أسماء بنت النعمان الكندية زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
وَبِهِ قَالَ: السَّيِّدُ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَقْنَعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: وَتَزَوَّجَ النَّبِيُّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْكِنْدِيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: تَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ بَنِي الْجُوْنِ مِنْ كِنْدَةَ وَهِيَ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ.
(وَبِإِسْنَادِهِ) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُوْنُسُ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: فَارَقَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الْكِنْدِيَّةَ مِنْ أَجْلِ بَيَاضٍ كَانَ بِهَا.
قَالَ ابنُ هِشَامٍ: وَاسْمُهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ النُّعْمَانِ الْكِنْدِيَّةُ، قَالَ ابنُ هِشَامٍ: وَالَّتِي اسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كِنْدِيَّةٌ، بِنْتُ عَمٍّ لأَسْمَاءَ بِنْتِ النُّعْمَانِ، قَالَ ابنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ: عَمْرَةُ بِنْتُ يَزِيْدَ الكِلاَبِيَّةُ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا دُحَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيْدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ:حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ أَيُّ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- اسْتَعَاذَتْ(1/303)


مِنْهُ؟ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ ابْنَةَ الْجُوْنِ لَمَّا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَدَنَا، فَقَالَتْ: أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
فَقَالَ رَسُوْل اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-:((عُذْتِ بِعَظِيْمٍ، إِلْحَقِي بِأَهْلِكِ)).
قَالَ الزُّهْرِيُّ: الَحَقِي بِأَهْلِكِ تَطْلِيْقَةٌ.
وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ قَالَ: نَكَحَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ، فَلَمَّا جَاءَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَجَدَ بِهَا بَيَاضاً فَمَتَّعَهَا، ثُمَّ جَهَّزَهَا، ثُمَّ رَدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا.
وَكَانَتْ قَبْلُ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا، وَنَكَحَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ بَنِي عَمِّهَا، وَكَانَتْ قَبْلُ عِنْدَ ابْنِ عَمٍّ لَهَا، فَبَعَثَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-إِلَى أَهْلِهَا أَبَا سَعْدٍ الأَنْصَارِيَّ، ثُمَّ السَّاعِدِيَّ، فَأَقْبَلَ بِهَا حَتَّى أَنْزَلَهَا بِالشَّوْطِ، فَلَمَّا قَدِمَتْ عَلَى رَسُوْلِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَكَانَتْ حَدِيْثَةَ عَهْدٍ بِالْكُفْرِ فَاسْتَعَاذَتْ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْمَا بَلَغَنَا : ((تَمْنَعُ عَائِذَ اللَّهِ)) فَرَدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا، فَنَكَحَتْ بَعْدَ ذَلِكَ رَجُلاً مِنْ قَوْمِهَا فَأَصَابَهُمْ جَهْدٌ، فَكَانَتْ تَنْزِلُ بِالْحَطَبِ إِلَى الْمَدِيْنَةِ تَبِيْعُهُ، وَتَدْخُلُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى(1/304)


اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بَعْدَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَقَيْسٌ تَدِّعِيْهَا تَزْعُمُ بَنُوْ كِلاَبٍ أَنَّهَا مِنْهُمْ، وَأَهْلُ الْيَمَنِ يَزْعُمُوْنَهَا بَنُوْ الْجُوْنِ مِنْ كِنْدَةَ أَنَّهَا مِنْهُمْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ فِيْمَنْ هُمَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيْلٌ.
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ بَنِي الْجُوْنِ مِنْ كِنْدَةَ، وَهِيَ مِنْ فَزَارَةَ.
(1/305)


(قَالَ: أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الْعَزِيْزِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَمَّرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ: لَمَّا دَخَلتِ الْكِنْدِيَّةُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
قَالَ:((لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيْمٍ، إِلْحَقِي بِأَهْلِكِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجَوْزَذَانِيُّ الْمُقْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ العَلاَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ -بَعْدَ ذِكْرِ العَامِرِيَّةِ- قَالَ: ثُمَّ تَزَوَّجَ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أَسْمَاءَ بِنْتَ النُّعْمَانِ، مِنْ بَنِي الْجُوْنِ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا دَعَاهَا، فَقَالَتْ: تَعَالَ أَنْتَ، فَطَلَّقَهَا.
وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ بِهَا وَضْحٌ كَوَضْحِ العَامِرِيَّةِ، فَفَعَلَ بِهَا نَحْوَ مَا فَعَلَ بِالعَامِرِيَّةِ، فَطَلَّقَهَا.
قَالَ: وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا قَالَتْ: أَعُوْذُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْكَ.
قَالَ: ((عُذْتِ بِمُعَاذٍ، وَقَدْ أَعَاذَكِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنِّي))، فَطَلَّقَهَا.
قَالَ: وَهَذَا بَاطِلٌ، إِنَّمَا قَالَ: هَذِهِ امْرَأَةٌ لَهُ مِنْ بلعنبر، وَسَبَى ذَاتَ الشُّقُوْقِ وَكَانَتْ جَمِيْلَةً، فَخَافَ نِسَاؤُهُ أَنْ(1/306)


تَغْلِبَهُنَّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قُلْنَ لَهَا: إِنَّهُ يُعْجِبُهُ أَنْ تَقُوْلِي: أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَتْ لَمَّا أَرَادَ يَتَّخِذُهَا لِنَفْسِهِ: إِنِّي أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنْكَ.
فَقَالَ: ((لَقَدْ عُذْتِ بِمُعَاذٍ وَقَدْ أَعَاذَكِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنِّي)).
قَالَ: وَتَزَوَّجَ الْكِنْدِيَّةَ بِالْيَمَنِ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ، فَأَرَادَ أَبُوْ بَكْرٍ أَنْ يَرْجُمَهُ فَأَقَامَ الْبَيِّنَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لَمْ يَدْخُلْ بِهَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِيُّ، وَمُحَمَّد بْن الْمُؤَمّلِ النَّاقِدُ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السّقْطِيُّ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ الْعَبْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ، قَالَ: فَبَعَثَ أَبَا أُسَيْدِ بْنِ عَدِّيِّ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيَّ إِلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ يَخْطُبُهَا، فَلَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَآهَا، فَأَنْكَحَهَا إِيَّاهُ أَبُو أُسَيْدٍ قَبْلَ أَنْ يَرَاهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ جَهَّزَهَا فَقَدِمَ بِهَا عَلَيْهِ، فَلَمَّا اهْتَدَاهَا رَأَى بِهَا بَيَاضاً فَطَلَّقَهَا.
(1/307)

61 / 134
ع
En
A+
A-