لِيَحْيَى بْنِ الْحُسَيْنِ: يَا أَبَا الْحُسَيْنِ أَثَارَ فَقْدُكَ لَوْعَةً مَنْ يَلْقَ مَا لاَقَيْتَ مِنْهَا يُكْمَدِ فَغَدَا السُّهَادُ وَلَو سِوَاكَ رَمَتْ بِهِ الْ‍ ـلأَقْدَارُ حَيْثُ رَمَتْ بِهِ لَمْ تُسْهَدِ فَعَبَرْتُ بَعْدَكَ كَالسَّلِيْمِ وَتَارَةً أَحْكِي إِذَا أَمْسَيْتُ فِعْلَ الأَرْبَدِ وَنَقُوْلُ لاَ تَبْعُدْ وَبُعْدُكَ دَاءُنَا وَكَذَاكَ مَنْ يَلْقَ الْمَنِيَّةَ يُبْعَدِ كُنْتَ الْمُؤَمَّلُ لِلْعَظَائِمِ وَالنُّهَى تُرْجَى لأَمْرِ الأُمَّةِ الْمُتَأَوَّدِ(1/642)


فَقُتِلْتَ خَيْرَ مُنَاضِلٍ وَمُحَارِبٍ وَصَعْدَتْ فِيْ الْعَلْيَاءِ كُلَّ مُصَعَّدِ وَطَلَبْتَ غَايَةَ سَابِقِيْنَ فَنِلْتَهَا بِاللَّهِ فِيْ سُنَنِ الْكِرَامِ الْمُوْرِدِ وَأَبَى إِلَهُكَ أَنْ تَمُوْتَ وَلَمْ تَسِرْ فِيْهِمْ بِسُنَّةِ صَادِقٍ مُسْتَنْجِدِ وَالْقَتْلُ فِيْ ذَاتِ الإِلَهِ سَجِيَّةٌ مِنْكُمْ وَأَخْذٌ بِالْفِعَالِ الأَمْجَدِ وَالْوَحْشُ آمِنَةٌ وَآلُ مُحَمَّدٍ مَا بَيْنَ مَقْتُوْلٍ وَبَيْنَ مُطَرَّدِ نَصَباً إِذَا أَلْقَى الظَّلاَمُ سُتُوْرَهُ رَقَدَ الْحَمَامُ وَلَيْلُهُ لَمْ يَرْقُدِ يَا لَيْتَ شِعْرِي وَالْخُطُوْبُ كَثِيْرَةٌ أَسْبَابُ مَوْرِدُهَا وَمَا لَمْ يُوْرَدِ مَا حُجَّةُ الْمُسْتَبْشِرِيْنَ بِقَتْلِهِ بِالأَمْسِ؟ أَوْ مَا عُذْرُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ؟ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، وَأَبُوْ بَكْرٍ وابن جلين وَابْنُ زَرْقَوَيْهِ، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُوعَبْدِاللَّهِ الْبَيْلَعَانِيُّ: أَلاَ يَا لَهْفَ لِلرَّأْيِ الْغَبِيْنِ الْمُسْفَعِ اْلْقَرِيْنِ دَعَانِي ابْنُ النَّبِيِّ فَلَمْ أُجِبْهُ أُقَبِّلُ أَيْدِيَ الأَحْزَابِ إِنِّي وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ: قَالَ أَبُوالْفَضْلِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ العَبَّاسِ يُرْثِي زَيْداً -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَعَنْ أَبِي الْفَرَجِ الأَصْفَهَانِيِّ بِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّم، وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن رَبِيْعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ يُرْثِي زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ: بِدَمْعِكِ لَيْسَ ذَا حِيْنَ الْجُمُوْدِ وَكَيْفَ نَفَادُ دَمْعِكِ بَعْدَ زَيْدِ(1/643)


