وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيْه إِمْلاَءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ، وَأَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالاَ: قَالَ أَبُوْ بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: زَيْدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، يُكَنَّى أَبَا الْحُسَيْنِ، أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ قَتَلَهُ يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ بِالْكُوْفَةِ، وَصَلَبَهُ بِالْكُنَاسَةِ، وَأَحْرَقَهُ وَذَرَاهُ فِيْ الْفُرَاتِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمِائَةٍ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ يَعْنِي بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ إِنَّ هِشَاماً رَضِيَ بِصَلْبِ زَيْدٍ فَاسْلِبْهُ مُلْكَهُ، وَإِنَّ يُوْسُفَ أَحْرَقَ زَيْداً فَسَلِّطْ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يَرْحَمُهُ.
اللَّهُمَّ أَحْرِقْ هِشَاماً فِيْ حَيَاتِهِ إِنْ شِئْتَ وَإِلاَّ فَأَحْرِقْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَرَأَيْتُ هِشَاماً مُحْرَقاً وَيُوْسُفُ بِدِمَشْقَ مُقَطَّعاً، عَلَى كُلِّ بَابٍ منْ دِمَشْقٍ مِنْهُ عُضُوٌ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتَاهُ، وَافَقْتَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ قَالَ: لاَ بَلْ صُمْتُ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ رَجَبٍ وَثَلاَثَةَ(1/617)


أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ، وَرَمَضَانَ أَصُوْمُ الأَرْبِعَاءَ وَالْخَمِيْسَ وَالْجُمُعَةَ -يَعْنِي مِنْ كُلِّ شَهْرٍ-، ثُمَّ أَدْعُو اللَّهَ عَلَيْهِمَا مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حَتَّى أُصَلِّيَ الْمَغْرِبَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيْرَةِ قَالَ: كُنْتُ بِدِمَشْقَ حِيْنَ قُتِلَ يُوْسُفُ بْنُ عُمَرَ، فَجُعِلَ فِيْ رِجْلِهِ حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ وَجَعَلَ الصِّبْيَانُ يَجُرُّوْنَهُ وَقَدْ قُطِعَ رَأْسُهُ، وَكَانَ قَصَيْراً، فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَمُرُّ بِهِ فَتَقُوْلُ: لأَيِّ شَيءٍ قُتِلَ هَذَا الصَّبِيُّ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الضَّحَّاكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أُخِذَ خُرَاشُ بْنُ حَوْشَبٍ الَّذِي أَحْرَقَ زَيْداً -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَشِهَابُ بْنُ حَوْشَبٍ الَّذِي نَبَشَ زَيْداً، فَأَمَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَنْ يُضْرَبَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَلْفَ سَوْطٍ، وَيُشَقُّ بُطُوْنُهُمَا، وَيُطْرَحُ مَا فِيْ أَجْوَافِهِمَا لِلْكِلاَبِ، وَأَنْ يُحْرَقَا بِالنَّارِ، فَفُعِلَ ذَلِكَ بِهِمَا.
وَبِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيْهُ إِمْلاَءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيْزِ الْكَرْجِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ(1/618)


الْحَسَنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن زِيَاد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيْدِ بْنِ مَرْبَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شٌعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبِطْرِيْقُ بْنُ يَزِيْدَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوساً مَعَ يَزِيْدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِيْ الْمَسْجِدِ فَأُتِيَ بِرَأْسِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-فَنُصِبَ فِيْ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا بِالْعَجَبِ، قُلْنَا: وَمَا وَرَاءَكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وَاللَّه لَعَجِبْتُ لِبَنِي هَاشِمٍ وَخُرُوْجُهُمْ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، لَقَدْ عَلِمَتْ بَنُو هَاشِمٍ أَوْ مَنْ عَلِمَ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَنْ تَهْلَكَ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهَا زِنْدِيْقُهَا، ثُمَّ خَرَجَ كَمَا تَرَوْنَ، قَالَ ابْنُ شٌعَيْبٍ: فَمَا بَرَحَتْ بِيَزِيْدَ الأَيَّامُ حَتَّى كَانَ هُوَ الْخَارِجُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
قَالَ السَّيِّدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا يَزِيْدُ بْنُ عَبْدِالْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَهُوَ ابْنُ عَاتِكَةَ، وَقَدْ وَلِيَ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْد الْعَزِيْزِ بِعَهْدٍ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَإِنَّمَا الزِّنْدِيْقُ الْوَلِيْدُ بْنُ يَزِيْدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الَّذِي يَقُوْلُ: بِلاَ وَحْيٍ أَتَاهُ وَلاَ كِتَابِ تَلاَعَبَ بِالْبَرِيَّةِ هَاشِمِيٌّ وَتَفَاءَلَ بِالْمَصْحَفِ فَخَرَجَ ?وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ، يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ?[إبراهيم:15-17]، فَرَمَى بِهِ فَاسْتَهْدَفَهُ وَجَعَلَ يَرْمِيْهُ بِالنِّشَابِ، وَهُوَ(1/619)


يَقُوْلُ: فَهَا أَنَا ذَاكَ جَبَّارٌ عَنِيْدُ تُهَدِّدُ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيْدٍ فَقُلْ: يَا رَبُّ مَزَّقَنِي الْوَلِيْدُ إِذَا مَا جِئْتَ رَبَّكَ يَوْمَ حَشْرٍ وَالْقِصَّةُ مَشْهُوْرَةٌ، قَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَأَنَا لَمْ تَحْضُرْنِي فِيْ الْحَالِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلاَّنَ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالسَّلاَم بْن مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا، قَالُوا: إِنَّ عُمَرَ الْعَطَارِدِيَّ أَعْطَى اللَّهَ عَهْداً وَحَلَفَ أَنْ لاَ يَدْخُلَ الْكُوْفَةَ حَتَّى يَجِدَ مَنْ يُقَاتِلُ مَعَهُ بَنِي أُمَيَّةَ، فَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- هَاهُنَا وَهُوَ غَائِبٌ عَنِ الْكُوْفَةِ، فَكَتَبَ إِلَى أَهْلِهِ: ـهُ وَلاَ زَالَ جُنْدُكُم مَغْلُوْبَا قُلْ لأَهْلِ الْعِرَاقِ شَانَكُمُ اللَّـ ـهُ وَزَيْدٌ فِيْ سُوْقِكُمْ مَصْلُوْبَا كَيْفَ تَرْجُو أَنْ يُعْزَّكُمُ اللَّـ وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيْدِ بْنِ دُحَيْمٍ الْمُعَدلُ الْحَرِيْرِيُّ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بْن عَلِيٍّ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بْنُ عَطَاءَ.
عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْحَفْرِي، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- جَاءَ طَائِرَانِ أَبْيَضَانِ، فَسَقَطَ وَاحِدٌ عَلَى هَذَا الْقَصْرِ، وَوَاحِدٌ عَلَى هَذَا الْقَصْرِ، وَقَالَ(1/620)


أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ: قَاتِلُ زَيْدٍ لاَ نَجَّاهُ تُنْعِي زَيْداً أَوْ أَنْعَاهُ وَأَجَابَهُ الآَخَرُ: يَا وِيْحَهُ بَلعَ آخِرَتهُ بِدُنْيَاهُ.
ياويحه باع آخرته بدنياه.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِخَوَّلُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ:(1/621)

123 / 134
ع
En
A+
A-