- وبه قال: روى أبو الفرج علي بن الحسين المعروف بابن الأصبهاني، قال: حدثني علي بن العباس، قال: حدثني إسماعيل بن إسحاق الراشدي، قال: حدثنا الحسن بن الحسين، قال: حدثني أبو معمرٍ سعيد بن خثيمٍ، قال: كان زيد بن علي وعبد الله بن الحسن (عليهما السلام) يتناظران في صدقات علي عليه السلام ويتحاكمان فيها فإذا قاما أسرع عبد الله إلى دابة زيدٍ عليه السلام فأمسك له الركاب.
- وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: حدثنا عبدالعزيز بن إسحاق الكوفي، قال: حدثني عبد الرحمن بن محمدٍ التميمي، قال: حدثنا العباس بن الفرج، قال: حدثنا فهر بن عوفٍ، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: كان سفيان الثوري زيدياً وكان إذا ذكر زيد بن علي (عليهما السلام)، يقول: بذل مهجته لربه وقام بالحق لخالقه، ولحق بالشهداء المرزوقين من آبائه، قال أبو عوانة: وكان زيد بن علي يرى الحياة غراماً وكان ضجراً بالحياة.
- وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر، قال: حدثني علي بن الوليد، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن رجلٍ من أهل المدينة يقال له: البانكي، قال: خرجت أنا وزيد بن علي (عليهما السلام) إلى العمرة فلما فرغنا من عمرتنا أقبلنا فلما كنا بالعرج أخذنا طريقاً، فلما استوينا على رأس الثنية نصف الليل استوى الثريا على رؤوسنا فقال لي زيد بن علي (عليهما السلام): يا بانكي أترى الثريا ما أبعدها أترى أن أحداً يعرف بعدها؟ قلت: لا، قال: فوالله لو وددت أن يدي ملتصقةٌ بها ثم أفلت حتى وقعت حيث وقعت وأن الله أصلح بي أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.(1/104)
- وبه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن إسماعيل الفقيه رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضي الله عنه، قال: حدثنا بشر بن هارون، قال: حدثنا جرير بن هارون بن عيسى، قال: حدثني جدي، عن مغيرة الضبي، قال: كان سلمة بن كهيلٍ أشد الناس على زيد بن علي (عليهما السلام) ينهاه عن الخروج وينهى الناس عن الخروج معه فلما قتل رأيته عند خشبته يبكي وقد انحنى ويقول: لو نصرته، لو قتلت معه، لو ذببت عنه.
- وبه قال: أخبرنا أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق الكوفي، قال: حدثني محمد [الواسطي]، قال: حدثني محمد بن زكريا المكي، قال: حدثنا عمرو بن شمرٍ، عن جابرٍ الجعفي، قال: قال لي محمد بن علي (عليهما السلام): إن أخي زيد بن علي (عليهما السلام) خارجٌ ومقتولٌ وهو على الحق فالويل لمن خذله، والويل لمن حاربه، والويل لمن يقتله، قال جابرٌ: فلما أزمع زيد بن علي (عليهما السلام) الخروج قلت له إني سمعت أخاك يقول كذا وكذا فقال لي: يا جابر لا يسعني أن أسكت وقد خولف كتاب الله تعالى وتحوكم بالجبت والطاغوت وذلك أني شهدت هشاماً ورجلٌ عنده يسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت للسباب له: ويلك يا كافر أما إني لو تمكنت منك لاختطفت روحك وعجلتك إلى النار، فقال لي هشام: مهٍ، عن جليسنا يا زيد، فوالله لو لم يكن إلا أنا ويحيى ابني لخرجت عليه وجاهدته حتى أفنى.
