عن محمد بن إسحاق عن رجاله، قال جاء أبو جهلٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو جالسٌ عند الصفا فآذاه وشتمه فلم يكلمه صلى الله عليه وآله وسلم، وكان لعبد الله بن جدعان مولاةٌ في مسكنٍ لها فوق الصفا تسمع ذلك ثم انصرف عنه وعمد إلى نادي قريشٍ عند الكعبة فجلس معهم فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحاً قوسه راجعاً من قنصٍ له، وكان صاحب قنصٍ يرميه ويخرج له فإذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، فإذا فعل ذلك لم يمر على نادي قريشٍ إلا وقف وسلم وتحدث معهم وكان أعز قريشٍ وأشدها شكيمةً فلما مر بالمولاة وقد قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورجع إلى بيته قالت له: يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمدٌ آنفاً قبل أن تأتي من أبي الحكم بن هشامٍ وجده هاهنا جالساً فسبه وآذاه ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمدٌ فاحتمل حمزة الغضب فخرج سريعاً لا يقف على أحدٍ كما كان يصنع، فلما دخل المسجد نظر إلى أبي جهلٍ جالساً في القوم فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها ضربةً فشجه شجةً منكرةً، وقام رجال بني مخزومٍ لينصروا أبا جهلٍ، فقال أبو جهلٍ: دعوا أبا عمارة فإني والله لقد سببت ابن أخيه فأدار قوسه على رؤوسهم استخفافاً بهم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقرع بابه، فناداهٌ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((من هذا؟))، فقال: أنا عمك حمزة، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا عم ما تريد ممن لا عم له، ما تريد ممن لا أب له ما تريد ممن لا ناصر له من قومه؟!!)) فدمعت عينا حمزة وقال: افتح يا ابن أخي فما أتيتك حتى انتصرت لك ممن ظلمك فخرج إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: ((يا عم إنه لن يقبل ذلك منك إلا بقول لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فاتل علي شيئاً مما أوحى الله إليك، فتلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم آياتٌ من سورة الملك،(1/159)
فقال حمزة: يا ابن أخي هذا كلامٌ لا يشبه كلام المخلوقين، ثم قال: زدني فتلا عليه: ?حم، تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ الله العزيز الْعَلِيمِ، غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ?[غافر:1-3] فقال حمزة: يا ابن أخي وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك محمدٌ عبده ورسوله، وتم على إسلامه عليه السلام)).
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن علي الصوفي، قال: حدثنا محمد بن بلالٍ، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا هشيمٌ، قال:
حدثنا عوف بن يزيد الفارسي، قال: سمعت عبد الله بن العباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من مشى في حاجة أخيه المسلم فبالغ فيها قضيت أو لم تقض كتبت له عبادة سنةٍ)).
o وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا محمد بن علي بن دحيمٍ الشيباني، قال: حدثنا ابن أبي عزرة، قال: حدثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني عن يوسف بن منصورٍ، عن قتيبة، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن جده.
عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ثلاثٌ من كن فيه فقد استكمل خصال الإيمان: من الذي إذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق، ومن الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطلٍ، ومن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق)).
o وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالكٍ عن محمد بن منصورٍ، قال: حدثنا محمد ابن عمر الرازي [المازني] عن يحيى بن راشدٍ عن نوح بن قيسٍ.(1/160)
عن سلامة الكندي، قال: كان علي عليه السلام يقول: ((إن المؤمن إذا نظر اعتبر، وإذا سكت تفكر، وإذا تكلم ذكر، وإذا استغنى شكر، وإذا أصابته شدةٌ صبر، فهو قريب الرضى بعيد السخط يرضيه عن الله عز وجل اليسير نيته في الخير مغموسةٌ ينوي كثيراً من الخير فيتلهف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به.
