عَنْ أَبِيْهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: ((إِنِّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةَ لأَنَّ اللَّهَ فَطَمَهَا وَذُرِّيَتَهَا مِنَ النَّارِ لِمَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ بِالتَّوْحِيْدِ وَالإِيْمَانِ بِمَا جِئْتُ بِهِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُوْدٍ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ الصَّابُوْنِي التَّسْتُرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ مُوْسَى التَّسْتُرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيْدِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ النُّوْرِ وَعَبْدُ اللَّهِ الْمَسْمَعِي، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مَسْرُوْقٍ.
عَنْ عَبْدِ اللَّه بْنِ مَسْعُوْدٍ، عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أُزَوِّجَ فَاطِمَةَ مِنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَطَّارِ بْنِ الْمَحَامِلِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ الْبَغَوِي، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رَشِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُجَالِدٌ.
عَنِ الشَّعْبِي، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: دَخَلْتُ عَلَى(1/167)


فَاطِمَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا بِنْتِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَفِرَاشُنَا مِسْكُ كَبْشٍ، إِذَا كَانَ اللَّيْلُ نِمْنَا عَلَيْهِ وَإِذَا كَانَ النَّهَارُ عَلَّقْنَا عَلَيْهِ نَاضِحَنَا.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَقْنَعِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُوْسَى الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَدَائِنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ الْبُرْقِي، قَالَ: وَتَزَوَّجَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِالْمَدِيْنَةِ، وَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ فِيْ صَفَرَ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ وَأَصْدَقَهَا بَدَناً مِنْ حَدِيْدٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ زُهَيْرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِيْنَارٍ أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: مَا نَحَلَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ إِلاَّ بِبَدَنٍ مِنْ حَدِيْدٍ، قَالَ عَمْرُو: مَا زَادَهَا عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
(1/168)


[مولد الحسن سنة3هـ]
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي السُّرَي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ، عَنْ أَبِي أَيُّوْبَ السّخسْتيانِي، عَنْ عِكْرِمَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ-، قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((أَعْطِهَا شَيْئاً))، قَالَ: مَا عِنْدِي شَيءٌ، قَالَ: ((فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحَطْمِيَّةُ))، قَالَ: يُقَالُ: إِنَّهُ بَنَى بِهَا فِيْ ذِيْ الْحَجَّةِ عَلَى رَأْسِ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ شَهْراً، وَوَلَدَتْ فَاطِمَةُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فِيْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلاَثٍ.
(1/169)


[مولد الحسين سنة 4هـ]
وَوَلَدَتْ الْحُسَيْنَ فِيْ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الأَجَلُّ الإِمَامُ شَمْسُ الدِّيْنِ جَمَالُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِيْنَ أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ السَّلاَمِ بْن أَبِي يَحْيَى رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ مُنَاوَلَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْكَنِّي أَسْعَدَهُ اللَّهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي الإِمَامُ السَّيِّدُ أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ مَهْدِي بْنِ نَصْرٍ الْحُسَيْني الوَنْكِي رَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوْ إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ غَسَّانَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ (الطُّرَيْفِي الْكَبِيْرِ)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُعْدِي بْنُ الصَّلْتِ، عَنْ عَطَاءَ بْنِ عَجْلاَنَ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ عُبَيْدٍ الطَّائِفِي عَنْ طَاوُوُسَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُوْتِيَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِشَيءٍ مِنَ الرَّقِيْقِ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- لِفَاطِمَةَ -عَلَيْهَا السَّلاَمُ-: انْطَلِقِي إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَأَرِيْهِ مَا بِيَدِكِ مِنْ أَثَرِ الرَّحَى مِنْ طَحْنِ الشَّعِيْرِ وَأَخْبِرِيْهِ بِأَنَّ الَّذِي بِيَدِي(1/170)


نَحْوًا مِنَ الَّذِي بِيَدِكِ مِنْ مُعَانتي إِيَّاك عَلَى الرَّحَى، وَاذْكُرِي لَهُ شِدَّةَ حَالِنَا، وَمَا عَلَيْنَا مِنَ الدَّيْنِ، وَسَلِيْهِ مَا هُنَا مِنْ هَؤُلاَءِ الرَّقِيْقِ نَسْتَعِيْنُ بِهِ عَلَى مِهْنَتِنَا، فَانْطَلَقَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ وَأَرَتْهُ الَّذِي بِيَدِهَا، فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ الَّذِي بِيَدِ عَلِيٍّ نَحْوٌ مِنَ الَّذِي بِيَدِهَا، قَالَ: رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: ((وُجِّهَ هَؤُلاَءِ الرَّقِيْقُ بِوَجْهِ كَذَا وَكَذَا وَلاَ سَبِيْلَ إِلَيْهِ، وَلَكِنْ سَأُعْلِمُكِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ ذَلِكِ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِالْخَيْرِ)).
قَالَتْ: نَعَمْ.
فَقَالَ: ((إِذَا آوَيْتِ إِلَى فِرَاشِكِ مِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحِي اللَّهَ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ وَاحْمَدِيْ ثَلاَثاً وَثَلاَثِيْنَ وَكَبِّرِي أَرْبَعاً وَثَلاَثِيْنَ، ثُمَّ قُلِي: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ، مُنَزِّلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيْلِ وَالْفُرْقَانِ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، أَعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ، أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وَأَنْتَ الْقَاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ أَحَدٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُوْنَكَ أَحَدٌ، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَعِذْنِي مِنَ الْفَقْرِ)).
قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ثُمَّ أَتَى رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- رَقِيْقٌ فَاخْتَارَ مِنْهُمْ إِنْسَانَاً عَلَى عَيْنِهِ فَعَلَّمَهُ الإِسْلاَمَ، ثُمَّ حَدَرَ مِنْ عُلَيَّةٍ لَهُ فَأَخَذَ الْعُلْبَةَ بِيَدِهِ، وَأَخَذَ بِيَدِ الْغُلاَمِ، فَانْتَهَى(1/171)

34 / 134
ع
En
A+
A-