o وبه قال: أخبرنا أبو محمدٍ عبد الله بن محمدٍ القاضي ببغداد، قال: حدثنا علي بن الحسن بن العبد، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن منصورٍ، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبير.
عن ابن عباسٍ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين (عليهما السلام) بقوله: ((أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطانٍ وهامةٍ، وعينٍ لامة))، ثم يقول: ((كان أبوكم إبراهيم يعوذ بها إسماعيل وإسحاق (عليهما السلام))).
o وبه قال: أخبرنا محمد بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا علي بن الحسن بن سليمان، قال: حدثني يحيى الرملي، قال: حدثني الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد.
عن علي عليه السلام، قال: كنت رجلاً أحب الحرب، فلما ولد الحسن هممت أن أسميه حرباً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن، فلما ولد الحسين (عليه السلام) هممت أن أسميه حرباً فسماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسين، وقال: ((إني سميتهما باسم ولدي هارون شبر وشبير)).
- وبه قال: قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيبٍ، قال: حدثنا تميم بن بهلول الضبي أبو محمدٍ، قال: حدثنا أبو عبد الله عن عبد الله بن الحسين بن تميمٍ قال: حدثني محمد بن زكريا، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن القاسم التيمي، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن أبيه عن جده، عن عبد الله بن الحسن (عليهم السلام)، قال: لما عبأ عمر بن سعدٍ أصحابه لمحاربة الحسين بن علي عليه السلام ورتبهم مراتبهم، وأقام الرايات في مواضعها، وعبأ أصحاب الميمنة والميسرة، وقال لأصحاب القلب: اثبتوا، وأحاطوا بالحسين عليه السلام من كل جانبٍ حتى جعلوه في مثل الحلقة.(1/89)


فخرج عليه السلام حتى أتى الناس فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا حتى قال لهم: ويلكم ما عليكم أن تنصتوا إلي فاستمعوا قولي، فإني إنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشدين، ومن عصاني كان من المهلكين، وكلكم عاصٍ لأمري غير مستمعٍ قولي، فقد انخزلت عطياتكم من الحرام، ومليت بطونكم من الحرام، فطبع على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون، ألا تستمعون، فتلاوم أصحاب عمر بن سعدٍ بينهم، وقالوا: انصتوا له فأنصتوا.
فقام الحسين عليه السلام فيهم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال تبا لكم أيتها الجماعة وترحاً، أفحين استصرختمونا ولهين متحيرين فأصرخناكم موجزين مستعدين، فسللتم علينا سيفاً في أرقابنا، وحششتم علينا نار الفتن خباها عدوكم وعدونا فأصبحتم إلباً على أوليائكم، ويداً عليهم لأعدائكم، لغير عدلٍ أفشوه فيكم، ولا أملٍ أصبح لكم فيهم إلا الحرام من الدنيا أنالوكم، وخسيس عيشٍ طمعتم فيه من غير حدثٍ كان منا ولا رأيٍ تفيلٍ، فهلا -لكم الويلات- تجهمتمونا والسيف لم يشهر، والجأش طامن، والرأي لم يستخف، ولكن أسرعتم إلينا كطيرة الذباب، وتداعيتم كتداعي الفراش.(1/90)


فقبحاً لكم فإنما أنتم من طواغيت الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب، ونفثة الشيطان وعصبة الآثام ومحرفي الكتاب، ومطفي السنن وقتلة أولاد الأنبياء، ومبيدي عترة الأوصياء، وملحقي العهار بالنسب، ومؤذي المؤمنين، وصراخ أئمة المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين، وأنتم على ابن حربٍ وأشياعه تعتمدون، وإيانا تخاذلون، أجل والله خذل فيكم معروفٌ، وشجت عليه عروقكم، وتوارثته أصولكم وفروعكم، وثبتت عليه قلوبكم، وعشبت صدوركم، وكنتم أخبث شيءٍ، سنخاً للناصب وأكلةً للغاصب، ألا لعنة الله على الناكثين والذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا، وأنتم والله هم، ألا إن الدعي قد ركز بين اثنتين بين القتلة والذلة وهيهات منا أخذ الدنية، أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون، وجدودٌ طابت، وحجورٌ طهرت، وأنوفٌ حميةٌ، ونفوسٌ أبيةٌ، لا تؤثر مصارع اللئام على مصارع الكرام، ألا قد أعذرت وأنذرت ألا إني زاحفٌ بهذه الأسرة على قلة العتاد وخذلة الأصحاب، ثم أنشأ يقول:
وإن نهزم فغير مهزمينا
فإن نهزم فهزامون قدماً
ألا، ثم لا تلبثون بعدها إلا كريث ما يركب الفرس حتى تدور بكم الرحا عهداً عهده إلي أبي، ?فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ?[يونس:71]، ثُمَّ ?فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنْظِرُونِ، إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى الله رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ?[هود:55،56]، اللهم احبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسني يوسف، وسلط عليهم غلام ثقيفٍ يسقهم كأساً مرةً ولا يدع فيهم أحداً إلا قتله قتلةً بقتلةٍ وضربةً بضربةٍ، ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم فإنهم غرونا وكذبونا وخذلونا، وأنت ربنا عليك توكلنا، وإليك أنبنا وإليك المصير.(1/91)


