
En
A+
A-