وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ?[المائدة:33].
قَالَ: فَذَهَبَ لِيُنَحِّيّي بِيَدِهِ، فَانْتَثَرَتْ بِالآكِلَةِ، وَوَقَعَ شِقُّهُ فَمَاتَ إِلَى النَّارِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْجَعْفِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ غَزَالٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَزْدَقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ -يَعْنِي الْبُرْقِيُّ-، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ.
(1/627)
عَنْ مُغِيْرَةَ، قَالَ: نَظَرَ رَجُلٌ إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ مَصْلُوْبٌ فَأَشَارَ إِلَيْهِ بِأُصْبُعِهِ أَوْ بِيَدِهِ، وَقَالَ: هَذَا الْفَاسِقُ ابْنُ الْفَاسِقِ قَالَ: فَرَجَعَتْ أُصْبُعُهُ فِيْ كَفِّهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلاَّنَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالسَّلاَم بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدالْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْرُوْقُ بْنُ مَرْزَبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا.
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِّيٍّ الْيَامِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ خَشَبَةِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-قَائِماً، إِذْ جَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: كَذَا بِأُصْبُعِهَا عَلَى الْخَشَبَةِ -يَعْنِي طَعَنَتْ بِأُصْبُعِهَا عَلَى الْخَشَبَةِ-، وَذَكَرَ الْحَدِيْثَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ الْهَمْدَانِيُّ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنِي حُرَيْثُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَصْبَاغِيِّ.
عَنِ الرَّبِيْعِ بْنِ حَبِيْبٍ قَالَ: إِنَّا بِالْمَدِيْنَةِ إِذْ جِيئَ بِرَأْسِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَأَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ فَيَقُوْمُ فَيَقُوْلُ فِيْهِ، فَصَعَدَ شَيْخٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ قَالَ فِيْكَ شَيْئاً يُرِيْدُ عَرَضَ الدُّنْيَا فَإِنِّي لاَ أُرِيْدُهُ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: مَا هَذِهِ الظُّلْمَةُ الَّتِي قَدْ(1/628)
غَشِيَتْنَا، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ.
وَبِهِ أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْشّيباتِي قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَذَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الأَصْبَاغِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بْن حَبِيْبٍ، قَالَ: لَمَّا أُصِيْبَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-خَرَجْتُ إِلَى الْمَدِيْنَةِ أَنَا، وَأُتِيَ بِرَأْسِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ يَصْعَدُوْنَ الْمِنْبَرَ يَشْتُمُوْنَ وَيَتَبَرَّأُوْنَ، فَجَاءَ شَيْخٌ فَقَالَ: أَمَّا مَنْ تَبَرَّأَ مِنْهُ وَشَتَمَهُ طَلَبَ دُنْيَا، فَإِنِّي لَسْتُ أَطْلُبُ دُنْيَا فَأَقْبَلَ فِيْ شَتْمِهِ وَالْبَرَاءَةِ مِنْهُ، قَالَ: فَبْيَنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ قَالَ: مَا هَذِهِ الْظُّلْمَةُ الَّتِي قَدْ غَشِيَتْنَا، قَالَ: فَمَا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلاَّ أَعْمَى يُقَادُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى الْمُغِيْرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ زَيْدا ً-يَعْنَي ابْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- حِيْنَ أُحْرِقَ، قَالَ: نَادَى مُنَادٍ: مَنْ جَاءَ بِحِزْمَةِ حَطَبٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا دِرْهَماً، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْعَلاءُ بْنُ يَزِيْدَ، مَوْلًى لآلِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي(1/629)
وَقَّاصٍ بِحِزَمٍ مِنْ حَطَبٍ فَأُعْطِي دَرَاهِمَ، وَقَالَ: لاَ أُرِيْدُ، إِنَّمَا جِئْتُ بِهَا أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ فِيْ إِحْرَاقِ الْفَاسِقِ ابْنِ الْفَاسِقِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا مَضَتْ عَلَيْنَا إِلاَّ أَقَلُّ مِنْ عِشْرِيْنَ لَيْلَةً، حَتَّى رَأَيْتُهُ مُحْتَرِقاً فِيْ بَيْتِ نَباذ بْنِ زَرَارَةَ، وَكَانَ مَعَهُ غُلاَمٌ يَفْسُقُ بِهِ، فَنَامُوا وَتَرَكُوا الْمِصْبَاحَ لَمْ يُطْفِئُوْهُ، فَاضْطَرَمَ عَلَيْهِمْ الْبِيْتُ نَاراً فَاحْتَرَقُوا كُلَّهُمْ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَر الْوَبْرِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ خَانِ الْفَرَانِيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلامٍ الْجُعَابِي الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّهْقَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَاصِمٍ السَّلُوْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ الْيَسَعَ العَامِرِيُّ، وَكَانَ فِيْ دَارِ اللُّؤْلُؤ، قَالَ: رَأَيْتُ عَرْزَمَةَ أَخَا كَبَاشَةَ الأَسَدِيُّ وَكَانَ مِنْ أَبْهَى الرِّجَالِ وَأَحْسَنِهِ عَيْنَاً، فَكَانَ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ يَنْطَلِقُ إِلَى الْكُنَاسَةِ فَيْقَعُدُ عِنْدَ الَّذِيْنَ يَحْرُسُوْنَ خَشَبَةَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، وَكَانَ هُنَاكَ مَجْمَعُ الأَسَدِيِّيْنَ، وَكَانَ يَلْتَقِطُ فِيْ طَرِيْقِهِ سَبْعَ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ يَجِيئُ فَيَجْلِسُ فِيْ الْقَوْمِ، ثُمَّ يَقُوْلُ: هَاكُمْ فِيْ عَيْنِهِ، فَيَخْذِفُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ(1/630)
السَّلاَمُ- بِتِلْكَ السَّبْعِ الْحَصَيَاتِ فِيْ كُلِّ يَوْمٍ.
قَالَ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ الْيَسَعِ: فَوَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ مَا مَاتَ، حَتَّى رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ مَرْقُوْدَتَيْنِ، كَأَنَّهُمَا زُجَاجَتَانِ خَضَرَاوَانِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ حَاجِبٍ إِجَازَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بْنُ زُفَرَ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، قَالَ: رَأَيْتُهُ وَهُوَ مَصْلُوْبٌ بَيْنَ الْسَّمَّاكِيْنَ مَسْجِدِ الْخَيَّاطِيْنَ وَلَيْسَ إِذْ ذَاكَ سُوْقٌ وَلاَ مَسْجِدٌ، صُلِبَ عَرْيَانَاً، فَلَمْ يَمْسِ حَتَّى سَقَطَتْ سُرَّتُهُ عَلَى عَوْرَتِهِ فَسَتَرَتْهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عِيْسَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نَاصِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَهَاوَنْدُ ذَهْبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ اسْمُهُ، قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى مَكَّةَ، فَلَمَّا كُنْتُ فِيْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِذَا رَجُلٌ وَالنَّاسُ يَجْتَمِعُوْنَ عَلَيْهِ يُحَدِّثُهُمْ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَإِذَا هُوَ يُحَدِّثُهُمْ.
قَالَ: إِنِّي كُنْتُ فِيْمَنْ يَحْرُسُ خَشَبَةَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ نَوْبَتِي إِنِّي لَقَاعِدٌ بَعْدَ(1/631)