ثم قال: أين عمر بن سعدٍ؟ ادعوا لي عمر فدعي له وكان كارهاً لا يحب أن يأتيه فقال: يا عمر يا ابن عم أنت تقتلني وتزعم أن يوليك الدعي بن الدعي بلاد الري وجرجان؟ والله لا تتهنأ بذلك أبداً عهداً معهوداً فاصنع ما أنت صانعٌ فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، ولكأني برأسك على قصبةٍ قد نصب بالكوفة تتراماه الصبيان، ويتخذونه غرضاً بينهم.
فاغتاظ عمر بن سعدٍ من كلامه، ثم صرف بوجهه عنه ونادى أصحابه: ما تنتظرون به احملوا بأجمعكم إنما هي أكلةٌ واحدةٌ، ثم إن الحسين عليه السلام دعا بفرس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المرتجز فركبه وعبأ أصحابه فزحف إليه عمر بن سعد لعنه الله تعالى ونادى غلامه دريداً، وقال: اقدم رايتك، ثم وضع سهمه في كبد قوسه، ثم رمى وقال: اشهدوا لي عند الأمير -يعني عبيدالله بن زيادٍ لعنه الله تعالى وإياه-: أني أول من رمى فرما أصحابه كلهم بأجمعهم في أثره رشقةً واحدةً، فما بقي واحدٌ من أصحاب الحسين عليه السلام إلا أصابه من رميهم سهمٌ.
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيدٍ الحسني، قال: حدثنا الناصر للحق الحسن بن علي عليه السلام، قال: حدثنا بشر بن عبد الوهاب، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرني قطري الخشاب.
عن مدرك بن أبي راشدٍ، قال: كنا في حيطانٍ لابن عباسٍ فجاء الحسن والحسين (عليهما السلام) فأطافا بالبستان، قال: فقال الحسن: عندك غداءٌ يا مدرك، قال: قلت: طعام الغلمان، قال: فجئته بخبزٍ وملح جريشٍ وطاقات بقلٍ، قال: فأكل.(1/92)


قال: ثم جيء بطعامه وكان كثير الطعام وطيبه، قال: فقال: يا مدرك اجمع غلمان البستان، قال: فجمعتهم فأكلوا ولم يأكل فقلت له في ذلك فقال: ذلك كان عندي أشهى من هذا قال: ثم توضأ، ثم جيء بدابته، ثم ركب فأمسك ابن عباسٍ بالركاب وسوى عليه، ثم مضى بدابة الحسين فأمسك له ابن عباسٍ بالركاب وسوى عليه، ثم مضى، قال: قلت له أنت أسن منهما أتمسك لهما؟ قال يا لكع أوما تدري من هذان ؟ هذان أبناء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو ليس هذا مما أنعم الله تعالى به علي أن أمسك لهما وأسوي عليهما.
o وبه قال: أخبرنا محمد بن عمر بن محمدٍ الدينوري، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الله القاضي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن طريفٍ، قال: حدثنا محمد بن فضيلٍ، عن علي بن مبشرٍ، عن عمرو بن عبيد، عن عروة بن فيروز.
عن سودة قالت: كنت فيمن شهد فاطمة عليها السلام حين أخذها المخاض فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((كيف ترينها، فقلنا: أنها لتجهد فقال: إذا وضعت فلا تسبقيني فيه شيءٌ)) قالت: فوضعت غلاماً فشددته ولففته في خرقةٍ صفراء فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: قد ولدت غلامًا ولففته في خرقةٍ صفراء. فقال: ((قد عصيتني))، ودعا بالخرقة، فألقى عنه الصفراء ولفه في خرقةٍ بيضاء وبزق في فيه بريقه وجاء علي عليه السلام فقال: بم تسميه؟ فقال: يا رسول الله لو سميته جعفراً فقال: ((لا بل هو حسنٌ وبعده الحسين، وأنت أبو حسنٍ وحسينٍ)).(1/93)

27 / 100
ع
En
A+
A-