كل حي مصيره لشعوب
لفداء النبي وابن النجيب
ذي الباع والرضى الحسيب
فمصيبٌ منها وغير مصيب
آخذٌ من سهامها بنصيب

اصطبر يا علي فالصبر أحجى
قد بلوناك والبلايا يسيرٌ
لفداء الأغر ذي النسب الثاقب
إن تصبك المنون عنه فأحرى
كل حي وإن تملأ عيشاً

o وبه قال: حدثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، قال حدثنا أحمد بن عمرٍو بن محمدٍ الزيبقي بالبصرة، قال: حدثنا الحسن بن مدرك الطحان، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله القرشي، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن مهدي العبدي.
عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: لم نزل نعرف المنافقين ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببغضهم لعلي بن أبي طالبٍ (عليه السلام).
o وبه قال: حدثنا محمدٌ بن عمر الدينوري، قال: حدثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمدٍ السني، قال:حدثني محمدٌ بن جريرٍ، قال: حدثنا محمدٌ بن عبد الله، قال:حدثنا محمدٌ بن الحسن بن المعلى بن زيادٍ، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الحكم.
عن مصعب بن سعدٍ، عن أبيه قال: قال لي معاوية: أتحب علياً؟ قال: قلت وكيف لا أحبه وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول له:((أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي)) ولقد رأيته بارزاً يوم بدرٍ وهو يحمحم كما يحمحم الفرس ويقول:
سنحنح الليل كأني جني
بازل عامين حديث سني
ثم قال: لمثل هذا ولدتني أمي، فما رجع حتى خضب سيفه دماً.
- وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله تعالى قال: أخبرنا أبو محمدٍ الحسن بن محمدٍ بن يحيى بن الحسن العقيقي، قال:حدثنا يحيى بن الحسن صاحب كتاب الأنساب، قال:حدثنا الزبير بن بكارٍ قال: قال أسد بن أبي إياسٍ بن زنيمٍ بن عبدٍ بن عدي بن الدئل وهو يحرض مشركي قريشٍ على قتل علي بن أبي طالبٍ عليه السلام ويغريهم بذلك:(1/39)


جذعٌ أبر على المذاكي القرح
قد ينكر الحر الكريم ويستحي
ذبحاً وقتلة قصعة لم تذبح
فعل الذليل وبيعةً لم تربح
في المعضلات وأين زين الأبطح
بالسيف يعمل حده لم يصفح

في كل مجمعٍ غايةٌ أخزاكم
لله دركم ألما تنكروا
هذا ابن فاطمة الذي أخزاكم
أعطوه خرجاً واتقوه بضربةٍ
أين الكهول وأين كل دعامةٍ
أفناهم طعناً وضرباً يفتلي

- وبه قال: أخبرنا أبي رحمه الله، قال: أخبرنا الحسن بن محمدٍ بن يحيى بن الحسن الحسني العقيقي، قال:حدثني جدي، قال:حدثنا الزبير بن بكارٍ، قال: حدثنا علي بن المغيرة، عن معمرٍ بن المثنى، قال:كان لواء المشركين يوم أحدٍ مع طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عبد الدار بن قصي، فقتله علي بن أبي طالبٍ عليه السلام، وفي ذلك يقول الحجاج بن علاطٍ السلمي:
أعني ابن فاطمة المعم المخولا
تركت طليحة للجبين مجندلاً
لترده حيران حتى ينهلا
لله أي مذببٍ، عن حرمةٍ
جادت يداك له بعاجل طعنةٍ
عللت سيفك بالدماء ولم يكن
o وبه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: أخبرنا أبو بكرٍ بن الأنباري، قال:حدثنا أبي قال:
حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الربعي، قال: كان لمعاوية بن أبي سفيان مولى يقال له: حريثٌ وكان من أشجع الناس وأشبههم بمعاوية وكان إذا حمل أيام صفين، قال الناس: حمل معاوية، وكان لا يقوم له قائمٌ، وكان معاوية مسروراً بموضعه فقال له يوماً: يا حريث بارز من بارزك، وقاتل كل من قاتلك إلا علياً فإنه لا طاقة لك به.
فحسد عمرٌو بن العاص لعنه الله تعالى حريثاً لما يظهر من نجدته وبسالته فقال له: يا حريث، إن معاوية نفس عليك بقتل علي لأنك عبدٌ ولو كنت عربياً وذا شرفٍ لرضيك لهذا الأمر والمنزلة، فإن قتلت علياً انصرفت براية الفخر وبأعلى ذروة الشرف.(1/40)


فعمل في حريثٍ قول عمرٍو فلما برز علي عليه السلام أحجم الناس عنه فتقدم إليه حريثٌ فضرب علياً عليه السلام ضربةً لم تؤثر فيه، وضربه علي عليه السلام فقتله، فاتصل الخبر بمعاوية فقلق وجزع وقال: من أين أتي حريثٌ وقد كنت حذرته علياً عليه السلام ومنعته من قتاله؟
فقيل: إن عمراً أشار عليه بذاته فأنشأ معاوية يقول:
بأن علياً للفوارس قاهرٌ
من الناس إلا أقصعته الأظافر
فجدك إذ لم تقبل النصح عاثر
فلله ما جرت عليك المقادر
وقد يهلك الإنسان ما لا يحاذر

حريثٌ ألم تعلم وعلمك ضايعٌ
وأن علياً لم يبارزه واحدٌ
أمرتك أمراً حازماً فعصيتني
ودلاك عمرٌو والحوادث جمةٌ
وظن حريثٌ قول عمرٍو نصيحةً

