وَآلَهُ وَسَلَّمَ- : ((لَئِنْ سَلِمْتُ لأَجْثُوَنَّ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِيْ أَخٍ كَانَ لِيْ فِيْ الْجَاهِلِيَّةِ -يَعْنِي ابْنَ السَّعْدِيَّةِ الَّتِي رَبَّتَهُ-)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن عَلِيٍّ الْوَاعِظُ بْنُ الْمذهبِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ دَارِ الْقُطْنِ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْن مَالِكٍ الْقُطَيْعِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُومُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا فَرَجُ بْنُ فُضَالَةَ عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قِيْلَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ مَا كَانَ بِدْؤُ أَمْرِكَ؟ قَالَ: ((دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيْمَ وَبُشْرَى الْمَسِيْحِ بْنِ مَرْيَمَ، وَإِنَّ أُمِّي حِيْنَ وَلَدَتْنِي رَأَتْ كَأَنَّ نُوْراً خَرَجَ مِنْهَا أَضَاءَتْ لَهُ قُصُوْرُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ)).
حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ السِّمْطِ الْجُرْجَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْكَابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُبَيْدٌ، عَنْ مُحَارِبٍ.
عَنِ ابْنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَنَزَلَ(1/122)


وَنَحْنُ مَعَهُ قَرِيْباً مِنْ أَلْفِ رَاكِبٍ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا وَعَيْنَاهُ تَذْرُفَانِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَفَدَاهُ بِالأُمِّ وَالأَبِ، وَيَقُوْلُ: مَالَكَ؟.
قَالَ: ((إِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِيْ الاسْتِغْفَارِ لأُمِّي، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي فَدَمَعَتْ عَيْنَايَ رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ)).
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوالْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَغْدَادِي إِمْلاَءً قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ مِصْرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ عُمَرُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ سَفْلانَ بِالْمَوْصِلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمِيْدُ بْنُ الرَّبِيْعِ الْخَرَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِي، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُرْثِدٍ.
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- صَارَ إِلَى قَبْرِ أُمِّهِ فِيْ أَلْفِ مُقَنَّعٍ فَلَمْ يَرَ بَاكِياً أَكْثَرَ مِنْ يَوْمِئِذٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الصَّانِعُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الفِرْيَابِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرٍ وَعُثْمَانُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا قُبَيْصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُرْثِدٍ.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: لَمَّا فَتَحَ رَسُوْلُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- مَكَّةَ أَتَى جَذْمَ قَبْرٍ فَجُعِلَ(1/123)


كَهَيْئَةِ الْمَخَاطَبِ وَجَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ، ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَبْكِي، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ، وَكَانَ مِنْ أَجْرَإِ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُوْلَ اللَّهِ! مَا الَّذِي أَبْكَاكَ؟.
قَالَ: ((هَذَا قَبْرُ أُمِّي سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ الزِّيَارَةَ فَأَذِنَ لِي، وَسَأَلْتُهُ الاسْتِغْفَارَ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَذَكَرْتُهَا فَرُقِقْتُ)) فَبَكَى فَلَمْ يُرَ يَوْماً أَكْثَرُ بَاكِياً مِنْ يَوْمَئِذٍ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ عَبْدُ الْكَرِيْمِ بْنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَابَاذِيقِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمِ بْنِ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو الْحراني، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُبَيْدُ الْيَامِي، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ سَفَرٍ وَنَحْنُ قَرِيْبٌ مِنْ أَلْفِ رَاجِلٍ، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ وَعَيْنَاهُ تَذْرُفَانِ، قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ فَفَدَاهُ بِالأَبِ وَالأُمِّ، يَقُوْلُ: مَالَكَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((إِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِيْ اسْتِغْفَارِي لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي فَدَمَعَتْ عَيْنِي رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ ثَلاَثٍ: عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُوْرِ فَزُوْرُوهَا، وَلَتَزِدَنَّكُمْ زِيَارَتُهَا خَيْراً، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُوْمِ الأَضَاحِي بَعْدَ ثَلاَثٍ فَكُلُوا(1/124)


وَأَمْسِكُوْا مَا شِئْتُمْ، وَإِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ الأَشْرِبَةِ فِيْ الأَوْعِيَةِ فَاشْرَبُوا فِيْ أَيِّ وِعَاءٍ شِئْتُمْ، وَلاَ تَشْرَبُوْا مُسْكِراً)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الدَّارُقُطْنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِدْرِيْسَ الْقَافِلاَنِي مِنْ أَصْلِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوْبَ الْمَخْزُوْمِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدٌ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مُرْثِدٍ.
(1/125)


عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ، وَأَصْلَحَهُ، وَبَكَى عَلَيْهِ.
قَالَ الدَّارُقُطْنِيُّ: فِيْهِ نَظَرٌ، قَالَ: هَكَذا وَقَعَ فِيْ كِتَابِ هَذَا الشَّيْخِ.
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ تَوْرَانُ شَاه بْنُ خَسْرُو شَاه بْنِ بَابَوَيْهِ الْجِيْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّيِّدُ الأَجَلُّ الإِمَامُ الْمُرْشِدُ بِاللَّهِ أَبُو الْحُسَيْنِ يَحْيَى بْنُ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ رَيْذَةَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوْبَ الطَّبَرَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمَرُوْزِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ الْمُنِيْبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- لَمَّا أَقْبَلَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوْكَ وَاعْتَمَرَ، فَلَمَّا هَبَطَ مِنْ ثُنَيَّةِ عَسَفَانَ أَمَرَ الصَّحَابَةَ أَنْ يَسْتَنِدُوا إِلَى الْعَقَبَةِ، حَتَّى أَرِجِعَ إِلَيْكُمْ، فَذَهَبَ فَنَزَلَ عَلَى قَبْرِ أُمِّهِ، فَنَاجَى رَبَّهُ طَوِيلاً ثُمَّ إِنَّهُ بَكَى فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُ، وَبَكَى هَؤُلاَءِ لِبُكَائِهِ، وَقَالُوا: مَا بَكَى نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِهَذَا الْمَكَانِ إِلاَّ وَقَدْ أَحْدَثَ فِيْ أُمَّتِهِ شَيْئاً لاَ يُطِيْقُهُ، فَلَمَّا(1/126)

25 / 134
ع
En
A+
A-