وأما ما عرضته علي من مسيرك الي ببنيك وولد أبيك، فإنه لا حاجة لي في ذلك، أقم راشداً مهدياً فوالله ما أحب أن تهلكوا معي لو هلكت، فلا تحسبن ابن أمك ولو أسلمه الناس يخشع أو يتضرع، وما أنا إلا كما قال أخو بني سليمٍ:
صبورٌ على ريب الزمان صليب
فيشمت عادٍ أو يساء حبيب
فإن تسأليني كيف أنت فإنني
يعز علي أن ترى بي كآبةٌ
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن محمدٍ البحري سنة خمسين وثلاثمائةٍ، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه قراءةً عليه في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثمائةٍ، قال: حدثنا الحسين بن الحكم الوشاء، قال:حدثنا الحسين بن الحسن الأنصاري، قال: حدثنا حفص بن راشدٍ، عن جعفر بن سليمان، عن الخليل بن مرة، عن عمرٍو بن دينارٍ.
عن جابرٍ بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر: ((لا تمنوا لقاء العدو فإنكم لا تدرون بما تبتلون منهم فإذا لقيتموهم فقولوا: اللهم أنت ربنا وربهم وقلوبهم بيدك وإنما تقلبها أنت والزموا الأرض جلوساً فإذا غشوكم فثوروا إليهم وكبروا، لأبعثن غداً إن شاء الله تعالى بالرايات رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ولا يولي ولا يرجع حتى يفتح الله عليه)).
فرجاها أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم كلهم يرى أنه هو، حتى إذا كان الغد أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي عليه السلام وهو أرمدٌ شديد الرمد فقال له: ((سر)) وعقد له رايةً، ثم دفعها إليه فقال له: يا رسول الله ما أبصر موضع قدمي من الرمد، فتفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عينيه ودفع إليه الراية فقال له علي عليه السلام: علام أقاتل يا رسول الله؟ قال: ((على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى)).(1/54)
فأخذ علي عليه السلام الراية، ثم خب بها فجعلنا نسعى خلفه فلا نلحقه حتى لقيهم ففتح الله عليه.
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيدٍ الحسني، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضي الله عنه، قال: أخبرنا محمدٌ بن منصور، عن عباد بن فضيلٍ، عن سعيدٍ بن عبيدٍ الطائي.
عن علي بن ربيعة قال: أخذ علي عليه السلام رجلاً من بني أسدٍ في حد فذهب بنو أسدٍ إلى الحسن بن علي (عليهما السلام) يستشفعون به إلى علي عليه السلام فقال: انطلقوا إليه وأبيا أن يقوم معهم، فذهبوا فدخلوا على علي عليه السلام فطلبوا إليه في صاحبهم فقال: لا تسألونني في شيءٍ أملكه إلا أعطيتكم، قال: فخرجوا وهم راضون فمروا بالحسن عليه السلام فذكروا ما رد عليهم فقال لهم الحسن عليه السلام: إن كان لكم في صاحبكم حاجةٌ فالآن، فأخرجه فأقام عليه الحد فأتوه فقالوا:ألم تعدنا؟
فقال عليه السلام: إنما وعدتكم في ملكي وهذا لله ولست أملكه.
- وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله، قال: أخبرنا أبو محمدٍ الحسن بن محمدٍ بن يحيى الحسيني، قال: حدثني جدي يحيى بن الحسن العقيقي، قال: حدثنا بكرٌ بن عبد الوهاب، قال:حدثنا محمدٌ بن عمر، قال:حدثنا إسماعيل بن عياشٍ الحمصي، عن يحيى بن سعيدٍ، عن ثعلبة بن أبي مالكٍ، قال:كان سعد بن عبادة صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المواطن كلها فإذا كان عند القتال أخذها علي عليه السلام.(1/55)
- وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال:أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ، عن أبيه، عن محمدٍ بن إسحاق، عن يحيى بن الأشعث، عن إسماعيل بن إياسٍ، عن أبيه، عن جده عفيف الكندي، قال: كنت امرءاً تاجراً فوالله إني لعند العباس بن عبد المطلب إذ خرج رجلٌ من خباءٍ قريبٍ منه فنظر إلى الشمس فلما مالت قام يصلي، ثم خرجت امرأةٌ من ذلك الخباء فقامت خلفه تصلي، ثم خرج غلامٌ حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلي.
قال أبو العباس الحسني: وفي حديثٍ آخر، عن يمينه فقلت للعباس: من هذا؟
قال: هذا محمدٌ بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي.
قلت: فمن هذه المرأة؟
قال: هذه خديجة بنت خويلدٍ.
