صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنِ سَعِيْدٍ الْمَسَاحِقِي، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: سَمِعَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْر وَكَانَ مِنْ عُقَلاءِ قُرَيْشٍ ابْناً لَهُ يُنَقِّصُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، لاَ تُنَقِّصْ عَلِيًّا فَإِنَّ الدِّيْنَ لَمْ يَبْنِ شَيْئاً اسْتَطَاعَتِ الدُّنْيَا أَنْ تَهْدِمَهُ، وَإنَّ الدُّنْيَا لَمْ تَبْنِ شَيْئاً إِلاَّ هَدَمَهُ الدِّيْنُ، يَا بُنَيَّ، إِنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَهَجُوا بِالسَّبِّ عَلَى عَلِيٍّ فِيْ مَجَالِسِهِمْ وَلَعَنُوْهُ عَلَى مَنَابِرِهِمْ، فَكَأَنَّمَا يَأْخُذُوْنَ وَاللَّهِ بِضُبْعَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ مُداً وَإِنَّهُم لَهَجُوا بِتَقْرِيْضِ ذَوِيْهِمْ وَأَوَائِلِهِمْ مِنْ قَوْمِهِمْ، وَكَأَنَّمَا يَكْشِفُوْنَ عَنْ أَنْتُنٍ مِنْ بُطُوْنِ الْجِيَفِ فَأنْهَاكَ عَنْ سَبِّهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّقَّا الْعَسْكَرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ -يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ-، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ وَهْبٍ السُّلَمِي الْوَاسِطِيْ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِيْنَارٍ، عَنْ بَسْطَامِ بْنِ مُسْلِمٍ.
عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عَلِيًّا -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-كَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي ائْتَمَنْتُهُمْ وَخَانُوْنِي، وَنَصَحْتُهْم وَغَشُّوْنِي، اللَّهُمَّ سِلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلاَمَ ثَقِيْفٍ يَحْكُمُ فِيْ دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ بِحُكْمِ(1/442)


الْجَاهِلِيَّةِ).
قَالَ: فَوَضَعَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ: الذَّيَّالُ مُفَجِّرُ الأَنْهَارِ، يَأْكُلُ خُضْرَتَهَا وَيَلْبَسُ فَرْوَتَهَا، قَالَ: فَقَالَ الْحَسَنُ: هَذِهِ وَاللَّهِ صِفَةُ الْحَجَّاجِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يُوْسُفُ بْنُ رَبَاحِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَصْرِي الْقَاضِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِيْ جَامِعِ الأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بنْدَارٍ الآذنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غُزْوَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ الْقَاضِي بِمِصْرَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْمُوْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الأَنْطَاكِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ فُضَيْلِ بْنُ غُزْوَانَ.
عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بْنِ مُحَمَّدٍ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، قَالَ: أَوْصَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِيْنَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ.
(1/443)


(هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب)
(أَوْصَى أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشِرْكُوْنَ، أَلاَ وَإِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِيْ وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِيْ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ.
ثُمَّ إنِّي أُوْصِيْكَ يَا حَسَنُ وَجَمِيْعَ وَلَدِيْ وَأَهْلَ بَيْتِيْ وَمَنْ بَلَغَهُ وَفَاتِي بِتَقْوَى اللهِ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُوْنَ، وَاعْتَصِمُوْا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيْعاً ثُمَّ إِنِّي أُوْصِيْكُمْ فِي الْجَارِ فَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ مَا زَالَ يُوْصِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ.
وَاللهَ اللهَ فِيْ القُرْآنِ لاَ يَسْبِقُ بِهِ غَيْرُكُمْ.
.
، وَاللهَ اللهَ فِيْ الصَّلاَةِ فَإنَّهَا عَمُوْدُ دِيْنِكُمْ.
.
وَاللهَ اللهَ فِيْ صِيَامِ رَمَضَانَ فَإنَّ الصَّبْرَ عَلَى صِيَامِهِ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ،.
.
واللهَ اللهَ بِالْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ،.
.
وَقُوْلُوا لِلنَّاسِ حُسْناً، ائْتَلِفُوا وَلاَ تَخْتَلِفُوا).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفَانِ أَبُوطَاهِرٍ وَأَبُو مُحَمَّدٍ إِبْرَاهِيْمُ وَالْحَسَنُ ابْنَا أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْعَلَوِيِّ الْحَسَنِي الزَّيْدِي الْكُوْفِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الشَّيْبَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُوالْقَاسِمِ الْعَلَوِيُّ الْمَوْسَوِي فِيْ مَنْزِلِهِ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نُهَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَبَلَةَ عَنْ حَمِيْدِ بْنِ شُعَيْبٍ الْهَمَذَانِي، عَنْ جَابِرِ بْنِ(1/444)


