عن علي (عليهم السلام)، قال: زارنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعملنا له خزيرةً، ثم أهدت إلينا أم أيمن قعباً من لبنٍ وزبداً وصحفةً من تمرٍ فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأكلنا معه، ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمسح رأسه ووجهه ولحيته بيده، ثم استقبل القبلة فدعا الله جل ذكره ما شاء، ثم أكب إلى الأرض بدموعٍ غزيرةٍ مثل المطر، ثم أكب إلى الأرض ففعل ذلك ثلاث مراتٍ فهبنا أن نسأله صلى الله عليه وآله وسلم فوثب الحسين [عليه السلام] فأكب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكى فضمه إليه وقال له: ((بأبي أنت وأمي وما يبكيك؟ فقال: يا أبت إني رأيتك تصنع ما لم تصنع مثله، فقال: يا بني، إني سررت بكم اليوم سروراً لم أسر بكم قبله وإن حبيبي جبريل أتاني فأخبرني بأنكم قتلى وأن مصارعكم شتى فحزنني ذلك فدعوت الله لكم فقال الحسين [عليه السلام]: يا رسول الله من يزورنا على تشتتنا وتباعد قبورنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طائفةٌ من أمتي يريدون بذلك بري وصلتي إذا كان يوم القيامة زرتهم بالموقف فأخذت بأعضادهم فأنجيتهم من أهوالها وشدائدها)).
o وبه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم القاضي ببغداد، قال: حدثنا عمر بن حسنٍ القاضي، قال: حدثنا الحسن بن سلامٍ، قال: حدثنا أبو غسانٍ، قال: حدثنا فضيل بن مرزوقٍ، قال: حدثني عطية العوفي.
عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: حدثتني أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال لفاطمة عليها السلام: ((ائتيني بزوجك وابنيك))، قال: فجاءت بهم فألقى عليهم كساءً فدكيا، ثم قال: ((اللهم إن هؤلاء آل محمدٍ اللهم فاجعل شرائف صلواتك وبركاتك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ، قالت أم سلمة فرفعت الكساء لأدخل فدفعني وقال: إنك على خيرٍ)).(1/109)
- وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن سليمان البجلي، عن أحمد بن سلامٍ، عن محمدٍ بن سعيدٍ الرازي، عن إدريس بن محمدٍ، عن عبد الرحمن بن أبي حدردٍ، وكان من موالي عبد الله بن الحسن، قال: سألته عن الحسين صاحب فخ عليه السلام كيف كان خروجهم، قال: كانوا يستعينون على هذا الأمر بالكتمان حتى كنت لا أدري في أي شيءٍ هم، وعلى أي يومٍ هم حتى كانت عشية الجمعة ليلة السبت فدخل يحيى بن عبد الله عليه السلام المسجد، فصلى وراء المنبر ركعتين ودنا من القبر فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبكى ولم أكن أراه يبكي في ذلك الموضع قبل ذلك وجعل يمشي في المسجد ويقول: يا عبد الرحمن:
ومضى رجالٌ صالحون ولم يروا .... حقاً لطاعة آثمٍ مغرور
وبقيت بعدهم أروع جاهداً .... أبدي تقية خائفٍ مقهور
ليس الجبان بمفلتٍ من يومه .... والموت مدرك روع كل فرور
- وبه قال: حدثني أبي رحمه الله تعالى أخبرني الحسن بن محمد بن يحيى العقيقي، قال: حدثني جدي -يعني يحيى بن الحسن صاحب كتاب الأنساب- قال: قال إسماعيل: دخل موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام يوماً على الرشيد فلما أراد أن يخرج من عنده عثر بالبساط فسقط فضحك العباسيون وضحك هارون فقام والتفت إلى هارون، إنه ضعف صومٍ لا ضعف سكرٍ.
- وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن سلمة بن الخطاب، عن معاوية بن الحكم، عن محمد بن موسى، عن الطيالسي، قال لما قتل أبو جعفرٍ الخليفة محمداً وإبراهيم وجه شيبة بن عقالٍ إلى الموسم لينال من آل أبي طالبٍ فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن علي بن أبي طالبٍ شق عصا المسلمين وخالف أمير المؤمنين، وأراد هذا الأمر لنفسه فحرمه الله أمنيته وأماته بغصته، ثم هؤلاء ولده يقتلون وبالدماء يخضبون.(1/110)
فقام إليه رجلٌ فقال: الحمد لله رب العالمين ونصلي على محمدٍ وأنبيائه المرسلين، أما ما قلت من خيرٍ فنحن أهله، وأما ما قلت من شر فأنت به أولى وصاحبك به أحرى، يا من ركب غير راحلته وأكل غير زاده أرجع مأزوراً، ثم أقبل على الناس فقال: أخبركم بأبخس من ذلك ميزاناً وأبين منه خسراناً من باع آخرته بدنيا غيره وهو هذا، ثم جلس.
فقال الناس: من هذا؟ فقيل: جعفر بن محمدٍ (عليهما السلام).
- وبه قال: أخبرنا أبو العباس الحسني رحمه الله تعالى، قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الجريري، قال: حدثنا أبو حاتمٍ محمد بن إدريس، قال: حدثنا أبو بكرٍ عبد الله بن محمد بن أبي معشرٍ.
