وَأَقَامَتْ عَلَى إِسْلاَمِهَا، فَزَوَّجَهَا النَّجَاشِيُّ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَصْدَقَ عَلَيْهِ أَرْبَعِمِائَةِ دِيْنَارٍ، وَقَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَسِيْرَهُ إِلَى خَيْبَرَ، وَتَزَوَّج حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنْيْنَ، وَكَانَتْ عِنْدَ حُبَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، فَبَعَثَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى ابْنِ كِسْرَى بِالْمَدَائِنِ.
وتَزَوَّجَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ حِيْنَ افْتَتَحَ خَيْبَرَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ كِنَانَةَ بْنِ الْحَقِيْقِ.
وَتَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ الْمُصْطَلِقِيَّةَ يَوْمَ الْمُرَيْسِيْعِ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ ابْنِ عَمِّهَا صَفْوَانَ بْنِ أَبِي السَّقْرِ، وَكَانَتْ حِلْفاً لأَبِي سُفْيَانَ عَلَى رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ حُلَفَاءَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَذَلِكَ قَوْلُ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ: وَحِلْفُ قُرَيْظَةَ فِيْكُمُ سَوَاءٌ وَحِلْفُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارِ فَتَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَجَعَلَ صِدَاقَهَا عِتْقُ جَمَاعَةِ قَوْمَهَا.
وَتَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رَبَابٍ الأَسَدِيِّ، بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِثَلاَثِ سِنِيْنَ، وَكَانَتْ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرَسُوْلُهُ، وَفِيْهَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ لأَنَّهَا كَانَتْ وَقَعَتْ فِيْ نَفْسِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَقَالَ لَهَا(1/324)
نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ إِنَّهُ يُقَالُ: إِنَّ عِنْدَكُمْ شَيْئاً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ تُظْهِرُوْهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لَوْ كَتَمَ مُحَمَّدٌ شَيْئاً مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكَتَمَ هَذِهِ الآيَةَ: ?وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ.
.
.
?[الأحزاب:37] إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
وَتَزَوَّجَ مَيْمُوْنَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ جَحْشِ بْنِ حِرْزِ بْنِ بُحَيْرٍ الْهِلاَلِيَّةَ، حَيْثُ قَدِمَ مَكَّةَ فِيْ الْعُمْرَةِ الْوُسْطَى خَطَبَهَا عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَتَزَوَّجَهَا بِسَرْفٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ تَوْرَانُ شَاه بْنُ خَسْرُو شَاه بْن بَابُوَيْهِ الْجِيْلِي قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْفَرْزَاذِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُوْ الْحُسَيْن يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ:(1/325)
حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَمَّرٌ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَزْوَاجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَائِشَةُ، وَخَدِيْجَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ، وَجُوَيْرِيَةُ، وَمَيْمُوْنَةُ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، وَسَوْدَةُ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ.
قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَهُ تِسْعٌ -يَعْنِي نِسْوَانَ يَعْنِي بَعْدَ خَدِيْجَةَ- وَالْكِنْدِيَّةِ مِنْ بَنِي الْجُوْنِ، وَالْعَالِيَةِ بِنْتِ طِيْبَانَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي كِلاَبٍ، وَزَيْنَب بِنْتِ خُزَيْمَة امْرَأةٌ مِنْ بَنِيْ كِلاّبٍ.
(1/326)
قَالَ مُعَمَّرُ: وَأَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- طَلَّقَ الْعَالِيَةَ بِنْتَ طِيْبَانَ، قِيْلَ: فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمٍّ لَهَا وَلَدَتْ لَهُ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُحَرَّمَ نِكَاحُهُنَّ عَلَى النَّاسِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: فَكَانَ جَمِيْعُ مَنْ تَزَوَّج أَرْبَعَ عَشْرَةَ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الْعَزِيْزِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: عِدَّتُهُنَّ (ح).
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ الْبَرْمَكِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُخَيْتٍ الدَّقَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ عِيْسَى الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئ أَبُوْ بَكْرٍ الأَثْرَمُ، قَالَ: وَقَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِيْ كِتَابِ (التَّارِيْخِ) عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عِدَّةَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَكَانَ فِيْ كِتَابِي: وَجُوَيْرِيَةُ وَالْمُصْطَلِقِيَّةُ، فَلَمَّا قَرَأْنَا وَجُوَيْرِيَةُ، قَالَ لِي عَبْدَانُ: وَالْمُصْطَلِقِيَّةُ.
قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: أَلْقِ وَالْمُصْطَلِقِيَّةُ، قَالَ: فَإِنَّ جُوَيْرِيَةَ هِيَ الْمُصْطَلِقِيَّةُ، فَإِمَّا(1/327)
أَنْ يَكُوْنَ خَطَأٌ مِنْهُ أَوْ مِنَّا.
(رَجْعُنَا إِلَى حَدْيِثِ الأَزْجِي): خَدِيْجَةُ، وَعَائِشَةُ، وَأُمُّ سَلَمَةَ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيْبَةَ، وَجُوَيْرِيَةُ، وَالْمُصْطَلِقِيَّةُ، وَمَيْمُوْنَةُ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ مَخْزُوْمٍ، وَسَوْدَةُ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَصَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ.
قَالَ عَطَاءُ وَعُمَرُ: وَاجْتَمَعْنَ عِنْدَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ، وَقَدْ أَمَرَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَى صَفِيَّةَ الْحِجَابُ.
(1/328)