- وبه قال:حدثنا محمدٌ بن علي العبدكي، قال:حدثنا محمدٌ بن يزداد قال: أخبرنا يحيى بن هشامٍ، عن الحسين بن الأبرش، عن الحكم بن عيينة قال: قال أبو الدرداء: العلماء ثلاثةٌ: رجلٌ بالشام يعني نفسه، ورجلٌ بالكوفة يعني ابن مسعودٍ، ورجلٌ بالمدينة -يعني علياً عليه السلام-؛ فالذي بالشام يسأل الذي بالكوفة والذي بالكوفة يسأل الذي بالمدينة والذي بالمدينة لا يسأل أحداً.
o وبه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الحضرمي، قال: حدثنا محمدٌ بن عبد الله بن غزوان، قال: حدثنا محمدٌ بن عبيد الله بن بكرٍ البغوي، عن شعيبٍ بن واقدٍ المزني، عن الحسين بن زيدٍ، عن عبد الله بن الحسن، عن زيدٍ بن علي، عن أبيه، عن جده.(1/41)


عن علي (عليهم السلام)، قال: خطب النبي (رسول الله) صلى الله عليه وآله وسلم حين زوج فاطمة من علي عليه السلام فقال:((الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود لقدرته، المطاع لسلطانه، المرهوب من عذابه، المرغوب إليه فيما عنده، النافذ أمره في سمائه وأرضه، ثم إن الله عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة من علي (عليه السلام) فقد زوجته على أربعمائة مثقالٍ فضةً إن رضي بذلك علي؛ ثم دعا بطبقٍ فيه بسرٌ فقال: انتهبوا فبينا ننتهب، إذ دخل علي عليه السلام، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي أعلمت أن الله عز وجل أمرني أن أزوجك فاطمة؟ فقد زوجتكها على أربعمائةٍ مثقالٍ فضةً إن رضيت، فقال علي عليه السلام: رضيت بذلك عن الله تعالى وعن رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: جمع الله شملكما وأسعد جدكما وأخرج منكما كثيراً طيباً)).
- وبه قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: أنشدنا ابن الأنباري لأمير المؤمنين علي عليه السلام لما قتل عمرو بن عبد ود يوم الخندق:
عني وعنهم أخبروا أصحابي
ومصممٌ في الهام ليس بنابي
وحلفت فاستمعوا من الكذاب
رجلان يضطربان أي ضراب
كالجذع بين دكادكٍ ورواب
كنت المقطر بزني أثوابي
ونصرت رب محمدٍ بصواب

أعلي تقتحم الفوارس هكذا
اليوم يمنعني الفرار حفيظتي
آلى ابن عبدٍ حين شد أليةً
أن لا يصد ولا يهلل فالتقى
فصددت حين رأيته متقطراً
وعففت، عن أثوابه ولو انني
نصر الجهالة من سفاهة رأيه

o وبه قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: أخبرنا أحمد بن هاشمٍ، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أحمد الحراني بعسكر، قال: حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني، عن عيسى بن يونس السبيعي، عن مختار التمار.(1/42)


عن أبي مطرٍ المبصري، قال: كنت من شباب ذلك الزمان فبينا أنا أمشي في المسجد وقد أسبلت إزاري وأرخيت شعري إذ نادى رجلٌ من خلفي: يا عبد الله ارفع إزارك واتق ربي سبحانه، فإنه أنقى لثوبك وأتقى لك، وجز من شعرك إن كنت امرءاً مسلماً.
فإذا رجلٌ كأنه أعرابي، فجئت حتى قمت من خلفه فقلت لامرءٍ من المسلمين: من هذا؟
فقال: أغريبٌ أنت؟
فقلت: نعم من أهل البصرة.
فقال: هذا أمير المؤمنين علي.
فمشيت خلفه حتى خرجت من المسجد فمر بأصحاب الإبل فقال: يا أصحاب الإبل بيعوا ولا تحلفوا، فإن اليمين تزين البيع وتمحق البركة.
ثم مشى حتى أتى أهل التمر فإذا هو بجاريةٍ تبكي فقال لها: ما شأنك؟
قالت: بعثني مولاي بدرهمٍ فابتعت من هذا تمراً فأتيتهم به فلم يرضوه، فلما أتيته به أبى أن يقبله.
فقال: يا عبد الله إنها خادمةٌ وليس لها أمرٌ فاردد إليها درهمها وخذ التمر.
فلم يعرفه الرجل وقام إليه ليلكزه، فقال له رجلٌ من المسلمين: أتدري من هذا؟ هذا أمير المؤمنين، فانخزل الرجل واصفر لونه وأخذ التمر ونثره، ورد إليها درهمها، ثم قال: يا أمير المؤمنين ارض عني.
فقال: ما أرضاني عنك إن أنت أصلحت أمرك. ثم مشى حتى توسطهم فقال: يا أصحاب التمر أطعموا المساكين وابن السبيل فإن ربحكم يربو. ثم مشى حتى أتى أصحاب السمك فقال: ألا لا يباع في سوقكم طافٍ.
ثم مشى فأتى قوماً يبيعون قمصاً من هذه الكرابيس (ثيابٌ خشنةٌ) فابتاع قميصاً بثلاثة دراهم فلبسه فكان ما بين الرسغين إلى الكعبين، فلما وضعه في رأسه، قال: بسم الله والحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس وأواري به عورتي.
فقالوا: يا أميرالمؤمنين، أشيءٌ قلته برأيك أم سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: لا بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول هذا القول عند الكسوة.(1/43)

17 / 100
ع
En
A+
A-