عن أبي نوحٍ الأنصاري، قال: وقعت نارٌ في بيتٍ فيه علي بن الحسين (عليهما السلام) وهو ساجدٌ فجعلوا يقولون: يا ابن رسول الله النار، يا ابن رسول الله النار فلا يأبه لذلك حتى أطفئت فقيل له بعد ذلك: ما ألهاك عنا؟ قال: ألهتني عنها النار الكبرى التي لا يموت فيها أحدٌ ولا يحيى.
- وبه قال: أخبرنا أبي، قال: حدثنا أبو محمدٍ الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن العقيقي، قال: حدثني جدي يحيى بن الحسن يعني صاحب كتاب الأنساب، قال: حدثني غسان بن أبي غسانٍ، عن أبيه.
عن عيسى بن عبد الله، قال: مر حسن بن حسن بن حسنٍ على إبراهيم بن حسن بن حسنٍ (عليهم السلام) وهو يعلف إبلاً له، فقال له: أتعلف إبلك وعبد الله بن الحسن محبوسٌ؟ أطلق عقلها يا غلام فأطلقها وصاح في أدبارها فذهبت فلم يوجد منها واحدةٌ.(1/111)
- وبه قال: حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي الآبنوسي، قال: حدثنا أبو الفرج علي بن الحسين المعروف بابن الأصبهاني، قال: حدثني علي بن العباس، قال: حدثني أحمد بن يحيى، قال: حدثني عبد الله بن مروان بن معاوية، قال: سمعت محمد بن جعفر بن محمدٍ (عليهم السلام) في دار الإمارة يقول: رحم الله أبا حنيفة لقد تحققت مودته لنا في نصرته زيد بن علي عليه السلام وفعل الله بابن المبارك في كتمانه فضائلنا ودعا عليه.
- وبه قال: حدثني أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: حدثني أبو الفرج علي بن الحسين بن مروان الدمشقي إملاءً، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن ميسرة، قال: حدثنا محمد بن زيادٍ المكي المعروف بابن الأعرابي، قال: حدثنا المفضل بن محمدٍ الضبي، قال: كان إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (عليهم السلام) متوارياً عندي بالبصرة، فقال لي: إنك تخرج وتتركني ويضيق صدري، فأخرج إلي شيئاً من كتبك فأخرجت إليه شيئاً من الشعر فاختار منه سبعين قصيدةً، ثم أتبعتها أنا بسائر اختياري فالسبعون من أول الاختيارات اختياره والباقي اختياري فلما كان يوم خروجه خرجت معه، فأتى دار جعفر بن سليمان فأمنهم وأخرج إليه صبيان من صبيانهم، فقال: هؤلاء منا وإلينا غير أن آبائهم قطعوا أرحامنا وابتزوا أمرنا، وسفكوا بغير حق دماءنا، ثم أنشد:
مهلاً بني عمنا ضلامتنا .... إن بنا سورةٌ من الغلق
لمثلكم تحمل السيوف ولا .... تغمز أنسابنا من الرنق
إني لأنمى إذا انتميت إلى .... عز عزيزٍ ومعشرٍ صدق
بيضٌ سباطٍ كان أعينهم .... تكحل يوم الهياج بالزرق(1/112)
فقلت: يا ابن رسول الله ما أفحل هذه الأبيات وأحسنها فمن قائلها؟ فقال: هذه قائلها ضرار بن الخطاب الفهري يوم الخندق وتمثل بها علي عليه السلام أيام صفين، والحسين يوم الطف، وزيدٌ يوم السبخة، ويحيى بن زيدٍ يوم الجوزجان، ونحن اليوم، قال: فتطيرت له من تمثله بأبياتٍ ما تمثل بها إلا قتيلٌ.
- وبه قال: أخبرنا أبو العباس الحسني رحمه الله تعالى، قال: حدثني أبو زيدٍ العلوي، قال: حدثني أحمد بن سهلٍ، قال: حدثني القاسم بن إبراهيم، عن أبيه عن جده (عليهم السلام)، قال: عوتب الحسين بن علي صاحب فخ عليه السلام فيما كان يعطي وكان من أسخى العرب والعجم فقال: والله ما أظن أن لي في ما أعطي أجراً فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأن الله يقول: ?لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ?[آل عمران:92] والله ما هو عندي وهذه الحصاة إلا بمنزلةٍ، يعني المال.
- وبه قال: حكى مشايخنا أن الداعي الحسن بن زيدٍ رحمه الله بلغه أن قوماً قالوا فيه: إنه ميناثٌ لا عقب له لصلبه فمن يرث ملكه فأنشأ يقول:
من جرد السيف خاف الناس سطوته .... ومن أبى الضيم لم يعرض له أحد
قالوا: عقيمٌ فلم يولد له ولدٌ .... والمرء يخلفه في أهله ولد
فقلت: من علقت بالسيف همته .... عاف النساء ولم يكثر له عدد
- وبه قال: حدثني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون المنجم، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا البغوي، قال: حدثنا الرياشي، قال: أخبرنا الأصمعي، قال: رأيت قبر هشام بن عبد الملك لعنه الله تعالى بالرصافة منبوشاً وكان بنو العباس لما قامت نبشته وأخرج كما دفن وكانوا طلوه بشيءٍ لكي لا يبلى إلا أنه كان بان شيءٌ منه من البلى فأحرقته بنو العباس بعد ست أو سبع سنين من موته.(1/113)