أَلاَ يَا عَيْنُ فَاحْتَفِلِي وَجُوْدِي وَلاَ حِيْنَ التَّجَلُّدِ فَاسْتَهِلِّي صَلِيْبٍ بِالْكُنَاسَةِ فَوْقَ عُوْدِ بِنَفْسِي أَعْظُمٌ فَوْقَ الْعَمُوْدِ أَبَعْدَ ابْنِ النَّبِيِّ أَبِي حُسَيْنٍ يَظَلُّ عَلَى عَمُوْدِهِمُ وَيُمْسِي فَأَخْرَجَهُ مِنَ الْقَبْرِ اللَّحِيْدِ خَضِيْباً بَيْنَهُمْ بِدَمٍ جَسِيْدِ تَعَدَّى الْكَافِرُ الْجَبَّارُ فِيْهِ فَظَلُّوا يَنْبُشُوْنَ أَبَا حُسَيْنٍ وَمَا قَدَرُوا عَلَى الرُّوْحِ الصَّعِيْدِ وَأَجْدَاداً هُمُ خَيْرُ الْجُدُوْدِ فَطَالب بِهِ تَلعَبُهُمْ عُتُوًّا فَجَاوَرَ فِيْ الْجِنَانِ بَنِي أَبِيْهِ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَوْ عَمٍّ شَهِيْدِ هُمُ] أَوْلَى بِهِ عِنْدَ الْوُرُوْدِ وَكَأَيْنَ مِنْ أَبٍ لأَبِي حُسَيْنٍ [وَمِنْ أَعْمَامِهِ سيَلْقَا فَيَمْنَعُهُ مِنَ الطَّاغِي الْجَحُوْدِ ظٌمَاءٌ يُبْعَثُوْنَ إِلَى الصَّدِيْدِ وَرُوْدِ الْحَوْضِ حِيْنَ يَذُبُّ عَنْهُ وَيَصْرِفُ حِزْبَهُ مَعَهُ جَمِيْعاً حُسَيْنَاً بَعْدَ تَوْكِيْدِ الْعُهُوْدِ فَمَا الْتَفَتُوا إِلَى تِلْكَ الْعُقُوْدِ دَعَاهُ مَعْشَرٌ نَكَثُوا أَبَاهُ فَسَارَ إِلَيْهِمُ حَتَّى أَتَاهُمْ وَكَانُوا فِيْهِمَا شِبْهَ الْيَهُوْدِ وَأَصْحَابِ الْعَقِيْرَةِ مِنْ ثَمُوْدِ وَغَرُّوْهُ كَمَا غَرُّوا أَبَاهُ كَمَا هَلَكُوا بِهِ مِنْ أَمْرِ عِيْسَى وَتَطْمَعُ فِيْ الْغُمُوْضِ مَعَ الرُّقُوْدِ تَسِيْرُ الْخَيْلُ تصيح بِالأُسُوْدِ فَكَيْفَ تَصِيْرُ بِالْعَبَرَاتِ عَيْنِي أَلاَ لاَ غَمْضَ فِيْ عَيْنِي وَلَمَّا وَقَحْطَانَ كَتِائِبَ فِيْ الْحَدِيْدِ تَنَادَتْ أَنْ عَلَى الأَعْدَاءِ عُوْدِي بِجَمْعٍ مِنْ قَبَائِلَ مِنْ مُعَدٍّ كَتَائِبَ كُلَّمَا أَفْنَتْ قَتِيْلاً صَوَارِمُ أُخْلِصَتْ مِنْ عَهْدِ هُوْدِ وَيُقْتَلُ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيْدِ بِأَيْدِيْهِمْ صَفَائِحُ مُرْهَفَاتٌ بِهَا تَشْفَى(1/644)


