نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا أَبْصَرَهُمَا وَلَّى رَاجِعاً، فَلَمَّا رَأَى الرَّجُلانِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَدْ رَجَعَ مِنْ بَيْتِهِ وَثَبَا مُسْرِعَيْنِ، وَلاَ أَدْرِي أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَوْ أُخْبِرَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَرْخَى السِّتْرَ بَيْنَهُ وَبَيْنِي فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ (ح).
قَالَ: وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَصَّابِ بِوَاسِطٍ وَاللَّفْظُ لَهُ، قُلْتُ: حَدَثَّكُمْ أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوْبَ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السّقْطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ هَارُوْنَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمِيْدٌ.
(1/238)


عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أَوْلَمَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِزَيْنَبَ فَأَشْبَعَ الْمُسْلِمِيْنَ خُبْزاً وَلَحْماً، كَمَا كَانَ يَصْنَعُ إِذَا تَزَوَّجَ فَيَأْتِيَ حِجْرُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِيْنَ وَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ وَيَدْعُو لَهُنَّ وَيَدْعُوْنَ لَهُ وَيُسَلِّمْنَ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَجَعَ فَإِذَا فِيْ الْبَيْتِ رَجُلاَنِ قَدْ جَرَى بَيْنَهُمَا الْحَدِيْثُ فَلَمَّا رَآهُمَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَجَعَ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الرَّجُلانِ وَلَّيَا فَزِعَيْنِ فَخَرَجَا فَلاَ أَدْرِي مَنْ أَخْبَرَهُ أَنَا أَخْبَرْتُهُ أَوْ غَيْرِي، فَرَجَعَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْجَعْدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: أَعْرَسَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ -يَعْنِي زَيْنَبَ- فَجَعَلَتْ أُمُّ سَلِيْمٍ حَيْساً ثُمَّ جَعَلْتُهُ فِيْ تُوْرٍ وَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِيْ جَهْدٍ شَدِيْدٍ، فَقَالَتْ: اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُ أَنَّ هَذَا مِنَّا لَهُ قَلِيْلٌ، فَجِئْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، بَعَثَتْ بِهَذَا إِلَيْكَ(1/239)


أُمُّ سَلِيْمٍ وَهِيَ تُقْرِئُكَ السَّلاَمَ وَتَقُوْلُ لَكَ: إِنَّ هَذَا مِنَا لَكَ قَلِيْلٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: ضَعْهُ، فَوَضَعْتُهُ فِيْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، ثُمَّ قَالَ لِي رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((انْطَلِقْ فَادْعُ لِي فُلاَنَاً وَفُلاَنَاً وَفُلاَنَاً)) فَسَمَّى رِجَالاً كَثِيْراً ((وَمَنْ لَقِيْتَ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ))، فَدَعَوْتُ مَنْ سَمَّى لِي وَمَنْ لَقِيْتُ مِنَ الْمُسْلِمِيْنَ، فَجِئْتُ وَالْبَيْتُ مَلأَى وَالصِّفَةُ وَالْحُجْرَةُ، فَسَأَلْنَا أَنَساً كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: زُهَاءَ ثَلاَثِ مِائَةٍ، فَدَعَانِي رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِالتُّوْرِ فَجِئْتُ بِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَسَمَّى وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ:((لِيَخْتَلِفَ عَشَرَةٌ عَشَرَةٌ، وَلْيَأْكُلْ كُلُّ إِنْسَانٍ مِمَّا يَلِيْهِ)) فَجَعَلُوا يَتَحلقُوْنَ عَشَرَةٌ عَشَرَةٌ، وَيُسَمُّوْنَ وَيَأْكُلُوْنَ وَيَنْهَضُوْنَ، وَكُلَّمَا فَرِغَ قَوْمٌ قَامُوا وَجَاءَ آخَرُوْنَ يَعْقِبُوْنَهُمْ حَتَّى أَكَلُوْا كُلُّهُمْ، ثُمَّ قَالَ لِي رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-:((ارْفَعْهُ)) فَلاَ أَدْرِي حَيْثُ وَضَعْتُهُ أَكْثَرُ أَمْ حَيْثُ رَفَعْتُهُ، فَرَفَعْتُهُ وَبَقِيَ فِيْ بَيْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- طَوَائِفٌ مِنَ النَّاسِ يَتَحَدَّثُوْنَ، فَأَطَالُوا الْحَدِيْثَ فَثَقُلُوْا عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَكَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَشَدَّ النَّاسِ حياءً، وَلَوْ يَشْعُرُوْنَ أَنَّهُمْ ثَقُلُوْا عَلَى رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- كَانَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ(1/240)


عَزِيْزاً، فَقَامَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَتَرَكَهُمْ، فَلَمَّا رَأَوْا رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَجَعَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ ثَقُلُوا فَابْتَدَرُوا الْبَابَ فَخَرَجُوا، قَالَ أَنَسٌ: فَجَاءَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَأَرْخَى السِّتْرَ فَمَكَثَ يَسِيْراً فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْوَحْيَ، فَخَرَجَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُوْلُ: ?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ.
.
.
?[الأحزاب:53] إِلَى آخِرِ الآيَةِ:، قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحَدِّثُ النَّاسَ عَهْداً بِهَذِهِ الآيَاتِ قَرَأَهُنَّ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ الْمَرُوْزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيْدِ الفَرَسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ قُتَادَةَ فِيْ قَوْلِهِ: ?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا?[الأحزاب:36].
قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِيْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، وَكَانَتْ بِنْتُ عَمَّةِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَخَطَبَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَرَضِيَتْ وَظَنَّتْ أَنَّهُ يَخْطُبُهَا عَلَى نَفْسِهِ، فَلَمَّا عَلِمَتْ أَنَّهُ يَخْطُبُهَا(1/241)


عَلَى زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ أَبَتْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ?وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ.
.
.
?[الأحزاب:36] إِلَى آخِرِ الآيَةِ، فَبَايَعَتْهُ بَعْدَ ذَلِكَ وَرَضِيَتْ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَادِرَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُوْصِلِ النَّاقِدُ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ السّقْطِيُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعَجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ الْعَلاءِ الْعَبْدِيُّ، وَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَيُّوْبَ الْعَبْسِي، قَالاَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ.
عَنْ قُتَادَةَ بْنِ دَعَامَةَ قَالَ: ثُمَّ مِنْ حُلَفَاءِ قُرَيْشٍ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ مِنْ بَنِي غُنْمِ بْنِ ذَوْدَانَ بْن أَسَدٍ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ فَرْوَةَ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيْ الْقُرْآنِ، ?فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا.
.
.
?[الأحزاب:37].
فَلَمَّا طَلَّقَهَا زَيْدٌ وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا تَزَوَّجَهَا رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-.
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْجِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ الْمٌفِيْدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوْبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي مُنَيْعٍ، قَالَ:(1/242)

48 / 134
ع
En
A+
A-