مُحَمَّدِ بْنِ هِلاَلٍ السَّيْطَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ السَّهْمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّانِعُ، عَنْ عَاصِمِ بْن عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ دِيْنَارٍ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَيَّرَ نِسَاءَهُ كَانَتِ الَّتِي اخْتَارَتْ نَفْسَهَا امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي هِلاَلٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشَي بْنِ شِرَّانٍ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ حَيَوِيَّةَ الْخَرَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ الصَّيْرَفِي الْكِنْدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَدِيْجَةَ بِمَكَّةَ، كَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ عَتْوَيْهِ بْنِ عَائِذٍ الْمَخْزُوْمِي.
وَتَزَوَّجَ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ.
وَتَزَوَّج بِالْمَدِيْنَةِ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السُّلَمِي.
ثُمَّ تَزَوَّجَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرٍو، أَخِي بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ.
وَتَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيْبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الأَسَدِيِّ أَسَدِ خُزَيْمَةَ.
ثُمَّ تَزَوَّج أُمَّ سَلَمَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ اسْمُهَا هِنْدٌ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ(1/335)
بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَهُوَ أَبُو سَلَمَةَ.
وَتَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ.
وَتَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ بِنْتَ الْحَارِث.
وَسَبَى جُوَيْرِيَةَ فِيْ غَزْوَتِهِ الَّتِي هَزَمَ فِيْهَا بَيَاتٍ، وَهِيَ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ ضِرَارٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ.
وَسَبَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي النَّضِيْرِ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَسَمَ لَهَا.
وَاشْتَرَى مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةَ فَوَلَدَتْ إِبْرَاهِيْمَ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
وَاشْتَرَى رَيْحَانَةَ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَعْتَقَهَا، وَلَحِقَتْ بِأَهْلِهَا وَاحْتُجِبَتْ عِنْدَ أَهْلِهَا.
وَطَلَّقَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْعَالِيَةَ بِنْتَ طِيْبَانَ، وَفَارَقَ أُخْتَ بَنِي الْجُوْنِ فِيْمَا أَعْلَمُ مِنْ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا.
قَالَ أَبُو مُوْسَى: فَخَيَّرَ أَزْوَاجَهُ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ شَيْئٍ أَرَدْنَهُ مِنَ الدُّنْيَا، قَالَ: وَيُقَالُ: فِيْ غَيْرِةٍ كَانَتْ مِنْ عَائِشَةَ وَبِشَيءٍ أَرَادَتْهُ مِنَ الدُّنْيَا، وَكَانَ تَحْتَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ عَائِشَةُ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ، وَأُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ أُمَيَّةَ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَمَيْمُوْنَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الْهِلاَلِيَّةُ، وَجُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ.
فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ وَكَانَتْ أَحَبَّهُنَّ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ عَبْدِ الأَعْلَى يُحَدِّثُهُ عَنْ سَعِيْدٍ، عَنْ قُتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ.
(1/336)
ذكر المرجيات منهن
وَبِهِ قَالَ السَّيِّد: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْجَوْزَذَانِي الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَوْدُوْدٍ الْحَرَّانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كُرَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيْهِ.
(1/337)
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللاَّتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَقُوْلُ أَوْهَبَتِ امْرَأَةٌ نَفْسَهَا، فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ?[الأحزاب:51] قُلْتُ: وَاللَّهِ مَا أَرَى رَبُّكَ إِلاَّ سَارَعَ لَكَ فِيْ هَوَاكَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَدَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُوْرٍ.
عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، قَالَ: لَمَّا أَرَادَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنْ يُطَلِّقَ أَزْوَاجَهُ قُلْنَ: أَفْرِضْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ وَمَالِكَ مَا شِئْتَ، فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَآَوَى أَرْبَعاً وَأَرْجَى أَرْبَعاً.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ، عَنْ مَنْصُوْرٍ.
عَنِ ابْنِ رُزَيْنٍ فِيْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ?[الأحزاب:51]، قَالَ: الْمَرْجِيَّاتُ: مَيْمُوْنَةُ، وَسَوْدَةُ، وَصَفِيَّةُ، وَجُوَيْرِيَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ، وَكَانَتْ عَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَحَفْصَةُ، وَزَيْنَبُ سَوَاءً فِيْ قِسْمِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَكَانَ يُسَاوِي بَيْنَهُنَّ فِيْ الْقَسْمِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا(1/338)
أَبُوبَكْرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ?[الأحزاب:51]، قَالَ: كَانَ ذَلِكَ حِيْنَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُخَيِّرَهُنَّ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَمَا عَلِمْنَا أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَرْجَى مِنْهُنَّ أَحَداً، وَلَقَدْ آوَاهُنَّ كُلَّهُنَّ حَتَّى مَاتَ.
قَالَ مُعَمَّرٌ: وَقَالَ قُتَادَةُ: جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْ حِلٍّ أَنْ يَدَعَ مَنْ يَشَاءُ مِنْهُنَّ وَيُؤْوِيْ إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ قَسْمٍ، وَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُقْسِمُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ مُعَمَّرٌ: وَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُوْلُ: كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذَا خَطَبَ امْرَأَةً فَلَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَخْطُبَهَا حَتَّى يَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَوْ يَدَعَهَا، فَفِي ذَلِكَ نَزَلَ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ.
.
.
?[الأحزاب:51]، الآَيَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: سُئِلَ عَامِرٌ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ?تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ?[الأحزاب:51] قَالَ: كُنَّ نِسَاءً وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ(1/339)