قال: فركب قومٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلقوه فما راموا مواضعهم إلا وقد طلع علي عليه السلام مقبلاً، قال: فتلقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ماشيًا وتبعه الناس فصافحه رجلاً رجلاً ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحوله الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: ((ما أقبل بك إلينا يا ابن أبي طالبٍ؟)) قال: فقص عليه القصة من قول المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي ما كان خلفتك إلا بأمر الله، وما كان يصلح لما هناك غيرى وغيرك، أما ترضى يا ابن أبي طالبٍ أن أكون استخلفتك كما استخلف موسى هارون؟ أما والله إنك مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)).
قال: فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قسم للناس فدفع إلى علي عليه السلام سهمين فأنكر ذلك قومٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أيها الناس هل أحدٌ أصدق مني؟‍
قالوا: لا يا رسول الله. قال: يا أيها الناس أما رأيتم صاحب الفرس الأبلق أمام عسكرنا في الميمنة مرة وفي الميسرة مرةً؟
قالوا: رأيناه يا رسول الله فماذا؟ قال: ذلك جبريل عليه السلام، قال لي: يا محمد إن لي سهماً مما فتح الله عليك وقد جعلته لابن عمك علي بن أبي طالبٍ عليه السلام فسلمه إليه))
قال أنسٌ: فكنت فيمن بشر علياً عليه السلام بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
o وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله، قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن سلامٍ، قال: أخبرنا أبي قال: حدثنا أحمد بن رشدٍ، قال: حدثنا أبو معمرٍ، عن عبد الله بن شريكٍ العامري، عن أبيه.
عن جندب بن عبد الله الأزدي، قال: شهدت أبا ذر رضي الله تعالى عنه وهو آخذٌ بحلقة باب الكعبة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لسلمان حين سأله: من وصيك؟
فقال: ((وصيي وأعلم من أخلف بعدي: علي بن أبي طالبٍ)) عليه السلام)).(1/59)


وسمعته يقول حين أخرج الناس من المسجد وأسكن علياً (عليه السلام): ((إن علياً مني بمنزلة هارون من موسى)) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألا إن رجالاً وجدوا من إسكاني علياً وإخراجهم بل الله أسكنه وأخرجهم)).
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ الآبنوسي البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر الزيدي، قال: حدثني أبو الحسين منصور بن أبي نصرٍ، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمدٍ بن جعفر بن محمدٍ، قال:حدثني أبو هاشمٍ، عن خالدٍ بن صفوان.
عن زيدٍ بن علي، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: لقي رجلٌ علياً بن أبي طالبٍ عليه السلام فقال:يا أبا الحسن، أنا والله أحبك في الله. فرجع علي عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره بقول الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لعلك يا علي اصطنعت إليه معروفاً، قال: لا والله ما اصطنعت إليه معروفاً، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة)) قال: فنزلت:?إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا?[مريم:96].
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي، قال: روي أن أميرالمؤمنين علياً عليه السلام قيل له: يا أمير المؤمنين، إنك رجلٌ مطلٌوبٌ فلو ركبت الخيل في الحرب فقال: أنا لا أفر عن من كر ولا أكر على من فر والبغلة تزجيني.
وفسر أبو الحسن علي بن مهدي الإزجا بالسوق واستشهد عليه بقوله تعالى: ?أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُزْجِي سَحَابًا?[النور:43] أي يسوق، فقال: تكفيني البغلة أي أن تسوقني إلى ما أريده.
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمدٌ بن بندارٍ، قال:حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا القاسم بن خليفة، قال: حدثنا علي بن وازعٍ، عن أسباطٍ بن نصرٍ.(1/60)


عن جابرٍ بن عبد الله بن أبي يحيى، عن أبيه قال: قال علي عليه السلام: والله ما كذبت ولا كذبت ولا نسيت ما عهد إلي، وإني لعلى بينةٍ من ربي بينها لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم فبينها لي، وإني لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطاً.
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمدٌ بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أبو بكرٍ بن أبي شيبة وعلي بن الحسين بن سليمان قالا: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا عبيد الله الأشجعي، عن سفيان بن سعيدٍ الثوري، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالمٍ بن أبي الجعد، عن ابن علقمة الأنصاري.
عن علي بن أبي طالبٍ عليه السلام، قال: لما نزلت:?إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً?[المجادلة:12]، قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما ترى ديناراً؟ قلت: لا يطيقونه، قال: فكم؟ قلت: شعيرةٌ؟ قال: إنك لزهيدٌ)) قال: فنزلت:?أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ?[المجادلة:13].
قال علي عليه السلام: فبي خفف الله عن هذه الأمة.
- وبه قال: حدثنا محمدٌ بن عمر بن محمدٍ الدينوري، قال:حدثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمدٍ بن إسحاق السني، قال: حدثنا حامد بن شعيبٍ، قال: حدثنا شريح بن يونس، قال: حدثنا هشامٌ، عن أبي هاشمٍ، عن أبي مجلز، عن قيسٍ بن عبادٍ، قال: سمعت أبا ذر يقسم قسماً أن ?هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ?[الحج:19] نزلت في الذين برزوا يوم بدرٍ، علي، والحمزة، وعبيدة بن الحارث، وفي عتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة.
o وبه قال: أخبرنا محمدٌ بن بندارٍ، قال: حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمدٌ بن أبان الواسطي، قال: حدثنا علي الأزرق، عن مسلمٍ، قال:(1/61)