يَزِيْدَ.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- جَمَعَ بَنِيْهِ حَسَناً، وَحُسَيْناً، وَابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، وَالأَصَاغِرَ مِنْ وَلَدِهِ فَوَصَّاهُمْ، وَكَانَ فِيْ آخِرِ وَصِيَّتِهِ: يَا بَنِيَّ عَاشِرُوا النَّاسَ عِشْرَةً إِنْ غِبْتُمْ حَنُّوا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ مُتُّمْ بَكَوْا عَلَيْكُمْ، يَا بَنِيَّ، إِنَّ الْقُلُوْبَ جُنُوْدٌ مُجَنَّدَةٌ تَتَلاَحَظُ بِالْمَوَدّةِ وَتَتَنَاجَى بِهَا، وَكَذَلِكَ بَنِيَّ فِيْ الْبُغْضِ، فَإِذَا أَحْبَبْتُمُ الرَّجُلَ مِنْ غَيْرِ خَيْرٍ يَسْبِقُ مِنْهُ إِلَيْكُمْ فَأَرْجُوْهُ، فَإِذَا أَبْغَضْتُمُ الرَّجُلَ مِنْ غَيْرِ سُوْءٍ سَبَقَ مِنْهُ إِلَيْكُمْ فَاحْذَرُوْهُ).
(وَبِهِ) قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْل بْن مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي الْحَافِظُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِأصَفْهَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوحَاتِمٍ سَهْلُ بْنُ السُّرِّي الْبُخَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الوَضَّاحُ الْبُخَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ الْبُخَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا كَعْبُ بْنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبُخَارِي، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ السُّدِّي.
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُوْنَ الأَوْدِي أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- حِيْنَ ضُرِبَ مَكَثَ يَوْمَيْنِ، فَلَمَّا ثَقُلَ دَعَا بِصَحِيْفَةٍ يَكْتُبُ فِيْهَا:(1/445)


بسم الله الرحمن الرحيم (هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ عَلِيٌّ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِيْنِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشِرْكُوْنَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِيْ وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِيْ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ.
ثُمَّ إنِّي أُوْصِيْكَ يَا حَسَنُ وَجَمِيْعَ وَلَدِيْ وَأَهْلَ بَيْتِيْ وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي هَذَا بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لاَ شَرِيْكَ لَهُ، وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُوْنَ، وَاعْتَصِمُوْا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيْعاً وَلا تَفَرَّقُوا فَإنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ) يَقُوْلُ: ((عَلَيْكُمْ بِصَلاَحِ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّهَا حَالِقَةُ الدِّيْنِ)) وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَعَلَيْكُمْ بِصِلَةِ الأَرْحَامِ يُهَوِّنُ عَلَيْكُمْ بِهِ الْحِسَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِجِيْرَانِكُمْ فَإِنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَانَ يُوْصِيْنَا بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ وَالصَّلاَةِ فَإِنَّهُمَا عِمَادُ دِيْنِكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِبَيْتِ رَبِّكُمْ فَلاَ تَخْلُوْهُمْ مَا بَقِيْتُمْ فَإِنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ لَمْ تُنَاصَرُوا، وَعَلَيْكُمْ بِمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْراً، فَإِنَّهُ آخِرُ مَا أَوْصَى بِهِ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((الصَّلاَةُ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)).
وَتَعَاوَنَوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالعُدْوانِ،(1/446)

88 / 134
ع
En
A+
A-