بِبَعْضِهِنَّ وَأَرْجَى بَعْضَهُنَّ، فَلَمْ يَقْرَبْهُنَّ حَتَّى تُوُفِّيَ لَمْ يَنْكِحْهُنَّ أَحَدٌ بَعْدَهُ مِنْهُنَّ أُمُّ شُرَيْكٍ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا.
عَنِ الشَّعْبِي: ?وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ?[الأحزاب:50]، قَالَ: كُنَّ نِسَاءً وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِرَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلْ بِشَيءٍ مِنْهُنَّ، وَلَمْ يُضْرَبْ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابُ، وَلَمْ يُنْكِحْهُنَّ أَحَدٌ بَعْدَهُ، مِنْهُنَّ أُمُّ شُرَيْكٍ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِي، وَالْقَاضِي أَبُو الْعَلاءِ زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُوْرٍ الرَّاوِنْدِي إِجَازَةً.
قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِي(1/340)


إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّمَادِي، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ الأَفْطَسُ.
عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تِسْعُ نِسْوَةٍ فَخَشِيْنَ أَنْ يُطَلِّقَهُنَّ، فَقُلْنَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ اقْسِمْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ وَمَالِكَ مَا شِئْتَ وَلا تُطِلِّقْنَا: قَالَ فَنَزَلَتْ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ.
.
.
?[الأحزاب:51]، إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَكَانَ الْمَأْوِيَّاتُ خَمْساً: عَائِشَةَ، وَحَفْصَةَ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَزَيْنَبَ، وَأُمَّ حَبِيْبَةَ، وَالْمَرْجِيَّاتُ أَرْبَعَ: جُوَيْرِيَةَ وَمَيْمُوْنَةَ، وَسَوْدَةَ، وَصَفِيَّةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ السَّوَّاقِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوْنُسَ بْنِ مُوْسَى الْقُرَشَي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوْسُفَ، عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَرَادَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَتَزَوَّجُ الْعَاشِرَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلاَ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ?[الأحزاب:52].
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ السَّوَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقُطَيْعِيُّ، قَالَ:(1/341)


حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ سَنَةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّمَادِي، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِي، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ.
عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُنَّ أَزْوَاجُ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تِسْعاً، فَخَشِيْنَ أَنْ يُطَلَّقْنَ، فَقُلْنَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ اقْسِمْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ وَمَالِكَ مَا شِئْتَ، وَلاَ تُطَلِّقْنَا، فَأُنْزِلَتْ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ?[الأحزاب:51]، فَكُنَّ الْمَأْوِيَّاتُ خَمْساً: عَائِشَةَ، وَحَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأُمَّ حَبِيْبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَأُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ، وَزَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ.
(1/342)


وَكُنَّ الْمُرْجِيَّاتُ أَرْبَعاً: سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، وَجُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، وَمَيْمُوْنَةَ، وَصَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ.

ذكر قوله عز وجل: ?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلاَ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ?[الأحزاب:52] [إلى آخر الآية].

وَبِهِ قَالَ السَّيِّدُ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَدَانِي الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ قُتَادَةَ.
عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا اخْتَرْنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُوْلَهُ شَكَرَهُنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ذَلِكَ، فَقَالَ: ?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلاَ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ?[الأحزاب:52]، فَقَصَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِنَّ وَهُنَّ النِّسْوَةُ اللاَّتِي اخْتَرْنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُوْلَهُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ قُتَادَةَ.
عَنْ عِكْرِمَةَ فِيْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلاَ أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ?[الأحزاب:52]، قَالَ: مِنْ بَعْدِ بَنَاتِ عَمِّكَ،(1/343)


وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ، وَبَنَاتِ خَالِكَ، وَبَنَاتِ خَالاَتِكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: قُبِضَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَمَا نَعْلَمُهُ تَزَوَّجَ النِّسَاءَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنِ الْكَلْبِي: ?لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ?[الأحزاب:52] يَقُوْلُ: مِنْ بَعْدِ مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنْ بَنَاتِ الْعَمِّ، وَبَنَاتِ الْخَالِ، وَبَنَاتِ الْعَمَّاتِ، وَبَنَاتِ الْخَالاَتِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيْدِ التَّسْتُرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُوْسَى.
عَنْ زِيَادٍ قَالَ: قُلْتُ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: هَلْ كَانَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-لَوْ مُتْنَ أَزْوَاجُهَ أَنْ يَتَزَوَّجَ؟ قَالَ: وَمَا كَانَ يُحْرَمُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ: فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ: ?إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاَّتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ?[الأحزاب:50].
قَالَ: أَحَلَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ ضَرْباً مِنَ النِّسَاءِ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ مَا سِوَاهُنَّ، أَحَلَّ(1/344)

68 / 134
ع
En
A+
A-