- وبه قال: حدثني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون بن المنجم، قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، حدثني محمد بن إسحاق البغوي، قال: حدثني مصعب الزبيري، قال: لما ولى أبو جعفرٍ المنصور عبد الله بن الحسن المدينة فصعد المنبر يوم الجمعة فكان أول ما بدأ به قبل الخطبة أن قال:
أين الملوك التي كانت مسلطنةً .... حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
- قال السيد أبو طالبٍ الحسني: إن كان الراوي عني بعبد الله بن الحسن عبد الله بن الحسن بن الحسن (عليهم السلام) فإنه غلطٌ فاحشٌ لأنه عليه السلام ما ولي لأبي جعفرٍ قط وكان أحسن ديناً وأكثر فضلاً وعلماً وأرفع نفساً وأشد انحرافاً عنه من أن يلي له، وإنما ولي بالمدينة من جهته من أهل هذا البيت الحسن بن زيد بن الحسن مدةً، ولعل الراوي التبس عليه أحد الاسمين بالآخر.
o وبه قال: حدثنا أبو محمدٍ عبد الله بن محمدٍ الأسدي القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى عن سفيان، قال: حدثني عاصم بن عبد الله، عن عبد الله بن أبي رافع.
عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أذن في أذن الحسن عليه السلام حين ولدته فاطمة -عليها السلام- بالصلاة.(1/124)


- وبه قال: أخبرنا أبو العباس الحسني، قال: حدثنا عبد العزيز بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن عطية الصفار، قال: حدثني جعفر بن محمدٍ السدوسي، قال: حدثني الحسين بن علوانٍ، قال: حدثني أبو خالدٍ الواسطي، قال: لقيت محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (عليهم السلام) قبل ظهوره فقلت: يا سيدي، متى يكون ظهور هذا الأمر؟ فقال لي: وما يسرك منه يا أبا خالدٍ؟ فقلت له: يا سيدي وكيف لا أسر بأمرٍ يخزي الله به أعداءه وينصر به أولياءه، فقال لي: يا أبا خالدٍ أنا خارجٌ وأنا والله مقتولٌ والله ما يسرني أن الدنيا بأسرها لي عوضًا عن جهادهم، يا أبا خالدٍ إن امرءاً مؤمناً لا يصبح حزيناً ويمسي حزيناً مما يعاين من أعمالهم إنه لمغبونٌ مفتونٌ، قال: قلت: يا سيدي والله إن المؤمن لكذلك ولكن كيف بنا ونحن مقهورون مستضعفون خائفون لا نستطيع لهم تغييراً؟ فقال: يا أبا خالدٍ إذا كنتم كذلك فلا تكونوا لهم جمعاً وانفذوا من أرضهم.
o وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: حدثنا أبو العباس الفضل بن الفضل الكندي، قال: حدثنا محمد بن سهل بن ميمونٍ العطار، قال حدثنا عبد الله بن محمدٍ البلوي، عن إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، عن أبيه، عن زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن جده الحسين بن علي.
عن علي (عليهم السلام)، قال: بايعت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنت أبايع له على السمع والطاعة في اليسر والعسر، وفي أن نقيم ألسنتنا على العدل، وفي أن لا تأخذنا في الله لومة لائمٍ فلما ظهر الإسلام وكثر أهله، قال: يا علي ألحق فيها على أن تمنعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذريته من بعده مما منعتم منه أنفسكم وذراريكم. فقال علي عليه السلام: فوضعتها والله على رقاب القوم وفى بها لله من وفى وهلك بها من هلك.(1/125)


- وبه قال: ذكر أبو العباس الحسني رحمه الله تعالى أن العلماء الذين بايعوا يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (عليهم السلام) هم: عبد ربه بن علقمة، ومحمد بن إدريس الشافعي، ومحمد بن عامرٍ، ومخول بن إبراهيم، والحسن بن الحسين العرني، وإبراهيم بن إسحاق، وسليمان بن جريرٍ، وعبد العزيز بن يحيى الكناني، وبشر بن المعتمر، وفليت بن إسماعيل، ومحمد بن أبي نعيمٍ، ويونس بن إبراهيم، ويونس البجلي، وسعيد بن خثيمٍ.
وبه قال: أنشدانا للناصر للحق عليه السلام:
واهاً لنفسي من حيارى واهاً .... كلفتها الصبر على بلواها
وسوغ مر الحق مذ صباها .... ولا أرى إعطاءها هواها
أريد تبليغاً بها علياها .... في هذه الدنيا وفي أخراها
بكل ما أعلم يرضي الله
- وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمدٍ الحسني، قال: حدثنا عيسى بن مهران، قال: حدثنا أرطأة بن حبيب الأسدي، قال: قيل لإبراهيم بن أبي يحيى المدني: قد رأيت محمداً وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن (عليهما السلام) فأيهما كان أفضل؟، قال إبراهيم بن أبي يحيى المدني: والله لقد كانا فاضلين، شريفين، كريمين، عابدين، عالمين، زاهدين، وقد كان إبراهيم يقدم أخاه محمداً عليه السلام ويفضله، وكان محمدٌ عليه السلام يعرف لإبراهيم فضله، وقد مضيا شهيدين (صلوات الله عليهما).(1/126)


