فقال له الحسن عليه السلام: هيهات والله لا تشرب الماء البارد أو تلحق روحك بالنار. ثم ضرب عنقه، فاستوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جيفته منه فوهبها لها، فأحرقتها بالنار.(1/79)
الباب الخامس في فضائل فاطمة عليها السلام وما يتصل بذلك
o وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا أبو الحسن مهاجر بن علي، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن أبي بكرٍ، قال: حدثنا سليمان بن داود، عن إبراهيم بن سعدٍ، عن أبيه، عن عروة.
عن عائشة قالت: لما كان مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم المرض الذي توفي فيه سار فاطمة عليها السلام بشيءٍ فبكت، ثم سارها بشيءٍ فضحكت، فسألتها عن ذلك فقالت: أخبرني أنه مقبوضٌ من وجعه فبكيت، ثم أخبرني أني أول من يلحق به من أهله فضحكت.
o وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، قال: حدثنا محمد بن أبي عمارٍ المقري، قال: حدثنا محمد بن خلفٍ البغدادي، قال: حدثنا محمدٌ بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفرٍ عليهم السلام، عن أحمد بن نوحٍ الخزاعي، عن يحيى بن علي الربعي، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفرٍ محمد بن علي، عن أبيه، عن جده.
عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إنما أنا بشرٌ مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة، فإنها نزل تزويجها من السماء)).
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري قال: روي أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام كان يزور قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبر فاطمة عليها السلام في كل أسبوعٍ مرةً وينشد:
أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهب
عتبت ولكن ما على الموت معتب
إلى الله أشكو لا إلى الناس إنني
أخلاي لو غير الحمام أصابكم
o وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى إملاءً، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن جعفرٍ الأنماطي، قال: حدثنا محمد ابن يونس البسامي، قال: حدثنا حماد بن عيسى، قال: حدثنا جعفر بن محمدٍ، عن أبيه (عليهما السلام).(1/80)
عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل موته بثلاثٍ وهو يقول لعلي بن أبي طالبٍ: ((سلام الله عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليلٍ ينهد ركناك، والله خليفتي عليك)).
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال علي عليه السلام: هذا أحد ركني الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما ماتت فاطمة عليها السلام، قال علي عليه السلام: هذا الركن الثاني الذي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
- وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: حدثنا علي بن الحسن بن سليمان البجلي، قال: أخبرنا محمد بن عبدالعزيز، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان العامري، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفرٍ محمد بن علي (عليهما السلام) أنه سئل كم عاشت فاطمة عليها السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟، قال: أربعة أشهرٍ وتوفيت ولها ثلاثٌ وعشرون سنةً.
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيدٍ الحسيني، قال: حدثنا الناصر للحق الحسن بن علي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن خلفٍ العطار، عن عمرو بن عبد الغفار، عن أبي المليح الرقي، عن زياد بن بيانٍ، عن علي بن نفيلٍ، عن سعيدٍ بن المسيب.
عن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن المهدي؟ قال: ((من بني هاشمٍ، قلت: من أي ولد بني هاشمٍ؟ قال: من ولد عبد المطلب قالت: قلت: من أي ولد عبد المطلب؟ قال: من بني فاطمة)).
o وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرني عمي أبو عيسى علي بن الحسين الحسني رحمه الله تعالى بالكوفة، قال: حدثنا جعفر بن محمدٍ الحسني، قال: حدثنا محمد بن نهاد بن عمارٍ، قال: حدثنا أحمد بن محمدٍ، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال:حدثنا أبو زيدٍ الحنفي، قال: حدثنا عمرو بن فايدٍ، عن الكلبي، عن أبي صالحٍ.(1/81)
عن عبد الله بن عباسٍ، قال: ينادي منادٍ يوم القيامة يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فتخرج من قبرها ومعها ثيابٌ تشخب بالدم حتى تنتهي إلى العرش وتقول: يا رب انتصف لولدي ممن قتلهم، قال ابن عباسٍ: والله لينتصفن الله ممن قتلهم.
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا الوليد بن النضر، عن ربيعة بن عبد الرحمن الرازي.
عن أنس بن مالكٍ، قال: لما زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة من علي (عليهما السلام) قال: ((يا أم أيمن زفي بنتي إلى علي، ومريه أن لا يعجل حتى آتيها))، فلما صلى العشاء أقبل بركوةٍ كان فيها ماءٌ فتفل فيها ما شاء الله وقال: ((إشرب يا علي وتوضأ، واشربي يا فاطمة وتوضأي، ثم رد عليهما الباب فبكت فاطمة فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما يبكيك يا بنية؟ قد زوجتك أقدمهم إسلاماً، وأحسنهم خلقاً، وأعلمهم بالله تعالى علماً)).(1/82)
الباب السادس في فضل الحسن والحسين عليهما السلام وما يتصل بذلك
- وبه قال: حدثنا القاضي عبد الله بن محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو بكرٍ محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا محمد بن أبي العوام، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سليمان بن سليمان الواسطي، قال: حدثنا واضرةٌ قال: قال أبو بكر الهذلي: قيل للحسن -يعني الحسن البصري-: يا أبا سعيدٍ قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) فبكى حتى اختلج جنباه وقال: واذلاه لأمةٍ قتل ابن دعيها (يعني ابن زيادٍ لعنه الله) ابن نبيها.
o وبه قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أبو محمدٍ الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن، قال: حدثني جدي يحيى بن الحسن العقيقي، قال: حدثنا سعيد بن نوحٍ، قال: حدثنا مصعب القرقسائي، قال: حدثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن شداد.
عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله، إني رأيت حلماً منكراً الليلة، قال: ((وما هو؟)) قالت: إنه شديدٌ، قال: ((وما هو؟)) قالت: رأيت كأن قطعةً من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((خيراً رأيت تلد فاطمة غلاماً، فيكون في حجرك)) فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فدخلت به يوماً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوضعته في حجره، ثم كانت مني التفاتةٌ فإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تهريقان الدموع فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما لك؟ قال: ((أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني بأن أمتي ستقتل ابني هذا، وأتاني بتربةٍ من تربته حمراء)).
o وبه قال: أخبرنا أبو منصورٍ محمد بن عمر الدينوري، قال: أخبرني علي بن شاكر بن البحتري الأنصاري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس الضبي، قال: حدثنا يحيى بن سعيدٍ العطار، عن عبيد بن الوسيم.(1/83)