الزُّهْرِيِّ بَعْدِ ذِكْرِ جُوَيْرِيَةَ، قَالَ: وَسَبَى صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ مِنْ بَنِي النَّضِيْرِ، وَكَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُوْلِهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَسَمَ لَهَا.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَقِيْلٍ بَعْدَ ذِكْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَ: ثُمَّ نَكَحَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ ابْنِ أَبِي الْحَقِيْقِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ ابْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَبَلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيْدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْن سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَعْنِي بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ- خُضْرَةً، فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((مَا هَذِهِ الْخُضْرَةُ؟)) قَالَتْ: كَانَ رَأْسِي فِيْ حجْر ابْنِ أَبِي الْحَقِيْقِ وَأَنَا نَائِمَةٌ فَرَأَيْتُ كَأَنَّ قَمَراً وَقَعَ فِيْ حَجْرِي، فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِكَ فَلَطَمَنِي، وقَالَ: تَمَنَّيْنَ مَلِكَ يَثْرِبَ، قَالَتْ: وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ قَتَلَ زَوْجِي وَأَخِي، فَمَا زَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَعْتَذِرُ إِلَيَّ(1/273)
فَيَقُولُ: ((إِنَّ أَبَاكِ أَلَدَّ الْعَرَبِ، وَفَعَلَ وَفَعَلَ وَفَعَلَ))، حَتَّى أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ مِنْ قَلْبِي.
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ ابْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيْقٍ.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا دَخَلَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فُسَطَاطَهُ حَضَرَ نَاسٌ وَحَضَرْتُ مَعَهُمْ لِيَكُوْن فِيْهَا قَسَمٌ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: ((قُومُوا عَنْ أُمِّكُمْ))، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَشِيِّ حَضَرْنَا، فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا فِيْ طَرَفِ رِدَائِهِ بِنَحْوٍ مِنْ مُدٍّ وَنِصْفٍ تَمْرٍ عَجْوَةً، فَقَالَ: ((كُلُوا مِنْ وَلِيْمَةِ أُمِّكُمْ)).
(1/274)
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ ابْنُ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ بَزِيْغَ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- خَرَجَ فِيْ بَقِيَّةِ الْمُحَرَّمِ إِلَى خَيْبَرَ، فَقَالَ: وَرَجَعَ مِنْ خَيْبَرَ إِلَى الْمَدِيْنَةِ فَأَقَامَ بِهَا شَهْرَ رَبِيْعِ الأَوَّلِ، وَشَهْرَ رَبِيْعِ الآخِرِ وَجُمَادَا، وَرَجَبَ، وَشَعْبَانَ، وَرَمَضَانَ، وَشَوَّالَ، وَخَرَجَ فِيْ ذِيْ الْقِعْدَةِ مُعْتَمِراً عُمْرَةَ الْقَضَاءِ وَهِيَ سَنَةُ سَبْعٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ بْن الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَهْزُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ.
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كُنْتُ رَدِيْفَ أَبِي طَلْحَةَ يَوْمَ خَيْبَرَ فَهَزَمَهُمْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَوَقَعَ فِيْ سَهْمِ دُحْيَةَ جَارِيَةً جَمِيْلَةً، فَاشْتَرَاهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِسَبْعَةِ أَرْسٍ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سَلِيْمٍ تَصْنَعُهَا وَتَأْهَبُهَا.
