قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَدِيْنِي، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((مَا وَلَدَنِي مِنْ سِفَاحِ الْجَاهِلِيَّةِ شَيءٌ، وَمَا وَلَدَنِي إِلاَّ نِكَاحٌ كَنِكَاحِ الإِسْلاَمِ)).
قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ لَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْمَدِيْنِي: هُوَ عِنْدِي مُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُحْتَسِبِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَا بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الْحُوَيْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ الْمَحَامِلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيْمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْن أَبِي ثَابِتٍ.
عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، قَالَ: كَانَتِ الْجَاهِلِيَّةُ إِذَا كَانَتْ بِالْجَارِيَةِ خِصَالٌ وَأَدُوْهَا إِذَا كَانَتْ كَتِفَي الطَّبَرَتَيْنِ زُرْقاً مِلْحاً سُحًّا حَبَّابُهَا شَامَةٌ سَوْدَاءُ مُخَالِفَةٌ لِلَوْنِهَا دَفَنُوْهَا، قَالَ: فُوُلِدَ لِزُهْرَةَ بْنِ كِلاَبٍ مَرَّةً جَارِيَةً بِهَا شَامَةٌ سَوْدَاءُ فَأَرْسَلَ بِهَا مَعَ مَنْ يَئِدُهَا، قَالَ: فَخَرَجَ بِهَا الرَّسُوْلُ حَتَّى أَتَى بِهَا الْحُجُوْنَ، فَحَفَرَ لَهَا، فَلَمَّا هَمَّ أَنْ يُدْلِيَهَا فِيْ(1/41)


حُفْرَتِهَا، فَإِذَا مُنَادٍ مِنَ الْجَبَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: أَبُو دُلاَمَةَ الْمُطِلُّ عَلَى الْحُجُوْنِ الْمُقَابِلُ لأَبِي قُبَيْسٍ.
خَلِّ وَدَعْهَا عَنْكَ فِيْ الْبَرِيَّةِ يَا وَائِدَ الصَّبِيَّةِ إِنَّ لَهَا علماً فِيْ الأَنْسَبِيَّة قَالَ: فَكَفَّ فَتَبَصَّرَ أَنْ يَرَى أَحَداً فَلَمْ يَرَهُ، قَالَ: ثُمَّ أَهَمَّ بِهَا أَنْ يُدْلِيَهَا، قَالَ: فَنَادَاُه مُنَادٍ مِنَ الْجَبَلِ: وُمُطْعِمٍ بِجُوْدِ رُبَّ فَارِسٍ وَدُوْدِ فِي الْجَارِيَةِ الْوَئِيْدِ قَالَ: فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى أَتَى بِهَا زَهْرَةَ بْنَ كِلاَبٍ، قَالَ: فَقَالَ زَهْرَةُ بْنُ كِلاَبٍ: دَعْهَا فَلْتَكُوْنَنَّ لَهَا بَنَاتٌ فَسَمَّاهَا السَّوْدَاءُ، قَالَ: فَنَشِئَتْ حَتَّى بَلَغَتْ ثُمَّ تَزَوَّجْهَا عَمْرُو بْنُ سَعْدِ بْنِ تَمِيْمِ بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: فَوَلَدَتْ لَهُ جِدْعَانَ بْنَ عُمَرَ، ثُمَّ وَلَدَتْ فَانْتَشَرَ رَحِمُهَا فِيْ قُرَيْشٍ، وَعَلِمَتِ الْكُهَّانَةُ حَتَّى مَاتَتْ، فَقَالَ: فَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَظِيْمِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُالْعَزِيْزِ، عَنْ عَمِّهِ أَنَّهُ لَمَّا مَاتَتْ خَرَجَ عَلَيْهَا مِمَّا وَلَدَتْ ثَلاَثُمَائِةِ بِكْرٍ سِوَى الثَّيِّبِ فَلَمَّا علِمَتِ الْكُهَانَةُ، قَالَتِ اعْرِضُوْا عَلَيَّ وَلَدِي، قَالَ: فَعُرِضَ عَلَيْهَا وَهْبُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ أَبُو آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ أُمِّ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: هَذَا السَّيِّدُ النَّجِيْبُ وَسَيَلِدُ، قَالَ: ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهَا وَهْبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ، فَقَالَتْ: هَذَا شِدَادُ الْبَطْحَاءِ وَنِكَايَةِ الأَعْدَاءِ، قَالَ: ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهَا الأَسْوَدُ بْنُ عَبْدِ يَغُوْثَ بْنِ(1/42)


وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، فَقَالَتْ: أُفٍّ وَتُفٍّ، وَجُوْرَبٍ وَخُفٍّ، فَقِيْلَ: مَا الْجَوْرَبُ وَالْخَفُّ؟ فَقَالَتْ: حَجَرٌ أَمْلَسُ صَفَاةُ جَهَنَّمَ مَنْ قَامَ عَلَيْهَا أَذَابَتْ مَسَامِعَهُ، قَالَ: ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهَا عَوْفُ بْنُ عَبْدِ عَوْفٍ فَقَالَتْ: هَذَا الأَغَرُّ الأَخْوَلُ الْمُعِمُّ الْمُخَوَّلُ، قَالَ ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَتْ: يَا خَيْرَاه، يَا فَضَلاَه، لَيْتَنِي كُنْتُ مِنْهُ أوْ كَانَ مِنِّي، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَةَ؛ إِنَّ لَهُ رِيْحاً كَرِيْحِ يَتَلا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ أَرْقُبُوْهُ بَيْنَ يَدَيّ السَّاعَةِ، قَالَ: ثُمَّ عُرِضَ عَلَيْها عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَتْ: هَذَا نَجِيْبٌ مِنْ رَبِّ السَّمَاءِ، يَقُصُّ بِهِ قُرَيْشٌ مِنَ الأَهْوَاءِ، ثُمَّ قَضَتْ.
(1/43)


أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن العَبَّاسِ الْمُخْلِصُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الطَّوْسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: لَمَّا وُلِدَتِ السَّوْدَاءُ بِنْتُ زَهْرَةَ بْنِ كِلاَبٍ أَمَرَ بِهَا أَبُوْهَا مَنْ يَئِدَهَا؛ فَخَرَجَ بِهَا الْوَائِدُ حَتَّى أَتَى بِهَا الْحُجُوْنَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ: أَبُو دُلاَمَةَ فَحَفَرَ لَهَا فَلَمَّا وَضَعَهَا فِيْ حُفْرَتِهَا صَاحَ بِهِ صَائِحٌ مِنَ الْجَبَلِ: رُبَّ فَرَسٍ رَأُوْدِ يَا وَائِدَ الصَّبِيَّةِ فِي السَّنَةِ الْجَمُوْدِ وَمَطْعَمٍ بِجُوْدِ مِنَ الصَّبِيَّةِ الْوَئِيْدِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَرَ أَحَداً، فَعَادَ لأَنْ يَئِدَهَا، فَصَاحَ بِهِ: يَا وَائِدَ الصَّبِيَّةِ امْضِ وَدَعْهَا عَنْكَ فِيْ الْبَرِيَّةِ إِنَّ لَهَا علماً فِيْ الأَنْسَبِيَّةِ.
قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى أَبِيْهَا فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ، قَالَ: دَعْهَا؛ فَإِنَّ لَهَا شَأْنَاً فَعُمِّرَتْ وَكَانَ يَقُوْلُ: يًا بَنِي زُهْرَةَ، إِنَّ فَيِكُمْ لَنَذِيراً، وَوَاللَّهِ نَذِيْرٌ فَأَعْرِضُوا عَلَيَّ نِسَاءَكُمْ، فَعُرِضَ عَلَيْهَا حَتَّى مَرَّتْ بِهَا الشَّقَّاءُ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَتْ: لَيْسَتْ بِهَا، وَلَتَلِدَنْ فَوَلَدَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ.
وَعُرِضَتْ عَلَيْهَا بِنْتُ عَبْدِ الْحَارِثِ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ فَقَالَتْ: لَيْسَتْ بِهَا وَلَتَلِدَنْ، فَوَلَدَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ(1/44)


مَسْعُوْدٍ.
وَعُرْضِتَ عَلَيْهَا هَالَةُ بِنْتُ هَيْلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ قَالَتْ: لَيْسَتْ بِهَا وَلَتَلِدَنْ فَوَلَدَتْ حَمْزَةَ وَصَفِيَّةَ وَالْمُقَوِّمَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
وَعُرِضَتْ عَلَيْهَا آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ، فَقَالَتْ: إِنَّهَا لَنَذِيْرَةٌ، وَلَتَلِدَنَّ نَذِيْراً، فَوَلَدَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِي قَاضِي بُخَارَى إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيْبٍ النَّزْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ بُكَيْرٍ يَقُوْلُ: وَأُمُّ رَسُوْلِ اللَّهِ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ.
(1/45)

9 / 134
ع
En
A+
A-