والمنافق إذا نظر لهى، وإذا سكت سهى، وإذا تكلم لغا، وإذا أصابته شدةٌ طغى، فهو قريب السخط بعيد الرضى يسخطه من الله اليسير، ولا يرضيه الكثير، نيته في الشر مغموسةٌ، ينوي كثيراً من الشر ويعمل بطائفةٍ منه فيتلهف على كثير ما فاته من الشر كيف لم يعمل به، وعلى لسان المؤمن نورٌ يسطع، وعلى لسان المنافق شيطانٌ ينطق)).
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن إسماعيل الفقيه رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضوان الله عليه سنة اثنتين وثلاثمائةٍ، قال: أخبرنا محمد بن علي بن خلفٍ، قال: حدثنا يحيى بن هاشمٍ الغساني عن ابن أبي ليلى عن عطية العوفي.
عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله))، ثم قرأ: ?إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ?[الحجر:75].
o وبه قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، قال: حدثنا أبو عثمان سعيد بن إبراهيم بن داود البصري بمصر، قال: حدثنا الحسن بن علي بن راشدٍ قال: حدثنا هشيمٌ عن منصور بن زاذان عن الحسن.
عن عمران بن الحصين، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: ((الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذار من الجفاء والجفاء في النار)).
o وبه قال: أخبرنا محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثنا أبو خالدٍ يزيد بن القاسم بن طهمان، قال: حدثنا أبو نصرٍ التمار، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيدٍ، عن حميدٍ.(1/161)
عن أنسٍ أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السوء)).
o وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا محمد بن هارون، قال: حدثنا سعد بن جعفر بن الفضل العباداني، قال: حدثنا أحمد بن سعيدٍ عن إسحاق بن بشرٍ عن ابن أبي عروبة، عن قتادة عن الحسن.
عن عبد الله بن مسعودٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لا يكون المرء مؤمناً حتى يكون وصولاً، ولا يكون مسلماً حتى يسلم الناس من يده ولسانه، ولا يكون عالماً حتى يكون بالعلم عاملاً، ولا يكون عابداً حتى يكون ورعاً، ولا يكون ورعاً حتى يكون زاهداً أطال الصمت وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب)).
o وبه قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن بدرٍ الكرخي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلادٍ، قال: حدثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن زيد بن سلامٍ، عن جده منظور.
عن أبي أمامة أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما الإيمان؟، قال: ((إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمنٌ)). قال: فما الإثم؟ قال: ((إذا حك في نفسك شيءٌ فدعه)).
o وبه قال: أخبرنا محمد بن بندارٍ الآملي قال: حدثنا الحسن بن سفيان النسوي قال: حدثنا قتيبة عن مالكٍ.(1/162)
عن أبي سهيلٍ عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أهل نجدٍ ثائر الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، فقال: هل علي غيرهن؟ قال: لا إلا أن تتطوع، وصيام شهر رمضان، فقال: هل علي غيره؟ قال: لا إلا أن تتطوع، وذكر له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الزكاة، فقال: هل علي غيرها قال: لا إلا أن تتطوع، فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفلح إن صدق)).
o وبه قال: أخبرنا محمد بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حرملة، قال: حدثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنا الليث بن سعدٍ عن يحيى بن سعيدٍ عن خالد بن أبي عمران.
عن ابن عباسٍ، قال: سمعت جابراً يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون عند فساد الناس)).
o وبه قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا أبو سعيدٍ عبدالرحمن بن سليمان النقاش، ومحمد بن يزداد قالا: حدثنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الملك، قال: حدثنا يحيى بن بكيرٍ، قال: حدثني ابن لهيعة، قال: حدثني بكر بن سوادة.
عن سهل بن سعد الساعدي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن أعجب الناس إلي رجلٌ يؤمن بالله ورسوله يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعمر ماله ويحفظ دينه ويعتزل الناس)).
o وبه قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا محمد بن يزداد قال: حدثنا أبو حاتمٍ الرازي، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا الأعمش عن زيد بن وهبٍ عن عبد رب الكعبة.(1/163)