فقلت:من هذا الفتى؟
قال: علي بن أبي طالبٍ ابن عمه. قلت: ما هذا الذي يصنع؟ قال: يصلي وهو أنه يزعم أنه نبي وأنه تفتح له كنوز كسرى وقيصر ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه.
o وبه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى إملاءً، قال: أخبرنا محمدٌ بن بلالٍ الروياني، قال: حدثنا محمدٌ بن عبد العزيز، قال: حدثنا إسماعيل بن صبيحٍ، عن سفيان بن إبراهيم الجريري، عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري، عن عمروٍ بن خالدٍ، عن زيدٍ بن علي، عن أبيه، عن آبائه.
عن علي عليه السلام، قال: كان لي عشرةٌ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أحب أن لي بإحداهن ما طلعت عليه الشمس، قال لي:((يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة، وأقرب الخلائق مني في الموقف يوم القيامة، منزلي يواجه منزلك في الجنة كما يتواجه منزل الأخوين في الله، وأنت الولي، والوزير، والوصي، والخليفة في الأهل والمال وفي المسلمين في كل غيبةٍ، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وليك وليي ووليي ولي الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله تعالى)).(1/56)
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمدٌ بن زيدٍ الحسني، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضوان الله عليه، قال: حدثنا أخي الحسين بن علي، عن محمدٍ بن الوليد، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ.
عن ابن عباسٍ، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطوف بالكعبة إذ بدت رمانةٌ من الكعبة فاخضر المسجد لحسن خضرتها فمد رسول صلى الله عليه وآله وسلم يده فتناولها، ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في طوافه فلما انقضى طوافه صلى في المقام ركعتين، ثم فلق الرمانة قسمين كأنها قدت بسكينٍ فأكل النصف وأطعم علياً عليه السلام النصف (فسالت من) أشداقهما لعذوبتها، ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه فقال: ((إن هذا قطفٌ من قطوف الجنة، ولا يأكله إلا نبي أو وصي نبي، ولولا ذلك لأطعمناكم)).
o وبه قال: حدثنا أبو الحسين يحيى بن الحسين بن محمدٍ بن عبيد الله الحسني، قال: حدثنا علي بن محمدٍ بن مهرويه القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثني علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفرٍ، عن أبيه جعفر بن محمدٍ، عن أبيه محمدٍ بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي.
عن أبيه علي بن أبي طالبٍ (عليهم السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي، أنت فارس العرب وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، وأنت أخي ومولى كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ، وأنت سيف الله الذي لا يخطئ، وأنت رفيقي في الجنة)).
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمدٌ بن بندارٍ، قال:حدثنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عبد العزيز بن سلامٍ، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيقٍ، قال: حدثنا أبو حمزة، عن ليثٍ، قال: حدثني أبو جعفرٍ محمدٌ بن علي (عليهما السلام) قال:(1/57)
حدثنا جابر بن عبد الله، قال:شق على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى أصحابه ما يلقون من أهل خيبر، فقال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لأبعثن بالراية أو باللواء مع رجلٍ يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله)) لا أدري بأيهما بدأ قال: فدعا علياً عليه السلام وإنه يومئذٍ لأرمدٌ فتفل في عينيه وأعطاه اللواء أو الراية، قال: ((سر)). ففتح الله عليه قبل أن يتتام آخرنا حتى ألجأهم إلى قصرٍ، قال: فجعل المسلمون لا يدرون كيف يأتونهم، قال: فنزع علي الباب فوضعه على عاتقه، ثم أسنده لهم وصعدوا عليه حتى مروا وفتحها الله تعالى، قال: ونظروا بعد ذلك إلى الباب فما حمله دون أربعين رجلاً.
o وبه قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمدٍ البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن إسحاق بن جعفرٍ الزيدي، قال: حدثنا محمدٌ بن عيسى النحوي، عن محمدٍ بن زكريا، عن الصباح بن راشدٍ، عن أبان بن أبي عياشٍ.
عن أنسٍ بن مالكٍ، قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى غزوة تبوكٍ استخلف علياً عليه السلام على المدينة وما هناك فقال المنافقون عن ذلك: إن محمداً قد شنئ ابن عمه ومله. فبلغ ذلك علياً عليه السلام فشد رحله وخرج من ساعته فهبط جبريل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخبره جبريل بقول المنافقين في علي عليه السلام وخروج علي للحاق به فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منادياً فنادى بالتعريس في مكانهم، قال: ففعلوا، ثم جاءوا إليه يسألونه عن نزوله في غير وقت التعريس، فأخبرهم بما أتاه جبريل عليه السلام عن الله عز وجل وأخبرهم بأن الله عز وجل أمره أن يستخلف علياً عليه السلام بالمدينة.(1/58)