ثُمَّ تَزَوَّجَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ مِنْ بَنِي الْجُوْنِ فَلَمَّا دَخَلَ بِهَا دَعَاهَا، فَقَالَتْ: تَعَالَ أَنْتَ، فَطَلَّقَهَا.
قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ بِهَا وَضْحٌ مِثْلُ وَضْحِ العَامِرِيَّةِ فَفَعَلَ بِهَا نَحْوَ مَا فَعَلَ بِالعَامِرِيَّةِ.
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ: إِنِّي أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
قَالَ:((لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ، وَقَدْ أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنِّي))، فَطَلَّقَهَا.
وَهَذَا بَاطِلٌ، إِنَّمَا قَالَتْ لَهُ: هَذِهِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سَلِيْمٍ، وَكَانَتْ جَمِيْلَةً، فَخَافَتْ نِسَاؤُهُ أَنْ تَغْلِبَهُنَّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقُلْنَ: إِنَّهُ يُعْجِبُهُ أَنْ تَقُوْلِي: أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَتْ لَمَّا أَرَادَ يَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ: إِنِّي أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
فَقَالَ: ((قَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ)) وَأَعْتَقَهَا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ أَبُوالْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ تَوْرَانُ شَاه بْنُ خَسْرُوشَاهْ بْنِ بَابُوَيْهِ الْجِيْلِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الإِمَامُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ(1/308)
بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ:أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ عَاصِمٍ الْمُقْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْغُسَيْلِ.
عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى حَائِطَيْنِ يُقَالُ لَهُ: الشّوَاطُ، فَقَالَ: ((اجْلِسُوا هَاهُنَا)) وَقَدْ أَتَى بِالْجُوْنِيَةِ، وَهِيَ أُمَيَّةُ بِنْتُ شُرَحْبِيْلَ وَمَعَهَا خَاصَّةٌ لَهَا، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا قَالَ: ((هَبِي لِي نَفْسَكِ)).
قَالَتْ: وَهَلْ تَهَبُ الْمَلِكَةُ نَفْسَهَا لِسَوَقَةَ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَيْهَا لِتَسْكُنَ، قَالَتْ: إِنِّي أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
قَالَ: ((عُذْتِ بِمُعَاذٍ)).
ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: ((يَا أَبَا أُسَيْدٍ، أَكْسِهَا زُرَاقِيَّتَيْنِ وَأَلْحِقَهْا بِأَهْلِهَا)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن يَعْقُوْبَ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمّلِ النَّاقِدُ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السّقْطِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، وَقَالَ: عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ الْعَبْسِيُّ، قَالَ:(1/309)
حَدَّثَنَا سَعِيْد بْن أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ، قَالَ: وَتَزَوَّجَ الْكِنْدِيَّةَ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَأَرَادَ أَبُوْ بَكْرٍ أَنْ يَرْجُمَهُ فَأَقَامَ الْبَيِّنَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لَمْ يَدْخُلْ بِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ، قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي.
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أُخْتَ بَنِي الْجُوْنِ الْكِنْدِيِّ وَهُمْ حُلَفَاءُ فِيْ بَنِيْ فَزَارَةَ، فَاسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَقَالَ: ((لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيْمٍ، إِلْحَقِي بِأَهْلِكِ))، فَطَلَّقَهَا، وَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا.
(1/310)
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ أَبِي شَبِيْبٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُسَيْدٍ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ (بِلا) فَبَعَثَنِي أَنْ آتِيَهُ بِهَا، فَأَنْزَلْنَاهَا الشَّوطَ مِنْ وَرَاء ذُبَابٍ فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ قَدْ أَتَيْتُكَ بِأَهْلِكَ، فَلَمَّا أَنْ رَآهَا أَقْعَى وَقَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا، وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِذَا اخْتَلى بِبَعْضِ نِسَائِهِ أَقْعَى وَقَبَّلَ، فَقَالَتْ: أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
فَقَالَ: ((لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ))، ثُمَّ أَمَرَنِي فَرَدَدْتُهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَارَقَ أُخْتَ بَنِي الْجُوْنِ فِيْمَا أَعْلَمُ مِنْ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَقِيْلٍ -بَعْدِ ذِكْرِ العَامِرِيَّةِ-: ثُمَّ نَكَحَ امْرَأَةً مِنْ كِنْدَةَ وَهِيَ الشَّقِيَّةُ الَّتِي(1/311)
سَأَلَتْ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنْ يُفَارِقَهَا، وَأَنْ يَرُدَّهَا إِلَى قَوْمِهَا فَفَعَل، وَرَدَّهَا مَعَ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ.
(قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: إِنَّ عَمْرَةَ بِنْتَ الْجُوْنِ تَعَوَّذَتْ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- حِيْنَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ((لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ))، فَطَلَّقَهَا، فَأَمَرَ أُسَامَةَ أَوْ أَنَساً فَمَتَّعَهَا بِثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ زُرَاقِيَّةٍ.
(1/312)