- وبه قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن عيسى الواسطي، قال: حدثنا هارون بن سعيدٍ، قال: حدثنا هشام بن محمدٍ، قال: حدثني أبو مخنفٍ، قال: قيل: لجعفر بن محمدٍ (عليهما السلام): ما الذي تقول في زيد بن علي وخروجه على هشامٍ فقال جعفر عليه السلام: قام زيد بن علي مقام صاحب الطف -يعني الحسين بن علي (عليهما السلام)-.(1/105)
- وبه قال: روى أصحاب الأخبار أن الزهري دخل على هشامٍ بعد قتل زيد بن علي (عليهما السلام) فقال له هشام: إني ما أراني إلا أوبقت نفسي، فقال الزهري: وكيف ذلك؟ فقال: أتاني آتٍ فقال: إنه ما أصاب أحدٌ من دماء آل محمدٍ شيئاً إلا أوبق نفسه من رحمة الله، قال: فخرج الزهري وهو يقول: أما والله لقد أوبقت نفسك من قبل ذلك وأنت الآن أوبق.
- وبه قال: أخبرنا أحمد بن محمدٍ البغدادي الآبنوسي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا حسن بن حسين الأنصاري، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، قال: كنت مع زيد بن علي (عليهما السلام) حين بعث بنا هشام إلى يوسف متاعكم، فقال له أبي: ما تريد أن تصنع؟
قال: أريد أن أرجع إلى الكوفة فوالله لو علمت أن رضا الله عز وجل عني في أن أقدح ناراً بيدي حتى إذا اضطرمت رميت بنفسي فيها لفعلت، لكن ما أعلم شيئاً أرضى لله عز وجل عني من جهاد بني أمية، قال: فرجع فكان الخروج، ورجعنا إلى المدينة.(1/106)
الباب الثامن في فضل أهل البيت عليهم السلام كافة وأخبارهم وما يتصل بذلك
o وبه قال: حدثنا أبو محمدٍ عبد الله بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا عمر بن محمدٍ القاضي أبو الحسن الشيباني سنة سبعٍ وعشرين وثلاثمائةٍ، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا تليد بن سليمان أبو إدريس المحاربي، عن أبي الجحاف، عن أبي حازمٍ.
عن أبي هريرة، قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، فقال: ((أنا حربٌ لمن حاربهم وسلمٌ لمن سالمهم)).
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: أخبرنا عبد العزيز بن إسحاق الزيدي، قال: حدثني عمر بن خالد بن يزيد المقري، قال: حدثني محمد بن خلفٍ الحداد المقري، قال: حدثنا أرطأة بن حميدٍ، قال: حدثنا الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي عليه السلام، عن عمر بن موسى عن زيدٍ بن علي عليه السلام عن أبيه عن جده.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أقرب الناس مني موقفاً يوم القيامة بعد حمزة وجعفر رجلٌ منا أهل البيت خرج بسيفه فقاتل إماماً جائراً فقتل)).
- وبه قال: حدثنا أبو العباس الحسني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا محمد بن بلالٍ، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز، قال: حدثنا محمد بن مخلدٍ، عن أحمد بن راشدٍ، قال: لما حمي الوطيس عند قتال محمد بن عبد الله النفس الزكية عليه السلام خرج في قباطاق وهو يقول:
في ظل غرفتها إذا لم تخلد
قصرت مروءته إذا لم يزدد
قاتل فما بك إن حبست بدومةٍ
إن امرءاً يرضى بأهون سعيه
- وبه قال: أخبرنا أبو العباس رحمه الله تعالى وأنشدني سالم بن حسنٍ البغدادي المقري لمحمد بن عبد الله عليه السلام:
أسلمني ظلمٌ إلى ظلم
كأنني فيها أخوحلم
متى ترى للعدل نوراً وقد
أمنيةٌ طال عذابي بها(1/107)
o وبه قال: أخبرنا أبو محمدٍ الحسن بن حمزة الحسيني رحمه الله تعالى، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله البرقي، قال: حدثنا جدي أحمد بن محمد عن أبيه، قال: حدثني الحسين بن زيدٍ بن علي، عن آبائه.
عن علي (عليهم السلام)، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من زار قبراً من قبورنا أهل البيت، ثم مات من عامه الذي زار فيه وكل الله تعالى بقبره سبعين ملكاً يسبحون له إلى يوم القيامة)).
o وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا علي بن الحسين بن الحارث الهمداني الكوفي، قال: حدثنا جعفر بن أحمد الأودي، قال: حدثنا حسن بن عبد الواحد، عن علي بن عبد الرحمن، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين، عن أبيه عن جده.(1/108)