- وبه قال: روى علي بن الحسين المعروف بأبي الفرج الأصبهاني، قال: حدثني علي بن إبراهيم العلوي، قال: كتب إلي محمد بن موسى بن حمادٍ أن محمد بن مسعودٍ حدثه، قال: أخبرني عمر بن عثمان الزهري أن بكار بن عبد الله الزبيري وهو يلي المدينة وجه إلى محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (عليهم السلام) وقد ورد سويقه ليصوم شهر رمضان في منزله، فجاءه الرسول فأخذه ومضى به إلى الحبس وجعل يتبعه برسولٍ بعد رسولٍ يأمر بالتضييق عليه فالتفت إلى الرسول، وقال قل لصاحبك: فإني من القوم الذين يزيدهم قسواً وبأساً شدة الحدثان.
فلم يزل محبوساً، ثم أخرجه، وقال: من يكفل بك؟ فقال الجماعة، فقال بعضهم: لسنا نكفل بمن عصى أمير المؤمنين فوثب وأنشأ يقول:
وما العود إلا نابتاً في أرومةٍ .... أبى صالب العيدان أن يتفطرا
بنو الصالحين الصالحون ومن يكن .... لآباء صدقٍ يلقهم حيث سيرا
- وبه قال: روى أبو الفرج علي بن الحسين المعروف بابن الأصبهاني، قال: حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، قال: حدثني عمي، عن القاسم بن أبي شيبة، عن أبي نعيمٍ، قال: حدثني من شهد عيسى بن زيدٍ رضوان الله تعالى عليه لما انصرف من وقعة باخمرى وقد خرجت عليه لبوةٌ معها أشبالها فعرضت الطريق وجعلت تحمل على الناس فنزل عيسى بن زيد (عليهما السلام) فأخذ سيفه وترسه، ثم برز إليها فقتلها، فقال له مولى له: أيتمت أشبالها يا سيدي، قال: فضحك وقال: نعم أنا مؤتم الأشبال، قال: فلزمه هذا الاسم فكان بعد ذلك إذا أراد أصحابه أن يذكروه كنوا عنه فقال: قال مؤتم الأشبال كذا، وفعل مؤتم الأشبال فيخفي أمره.
o وبه قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبو القاسم حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا جعفر بن سلمة بن أحمد الأصبهاني، قال: حدثني إبراهيم بن محمدٍ الثقفي، قال: حدثنا محمد بن مروان القطان، عن أبان بن عثمان، قال: حدثني طلحة، عن عكرمة.(1/129)
عن ابن عباسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أيها الناس أوصيكم بعترتي أهل بيتي خيراً فإنهم لحمتي وفصيلتي فاحفظوا منهم ما تحفظون مني)).
وبه قال: حدثنا القاضي أبو محمدٍ عبد الله بن محمدٍ، قال: حدثنا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن حماد العسكري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصورٍ، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثنا منصور بن أبي الأسود، قال: حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ ثوباً فجلله على علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، ثم قرأ هذه الآية: ?إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا?[الأحزاب:33]، فجئت لأدخل معهم، فقال: ((مكانك إنك على خيرٍ)).
- وبه قال الناصر للحق الحسن بن علي عليه السلام في كتابه كتاب الإمامة المسمى كتاب (الدلائل الواضحة والحجج الناصحة): ولقد كان أول قتيلٍ قتل من المسودة الفجرة بين يدي محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية عليه السلام اشترك في قتله موسى وعبد الله ابنا جعفر بن محمدٍ (عليهما السلام) وكانا حاضرين معه جميع جهاده حتى قتل وأعطياه بيعتهما مختارين متقربين إلى الله تبارك وتعالى بذلك واستأذنه أبو عبد الله جعفر بن محمدٍ (عليهما السلام) لسنه وضعفه في الرجوع إلى منزله بعد أن خرج معه فأذن له.
o وبه قال: حدثنا أبو سعيدٍ عبيد الله بن محمدٍ الكرخي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلادٍ، قال: حدثنا الحارث بن محمدٍ بن أبي أسامة، قال: حدثنا أبو النضر، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيبٍ.(1/130)
عن سعيدٍ بن أبي هندٍ أن أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالبٍ حدثه أن أم هاني بنت أبي طالبٍ حدثته، قالت: لما كان عام الفتح فر إليها رجلان من بني مخزومٍ فأجارتهما فدخل علي عليه السلام عليهما، فقال: لأقتلنهما قالت: فلما سمعته يقول ذلك أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بأعلى مكة فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحب بي، وقال: ((مرحباً بك يا أم هاني))، فقلت: يا رسول الله قد أمنت رجلين من أحمائي فأراد علي (عليه السلام) قتلهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قد أجرنا من أجرت)). ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى غسله فسترته فاطمة عليها السلام، ثم أخذ ثوبه فالتحف به، ثم صلى ثمان ركعاتٍ.
- وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى إملاءً، قال: أخبرنا أبو زيدٍ عيسى بن محمدٍ العلوي، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا شعيب، عن طاهر بن عبيدٍ، عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (عليهم السلام) أنه سئل، عن أخيه محمدٌ عليه السلام أهو المهدي الذي يذكر؟ فقال: المهدي عدةٌ من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم وعده أن يجعل من أهله مهدياً لم يسمه بعينه ولم يوقت زمانه وقد قام أخي لله بفريضته عليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن أراد الله تعالى أن يجعله المهدي الذي يذكر فهو فضلٌ من الله يمن به على من يشاء من عباده، وإلا فلم يترك أخي فريضة الله عليه لانتظار ميعاد لم يؤمر بانتظاره.(1/131)
- وبه قال: أخبرنا أبي قال: أخبرني أبو محمدٍ الحسن بن محمد بن يحيى العقيقي، قال: حدثني جدي أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر العقيقي ـ يعني صاحب كتاب الأنساب ـ قال: كان محمد بن جعفر بن محمدٍ (عليهم السلام) سخياً شجاعاً وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً، قال: وسمعت موسى يقول: كان رجلٌ قد كتب كتاباً في أيام أبي السرايا يشتم آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى ذكر فاطمة عليها السلام فجاء الطالبيون فقرأوه عليه فلم يرد عليهم جواباً، حتى دخل بيته فخرج عليهم، وقد لبس الدرع وتقلد السيف ودعا إلى نفسه، وتسمى بالخلافة، قال: وسمعت إبراهيم بن يوسف يقول: كان محمدٌ بن جعفرٍ عليه السلام يقول: أصاب إحدى عيني شيءٌ فاستبشرت به وقلت: إني لأرجو أن أكون القائم فلقد بلغني أن في إحدى عينيه يكون شيءٌ، وأنه يدخل في هذا الأمر وهو كارهٌ له.
- قال: وسمعت مؤملاً يقول: رأيت محمد بن جعفر يخرج إلى الصلاة بمكة في شبيه ثمانين رجلاً من الجارودية عليهم ثياب الصوف، وسيماء الخير فيهم ظاهرٌ.
- قال: وسمعت بعض أصحابنا يقول: كان المأمون قد أمنه وكان معه بخراسان وكان محمد بن جعفرٍ (عليهما السلام) يركب إلى دار الخلافة في أولئك الطالبيين الذين خرجوا على المأمون وكانوا يركبون معه محتفين به فخرج توقيع المأمون إليهم بأن لا يركبوا مع محمد بن جعفر واركبوا مع عبد الله بن الحسين فأبوا أن يركبوا معه ولزموا منازلهم فخرج التوقيع إليهم أن اركبوا مع من أحببتم.(1/132)
- قال: وحدثني داود بن المبارك، قال: توفى محمد بن جعفر بن محمدٍ وهو مع المأمون فركب المأمون ليشهده فلقيهم قد خرجوا به فلما نظر إلى السرير نزل ودخل بين العمودين فلم يزل بينهما حتى وضع وتقدم فصلى عليه وحمل، فلم يزل في قبره حتى بنى عليه، ثم قام على القبر فقام عبيد الله بن الحسين ودعا له، وقال: إنك يا أمير المؤمنين قد تعبت فلو ركبت، فقال المأمون: هذه رحمٌ مجفوةٌ منذ مائتي سنةٍ، قال إسماعيل بن محمد بن جعفر: قلت لأخي وهو إلى جنبي: لو كلمناه في دينه فلا نجده في وقتٍ أقرب منه في وقتنا هذا فابتدأنا، فقال: كم ترك أبو جعفرٍ من الدين، قلنا: خمسةً وعشرين ألف دينارٍ، قال: فقد قضى الله عنه.
- قال: وسمعت داود بن المبارك يقول: قد ترجل له إسماعيل بن محمد بن جعفر في ركبةٍ ركبها فسأل عنه، فقيل: هذا إسماعيل بن محمد بن جعفرٍ. قال الشيخ بن الشيخ: فأمر له بالخمسة وعشرين ألف دينارٍ التي لدين أبيه فصك له بها إلى الأهواز فقبض بها الأرز فغلا الأرز فباعه بخمسين ألف دينارٍ.(1/133)