حدثني حبة يعني العرني قال: لما كان يوم الجمل جاء علي عليه السلام في عشرةٍ فنادى: أين الزبير. فخرج الزبير في عشرةٍ، قال: فلقيه علي عليه السلام فقال: أنشدك الله هل تذكر حين كنا في حظيرة بني فلانٍ فمر بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ((أما إنك يا زبير تقاتله وأنت له ظالمٌ)). قال: اللهم نعم لم أذكره حتى قلت لي.
- قال السيد الإمام أبو طالبٍ: حين تذكر ذلك انصرف عن القتال.
o وبه قال: حدثنا القاضي عبد الله بن محمدٍ بن إبراهيم ببغداد قال: حدثنا أبو الحسين عمر بن الحسن القاضي إملاءً سنة ثمانٍ وعشرين وثلاثمائةٍ، قال: أخبرنا محمدٌ بن غالبٍ بن حربٍ، قال: حدثنا عبد الله بن صالحٍ بن مسلمٍ، عن أبي الجحاف، عن ابن عميرٍ.
عن ابن عمرٍ، قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المؤمنين فقام علي عليه السلام فقال: يا رسول الله، كلهم يرجع إلى أخٍ غيري؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما ترضى أن تكون أخي))؟
قال: بلى. قال: ((فأنا أخوك في الدنيا والآخرة)).
قال: فقال -يعني أبا الجحاف-: قلت: الله الذي لا إله إلا هو يا عبيد ابن عميرٍ لقد سمعته من ابن عمر؟، قال: الله الذي لا إله إلا هو لقد سمعته من ابن عمر، قال: فاستحلفته ثلاث مراتٍ فحلف.
o وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني إملاءً رحمه الله تعالى، قال: حدثنا أبو عبد الله محمدٌ بن الحسن السلمي، قال حدثنا محمدٌ بن الفضل الصفدي، قال حدثنا أحمد بن الخليل النوفلي، عن عبد السلام بن المهلب الأزدي، عن أبي خالدٍ الواسطي.
عن زيدٍ بن علي، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)، قال: كسرت زند علي عليه السلام يوم أحدٍ وفي يده لواء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتحاماه المسلمون أن يأخذوه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ضعوه في يده الشمال فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة)).(1/62)


o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمدٌ بن زيدٍ الحسيني، قال: حدثنا الناصر للحق الحسن بن علي رضوان الله عليه، قال: حدثنا محمدٌ بن منصورٍ، عن عباد بن يعقوب، عن عمرٍو بن ثابتٍ، عن أبي سهيلٍ.
عن الشعبي، قال: قال علي عليه السلام يوم الجمل: أما ما كثروا به عليكم في العسكر من عبدٍ أو أمةٍ أو شيءٍ فهو لكم، وأما ما كان في بيوتهم فهو لعيالهم إنهم ولدوا على الفطرة.
o وبه قال: حدثنا محمدٌ بن عمر الدينوري، قال: حدثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمدٍ بن إسحاق السني، قال: حدثنا محمدٌ بن علي بن بحرٍ، قال: حدثنا أبو أمية، قال: حدثنا عاصمٌ بن علي بن عاصمٍ، قال: حدثنا أبو معشرٍ، قال: حدثنا أبو حازمٍ.
عن سهلٍ بن سعدٍ، قال: جرى بين علي وفاطمة (عليهما السلام) كلامٌ فخرج علي عليه السلام وألقى بنفسه على التراب فسألها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت:كان بيني وبينه شيءٌ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوجده نائماً على التراب، فأيقظه فجعل يمسح التراب من على ظهره، ويقول: ((إنما أنت أبو ترابٍ)).
قال سهلٌ: فكنا نمدحه بهذا فإذا أناسٌ يعيبونه به.
- قال السيد رضي الله تعالى عنه: سمعت كافي الكفاة أبا القاسم إسماعيل بن عبادٍ -نفع الله بصالح أعماله- غير مرةٍ إذا جرى ذكر ما في هذا الخبر ينشد للسوسي الشاعر، ويترحم عليه، ويقول: لم يخرج هذا الكلام إلا عن قلبٍ مخلصٍ في موالاة أمير المؤمنين عليه السلام، والبيت:
فداء تراب نعل أبي تراب
أنا وجميع من فوق التراب
والقصيدة طويلةٌ وهذا أولها.
o وبه قال: حدثنا محمدٌ بن عمر بن محمدٍ الدينوري، قال: حدثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمدٍ بن إسحاق السني، قال: حدثني سهل بن معاذٍ، قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا علي بن عبد الحميد وضرارٌ بن صرد قالا: حدثنا عايذٌ بن حبيبٍ، قال: حدثنا بكرٌ بن ربيعة، عن يزيد بن قيسٍ، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة.(1/63)

21 / 100
ع
En
A+
A-