النَّفُوْسُ إِذَا الْتَقَيْنَا وَفِي آلِ الدَّعِيِّ بَنِي عَبِيْدِ بِأَمْرِ الْفَاسِقِ الطَّاغِي يَزِيْدِ وَتَقْضِى حَاجَةً فِيْ آلِ حَرْبٍ عَبِيْدُ بَنِي عِلاجٍ قَتَّلُوْنَا وَنَجْعَلُهُمْ بِهَا مِثْلَ الْحَصِيْدِ تُبِيْدُهُمُ الأُسُوْدُ بَنُو الأُسُوْدِ وَنَحْكُمُ فِيْ بَنِي حَكَمِ الْعَوَاصِي وَنَقْتُلُ فِيْ بَنِي مَرْوَانَ حَتَّى غُمَارَةَ فِيْهِمُ وَبَنِي الْوَلِيْدِ بَنِي الرُّوْمِيِّ أَوْلاَدِ الْعَبِيْدِ وَنَنْزِلُ بِالْمُعِيطِيِّيْنَ حَرْباً وَنَتْرُكُ آلَ قَيْطُونًا هِشَاماً وَهُمْ مِنْ بَيْنِ قَتْلَى أَوْ شَرِيْدِ وَكُفَّافِي مِنَ الْمَلِكِ الْحَدِيْدِ وَنَتْرُكُهُمْ وَبَيْعَتَهُمْ عَلَيْنَا فَإِنْ يُمْكِنْ صُرُوْفُ الدَّهْرِ مِنْكُمْ قِصَاصاً أَوْ نَزِيْدُ عَلَى الْمَزِيْدِ كَأَمْثَالِ الرِّيَاحِ بِيَوْمِ عِيْدِ نُجَازِيْكُمْ بِمَا أَبْلَيْتُمُوْنَا وَنَتْرُكُكُمْ بِأَرْضِ الشَّامِ صَرْعَى وَكُلُّ الطَّيْرِ مِنْ بُقَعٍ وَسُوْدِ وَنُسْقِيْهِمْ أَمَرَّ مِنَ الْهَبِيْدِ تَنُوْبُهُمْ خَوَامِعُهَا وَطَلْسٌ وَنَقْتُلُ حِزْبَهُمْ مِنْ كُلِّ حَيٍّ وَتَجْعَلُنَا أُمَيَّةُ فِيْ الْقُيُوْدِ فَمَا مِنَّا أُمَيَّةُ مِنْ رُدُوْدِ أَتَقْتُلُنَا وَتَحْبِسُنَا عُقُوْقاً وَتَطْمَعُ فِيْ مَوَدَّتِنَا أَلاَ لاَ وَمَا قَبِلُوْا النَّصِيْحَةَ مِنْ رَشِيْدِ فَرِيْقِ الْقَوْمِ فِيْ ذَاتِ الْوَقُوْدِ وَقَالُوا لاَ نُصَدِّقُهُمْ بِقَوْلٍ وَسَاوَى بَعْضُهُمْ فِيْهِ لِبَعْضٍ كَشِيْعَتِكُمْ مِنَ أَصْحَابِ الْخُدُوْدِ وَأَذْهَبَ فَقْدَهُ طَعْمُ الْهُجُوْدِ فَنَحْنُ كَمَا مَضَى مِنَّا وَأَنْتُمْ فَقَدْ مَنَعَ الرُّقَادَ مُصَابُ زَيْدٍ وَلُجُّوا فِيْ ضَلاَلِهِمُ الْبَعِيْدِ عَلَيْهِ يَا أُمَيَّةُ مِنْ شُهُوْدِ فَقَدْ لَهَجُوْا بِقَتْلِ بَنِي عَلِيٍّ وَكَائن مِنْ شَهِيْدٍ يَوْمَ ذَاكُمْ مِنَ(1/645)


الإِسْمَاعِ مِنْكُمْ وَالْجُلُوْدِ خَنَازِيْراً وَفِيْ صُوَرِ الْقُرُوْدِ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إِذَا نَطَقَتْ بِحَقٍّ وَلَسْتُ بِآيِسٍ مِنْ أَنْ تَصِيْرُوا وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنِ هَارُوْنَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيْدِ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ فِيْ تَسْمِيَةِ فُرْسَانِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ-عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-: وَعَوْفٌ، وَبِشْرُ ابْنا سَالِمٍ الْعَبْسِيَّانِ، وَهُوَ الَّذِي يَقُوْلُ: أَشْجَعُ مِنْ لَيْثٍ حَمَى عَنْ عُرْسِ يِفَتَرِسُ الأَعْدَاءَ أَيَّ فَرْسِ وَطَارِفِي وَتَالِدِي وَعَرْسِ فَإِنَّهُمْ حَقًّا شِرَارُ الإِنْسِ إِنْ تَعْرِفُوْنِي فَأَنَا ابْنُ عَبْسٍ لَيْثٌ هَرِيْثُ السَّدْفِ حَمُّ الْحِلْسِ أَفْدِي زَيْداً بِأَبِي وَنَفْسِي يَا قَوْمُ جُدُّوا فِيْ قِتَالِ النَّجِسِ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ غَزَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ سَهْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ أَبِي مَخْنَفٍ.
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جَعْدَةَ الْبَارِقِيِّ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ- عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، فِيْ تَسْمِيَةِ مَنْ قُتِلَ مَعَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ: وَبِشْرٌ الْحَوْرَانِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ(1/646)

128 / 134
ع
En
A+
A-