- وبه قال: روى أبو عبد الله محمد بن يزيد المهلبي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: صرت إلى أحمد بن عيسى بن زيدٍ وهو متوارٍ بالبصرة، فقال لي لما طلبنا هارون يعني الملقب بالرشيد: خرجت أنا والقاسم بن إبراهيم وعبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن فتفرقنا في البلاد فوقعت إلى ناحية الري، ووقع عبد الله بن موسى إلى الشام، وخرج القاسم بن إبراهيم إلى اليمن فلما توفي هارون اجتمعنا في الموسم فتشاكينا ما مر علينا.
- فقال القاسم عليه السلام: أشد ما مر بي أني لما خرجت من مكة أريد اليمن صرت في مفازةٍ لا ماء فيها ومعي بنت عمي وهي زوجتي وبها حبلٌ فجاءها المخاض في ذلك الوقت فحفرت لها حفرةً لتتولى أمر نفسها في ذلك الوقت وضربت في الأرض أطلب لها ماءً فرجعت وقد ولدت غلاماً، وأجهدها العطش فألححت في طلب الماء فرجعت إليها وقد ماتت والصبي حي، فكان بقاء الغلام أشد علي من وفاة أمه فصليت ركعتين ودعوت الله عز وجل أن يقبضه فما فرغت من دعائي حتى مات.
- وشكى عبد الله بن موسى أنه خرج من بعض قرى الشام وقد حث عليه الطلب وأنه صار إلى بعض المسالح وقد تزيا بزي الأكرة والفلاحين، فسخره بعض الجند وحمل على ظهره شيئاً، وكان إذا أعيى ووضع ما على ظهره للاستراحة ضربه ضرباً شديداً، وقال: لعنك الله ولعن من أنت منه.(1/127)


- وقال أحمد بن عيسى: وكان من غليظ ما نالني أني صرت إلى ورزنين ومعي ابني محمدٌ وتزوجت إلى بعض الحاكة هناك وتكنيت بأبي حفصٍ الجصاص، فكنت أغدو وأقعد مع بعض من آنس به من الشيعة، ثم أروح إلى منزلي كأني قد عملت يومي وولدت المرأة بنتاً وتزوج ابني محمدٌ إلى بعض موالي لعبد القيس هناك فأظهر مثلما أظهرته فلما صار لابنتي نحو عشر سنين طالبني أخوالها بتزويجها برجلٍ من الحاكة له فيهم قدرٌ فضقت ذرعاً بما دفعت إليه وخفت من إظهار نسبي، وألح القوم علي في تزويجها ففزعت إلى الله تعالى وتضرعت إليه في أن يختار لها ويقبضها ويحسن علي الخلف، فأصبحت الصبية عليلةً، ثم ماتت من يومها فخرجت مبادراً إلى ابني محمدٍ أبشره، فلقيني في الطريق وأعلمني أنه ولد له ابنٌ، فسميته علياً وهو بناحية ورزنين لا أعرف له خبراً للاستتار الذي أنا فيه.
- قال السيد أبو طالبٍ الحسني: هذا الخبر هو طريق إثبات علي بن محمدٍ صاحب البصرة.
o وبه قال: أخبرنا أبو العباس الحسني رحمه الله تعالى، قال: حدثنا عبد العزيز بن إسحاق، قال: حدثني أبو صالحٍ أحمد بن يوسف، قال:
حدثني نصر بن حماد، قال: سمعت شعبةً يقول: حين ظهر إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (عليهم السلام) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((مثل أهل بيتي في أمتي مثل النجوم كلما أفل نجمٌ طلع نجمٌ)).(1/128)

34 / 100
ع
En
A+
A-