قَالَ حَمَّادٌ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: تَعْتَمِدُ فِيْ بَيْتِهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ، فَجَعَلَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَلِيْمَتَهَا التَّمْرُ وَالسَّمْنُ وَالأَقَطُ، قَالَ: فَخَصَبَ الأَرْضُ فَاحْتَصَّ وَجِيئَ بِالأَنْطَاعِ فَوُضِعَتْ فِيْهَا، ثُمَّ جُيئَ بِالأَقَطِ وَالتَّمْرِ وَالسَّمْنِ فَشَبِعَ النَّاسُ مَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا أَمْ أَخَذَهَا(1/275)
أُمَّ وَلَدٍ، فَقَالُوا: إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَةٌ وَإِنْ لَمْ يُحْجِبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا حَتَّى قَعَدَتْ عَلَى عَجْزِ الْبَعِيْرِ، فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا، فَلَمَّا دَنُونَا مِنَ الْمَدِيْنَةِ دَفَعَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَدَفَعَنَا، فَعَثَرَتِ النَّاقَةُ الْعَضْبَاءُ، وَبَدَرَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: فَسَتَرَهَا النِّسَاءُ، وَأَشْرَفَتِ النِّسَاءُ، فَقُلْنَ: أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُوْدِيَّةَ فَقُلْتُ: (يَا أَبَا حُرٍّ)، فَرَجَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: (إِيْ وَاللَّهِ لَقَدْ وَقَعَ).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ الْجَوْزَدَانِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الوَزَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ، قَالَ:حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ.
عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ صَفِيَّةَ وَقَعَتْ فِيْ سَهْمِ دُحْيَةَ الْكَلْبِي فَاشْتَرَاهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِسَبْعَةِ أَرْاوسٍ وَحَمَلَهَا مَعَهُ فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَدِيْنَةِ وَالنِّسَاءُ مُشْرِفَاتٌ، فَأَوَضَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَوَضَعَ النَّاسُ، قَالَ: فَأَرْدَفَهَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، خَلْفَهُ فَعَثَرَتِ الْعَضْبَاءُ، وَبَدَرَتْ صَفِيَّةُ، فَقَالَتْ النِّسَاءُ وَهُنَّ مُشْرِفَاتٌ: أَبْعَدَ اللَّهُ الْيَهُوْدِيَّةَ، فَقَالُوا: إِنْ سَتَرَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ فَسَتَرَهَا، وَجَعَلَ وَلِيْمَتَهَا حَيْساً، وَجِيْئَ(1/276)
بِالتَّمْرِ وَالسَّمْنِ، وَبُسِطَتِ الأَنْطَاعُ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَوْزَدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَمَّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ.
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَتْ صَفِيَّةُ لِدُحْيَةَ الْكَلْبِي فِيْ مُقْسَمِهَا، فَجَلُعوا يَمْدَحُوْنَهَا عِنْدَ رَسُوْلِ اللَّهِ وَيَقُوْلُوْنَ: رِأيْنَا فِيْ السَّبِيِ امْرَأَةٌ مَا رَأَيْنَا ضَرْبَهَا، فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَعْطَى بِهَا دِحْيَةَ مَابِهِ رَضِيٌّ فَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سَلِيْمٍ فَقَالَ: ((أَصْلِحِيْهَا))، ثُمَّ خَرَجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مِنْ خَيْبَرَ حَتَّى إِذَا جَعَلَهَا فِيْ ظَهْرِهِ نَزَلَ، وَضَرَبَ الْقُبَّةَ عَلَيْهَا حَتَّى إِذَا أَصْبَحَ، قَالَ: ((مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ فَضْلِ مِنْ زَادٍ فَلْيَأْتِنَا بِهِ))، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي بِفَضْلِ السُّوَيْقِ وَالْتَّمْرِ وَالسَّمْنِ حَتَّى جَمَعُوا مِنْ ذَلِكَ سَوَاداً، فَجَعَلُوا حَيْساً فَجَعَلُوا يَأْكُلُوْنَ مِنْهُ وَيَشْرَبُوْنَ مِنْ مَاءِ تَيْمَاءَ إِلَى حَسْمِ جِهَةٍ، فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيْمَةُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَكُنَّا إِذَا رَأَيْنَا جُدرَ الْمَدِيْنَة مِمَّا يهس فَنَدْفَعُ مَطَايَانَا، فَرَأَيْنَا جُدرَهَا، فَدَفَعنَا مَطَايَانَا، وَدَفَعَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَطِيَّتَهُ وَهِيَ خَلْفَهُ فَعَثَرَتْ مَطِيَّتُهُ فَصُرِعَ وَصُرِعَتْ، قَالَ أَنَسٌ: وَمَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلاَ(1/277)