حَدَّثَنِي جَدِّي.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: وَتَزَوَّجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رَبَابٍ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَكَانَتْ قَبْلَهُ تَحْتَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ الْكَلْبِيِّ مَوْلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْ الْقُرْآن اسْمُهُ فِيْ شَأْنِ زَوْجَتِهِ، وَهِيَ أَوَّلُ نِسَاءِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَفَاةٌ بَعْدَهُ، وَهِيَ أَوَّلُ امْرَأَةٍ جُعِلَ لَهَا النَّعْشُ، جَعَلَتْهُ لَهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ، وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَانَتْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فَرَأَتْهُمْ يَصْنَعُوْنَ النَّعْشَ فَصَنَعَتْهُ لِزَيْنَبَ كَذَا بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَوْمَ تُوُفِّيَتْ.
(1/243)


قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوجَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْن العَبَّاسِ الأَشْعَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْن أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَتَانِي عَامِرِيٌّ وَأَسَدِيٌّ وَقَدْ أَخَذَ العَامِرِيُّ بِيَدَيِّ الأَسَدِيِّ فَهُوَ لاَ يَدَعُهُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ، دَعْ يَدَ الأَسَدِيِّ فَأَبَى، فَقُلْتُ لَهُ: أَخَا بَنِي عَامِرٍ، إِنَّهُ كَانَتْ لِبَنِي أَسَدٍ سِتُّ خِصَالٍ لاَ أَعْلَمُهَا كَانَتْ لِحَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ: كَانَتْ مِنْهُمُ امْرَأَةً زَوَّجَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ السَّمَاءِ وَالسَّفِيْرُ بَيْنَهُمَا جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، فَكَانَتْ هَذِهِ لِقَوْمِكَ، وَكَانَ أَوَّلُ لِوَاءٍ عُقِدَ فِيْ الإِسْلاَم لِوَاءَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ الأَسَدِيِّ، فَكَانَتْ هَذِهِ لِقَوْمِكَ، وَكَانَ أَوَّلُ مَغْنَمٍ قُسِّمَ فِيْ الإِسْلاَم مَغْنَمَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، فَكَانَتْ هَذِهِ لِقَوْمِكَ، وَكَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الأَرْضٍ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ عُكَّاشَةُ بْنُ مُحْصَنٍ الأَسَدِيِّ أَخُوْ بَنِي عَامِرِ بْنِ ذَوْدَانَ، فَكَانَتْ هَذِهِ لِقَوْمِكَ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ أَبُو سِنَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ)) قَالَ: عَلَى مَاذَا؟ قَالَ: ((عَلَى مَا فِيْ نَفْسِكَ))، قَالَ لَهُ: وَمَا فِيْ نَفْسِي؟(1/244)


قَالَ: ((فَتْحٌ أَوْ شَهَادَةٌ)) قَالَ: نَعَمْ، فَبَايَعَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ النَّاسُ يُبَايِعُوْنَهُ عَلَى بَيْعَةِ أَبِي سِنَانَ، فَكَانَتْ هَذِهِ لِقَوْمِكَ، وَكَانُوا شِيَعَ الْمُهَاجِرِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلِيْفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مُعَمَّرٍ.
عَنْ قُتَادَةَ فِيْ قَوْلِهِ: ?وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ?[الأحزاب:37] قَالَ: أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِالإِسْلاَمِ وَأَنْعَمَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِالْعِتْقِ ?أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ?[الأحزاب:37]، قَالَ: قُتَادَةَ: جَاءَ زَيْدٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: إِنَّ زَيْنَبَ اشْتَدَّ عَلَيَّ لِسَانُهَا، وَإِنِّي أُرِيْدُ أَنْ أُطَلِّقَهَا، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : اتَّقِ اللَّهَ وَ?أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ?[الأحزاب:37]، وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يُحِبُّ أَنْ يُطَلِّقَهَا وَخَشِيَ قَالَةَ النَّاسِ إنْ أَمَرَهُ بِطَلاَقِهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ?وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا?[الأحزاب:37]، قَالَ: لَمَّا طَلَّقَهَا زَيْدٌ زَوَّجْنَاكَهَا.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الْمُسْلِمِيْنَ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ أَحْمَدُ بْنُ(1/245)


أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّيُّ أَسْعَدَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي الرَّاوِنْدِيُّ وَالْفَرْزَاذِيُّ إِجَازَةً، قَالاَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ الرّصَافِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ.
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: تَزَوَّجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشِ بْنِ رَبَابِ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمَّةُ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: فَهِيَ أَوَّلُ نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تُوُفِّيَتْ.
(1/246)


وفاة زينب سنة 20
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادٌ البَكَّايُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ زَوْجُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- سَنَةَ عِشْرِيْنَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو الدِّمَشْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فِيْ خِلاَفَةِ عُمَرَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ مُوْسَى بِشِيْرَازَ الرَّامَهْرَمْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بْنُ طُهْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُوْلُ: كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَقُوْلُ: زَوَّجَكُنَّ آبَاؤُكُنَّ، وَاللَّهُ أَنْكَحَنِي مِنَ السَّمَاءِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شٌعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ البَابِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو.
عَنْ رَاشِدٍ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَنْزِلَهُ وَمَعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَإِذَا هُوَ(1/247)

49 / 134
ع
En
A+
A-