عَلَى بَيْتِ الْمَالِ فِيْمَا ذَكَرَ أَسَدٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ أَبُو رَافِعٍ لِلْعَبَّاسِ وَوَهَبَهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَلَمَّا أَسْلَمَ الْعَبَّاسُ سُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَعْتَقَ أَبَا رَافِعٍ.
وَأَمَّا ابنُ هِشَامٍ، فَحَدَّثَنَا، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُسَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو رَافِعٍ: كُنْتُ غُلاَماً لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، فَكَانَ الإِسْلاَمُ قَدْ دَخَلَنَا فَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَأَسْلَمْتُ فِيْ حَدِيْثٍ ذَكَرَهُ، وَجَاءَ عَنْهُ بِضْعَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَهْوَازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلِيْفَةُ بْنُ خَيَّاطِ شَبَابٍ: وَأَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَاتَ قَبْلَ الأَرْبَعِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، قَالَ: وَأَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَقِيْلَ: اسْمُهُ إِبْرَاهِيْمُ، زَوَّجَهُ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-(1/420)
مَوْلاَتُهُ سَلْمَى، فَوَلَدَتْ لَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ كَاتِبُ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِيْنَةِ أَنَّ اسْمَ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَسْلَمُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: وَأَبُو رَافِعٍ وَاسْمُهُ أَسْلَمُ، سَمِعْتُ أَبَا مُوْسَى يَذْكُرُ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِيْنَ، وَذُكِرَ عَنْ أَبِي مُوْسَى أَنَّهُ كَانَ غُلاَماً لِلْعَبَّاسِ فَوَهَبَهُ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَعْتَقَهُ، قَالَ: وَكَانَ إِسْلاَمُهُ بِمَكَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فُسْتُقَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَاتَ(1/421)
أَسْلَمُ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاَثِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِيْنَةِ: أَنَّ اسْمَ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَسْلَمُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ هَارُوْنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَاهَوَيْهِ وَهْبُ بْنُ جَرِيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ سَمِعْتُ ابْنُ إِسْحَاقَ يَقُوْلُ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: كُنْتُ غُلاَماً لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَكُنْتُ قَدْ أَسْلَمْتُ، وَأَسْلَمَتْ أُمُّ الْفَضْلِ، وَأَسْلَمَ الْعَبَّاسُ، وَكَانَ يَكْتُمُ إِسْلاَمَهُ مَخَافَةَ قَوْمِهِ، وَكَانَ أَبُو لَهَبٍ قَدْ تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، وَبَعَثَ مَكَانَهُ الْعَاصَ بْنَ هِشَامٍ، وَكَانَ لَهُ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَالَ: اكْفِنِي هَذَا الْغَزْوَ وَأَتْرُكَ لَكَ مَا عَلَيْكَ فَفَعَلَ، فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَرُ وَكَبَتَ اللَّهُ أَبَا لَهَبٍ، وَكُنْتُ رَجُلاً ضَعِيْفاً أَنْحَتُ هَذِهِ الأَقْدَاحَ فِيْ حُجْرَةٍ فَمَرَّ بِي، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَجَالِسٌ أَنْحَتُ أَقْدَاحِي وَعِنْدِي أُمُّ الْفَضْلِ إِذِ الْفَاسِقُ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ، أَرَاهُ قَالَ: حَتَّى جَلَسَ عِنْدَ طِنِبِ الْحُجْرَةِ،(1/422)
وَكَانَ ظَهْرُهُ إِلَى ظَهْرِي، فَقَالَ النَّاسُ: هَذَا أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: هَلُمَّ إِلَيَّ يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ كَانَ أَمْرُ النَّاس؟ قَالَ: لاَ شَيءَ وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ لَقِيْنَاهُمْ فَمَنَحْنَاهُمْ أَكْنَافَنَا يَقْتُلُوْنَنَا كَيْفَ شَاؤُا وَيَأْسُرُونَنَا كَيْفَ شَاؤُا، وَأَيْمُ اللَّهِ مَا لُمْتُ النَّاسَ.
فَقَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ رِجَالاً بِيْضاً عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ، لاَ وَاللَّهِ مَا تَلِيْقُ شَيْئاً وَلاَ يَقُوْمُ لَهَا شَيءٌ، قَالَ: قَرَعْتُ طِنِبَ الْحُجْرَةِ فَقُلْتُ: تِلْكَ وَاللَّهِ الْمَلاَئِكَةُ، فَرَفَعَ أَبُولَهَبٍ يَدَهُ فَلَطَمَ وَجْهِي وَثَاوَرْتُهُ فَاحْتَمَلَنِي فَضَرَبَ بِيَ الأَرْضَ حَتَّى بَرَكَ عَلَيَّ، فَقَامَتْ أُمُّ الْفَضْلِ فَاحْتَجَزَتْ وَأَخَذَتْ عُوْداً مِنْ عُمُدِ الْحُجْرَةِ، فَضَرَبَتْهُ فَفَلَقَتْ فِيْ رَأْسِهِ شَجَّةً مُنْكَرَةً، وَقَالَتْ: أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ لَتَسْتَضْعِفَنَّهُ إِذْ رَأَيْتَ سَيِّدَهُ غَائِباً عَنْكَ، فَقَامَ ذَلِيْلاً فَوَاللَّهِ مَا عَاشَ إِلاَّ سِتُّ لَيَالٍ حَتَّى ضَرَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالْعَدَسَةِ فَقَتَلَهُ، فَلَقَدْ تَرَكَهُ ابْنَاهُ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً مَا يَدْفِنَاهُ حَتَّى أَنْتَنَ فِيْ بَيْتِهِ.
فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لابْنَيْهِ: أَلاَ تَسْتَحِيَانِ إِنَّ أَبَاكُمَا قَدْ أَنْتَنَ فِيْ بَيْتِهِ فَقَالاَ لَهُ: نَخْشَى هَذِهِ الْقَرْحَةَ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ يَتَّقُوْنَ الْعَدَسَةَ كَمَا يُتَّقَى الطَّاعُوْنُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنْطَلِقَا فَأَنَا مَعَكُمَا، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا غَسَلُوْهُ إِلاَّ قَذْفاً بِالْمَاءِ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيْدٍ، ثُمَّ احْتَمَلُوْهُ فَقَذَفُوْهُ فِيْ أَعْلَى مَكَّةَ إِلَى جِدَارٍ وَقَذَفُوا عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ.
(1/423)
شقران مولى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-
وَهُوَ صَالِحٌ كَانَ لِعَبْدَ الْرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَاشْتَرَاهُ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الْفَاضِلُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الإِمَامُ الأَجَلُّ الْمُرْشِد بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الذُّكْوَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَتَّاتُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
عَنْ سَعِيْدِ بْنِ الُمَسَيَّبِ، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: وَوَلِيَ دَفْنَهُ -يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَةٌ -يَعْنِي عَلِيٌّ، وَالْعَبَّاسُ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
(قَالَ): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ،(1/425)