قَالَ: وَبَعَثَ إِلَى وُجُوْهِ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْمِصْرِ، قَالَ: وَجَعَلَ مَنَادِيْلَ فِيْ كُلِّ مِنْدِيْلٍ مِنْهُ شَيءٌ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَبْضَةً فَيَرْمِيَ بِهَا فِيْ الْمَاءِ.
قَالَ: وَأَرْسَلَ إِلَى عُرْوَةَ بْنِ هَانِي أَنْ يُوَافِيَ حَتَّى يُذَرْيَهُ فِيْمَنْ يُذْرِي.
قَالَ: بَنُو عَمِّهِ وَافِ وَإلا صُنِعَ بِكَ مَا صُنِعَ بِأَبِيْكَ.
قَالَ: وَاللَّهِ لَوْ قُطِّعْتُ أَنْمُلَةً أَنْمُلَةً.
قَالَ: فَكَتَبَ اسْمَهُ وَمَا وَافَاهُ.
قَالَ: وَذُكِرَ أَنَّ حُرَاشَ بْنَ حَوْشَبٍ كَانَ عَلَى شُرْطَةِ يُوْسُفَ بْنِ عُمَرَ وَكَانَ هُوَ الَّذِي وَلِيَ إِحْرَاقُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَشَرَ النَّاسَ لِذَلِكَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بَرْزَخٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْخَطَّابِ الْخَلالُ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَبِيْعٌ الْحِيْرِيُّ، وَجَاءَ يَوْمَاً إِلَيْنَا إِلَى أَصْحَابِ الْقَصْدِ يَبْتَاعُ مِنْ أَبِي خِلاًّ فَجَعَلَ يَتَوَجَّعُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا فُلاَنُ، مَا لَكَ تَّوَجَّعُ؟ قَالَ: وَلِمَ لاَ أَتَوَجَّعُ، مَرَرْتُ بِالنَّاس فَإِذَا زَيْدٌ قَدْ أُنْزِلَ هُوَ وَالْخَشَبَةُ، وَأُلْقِيَ عَلَيْهِ هُوَ وَالْخَشَبَةُ نَاراً حَتَّى احْتَرَقَ هُوَ وَالْخَشَبَةُ، فَصَارَ رَمَاداً، ثُمَّ جَعَلُوا يَضْرِبُوْنَ الرَّمَادَ بِالْهُبُوْطَاتِ حَتَّى جَعَلُوْهُ سَحِيْقاً، ثُمَّ قُسِّمَ قِسْمَيْنِ: قِسْمٌ وَجَّهُوا بِهِ إِلَى الْعَاقُوْلِ إِلَى مَعَمِّ الثِّمَارِ، وَنِصْفٌ أَخْرَجُوْهُ إِلَى ظَهْرِ الْكُوْفَةِ، فَذُرِيَ ذَا فِيْ الْبَحْرِ وَذَا فِيْ الْبَرِّ.
وَبِهِ قَالَ:(1/612)
أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: زُرْتُ مَعَ مَعْشَرٍ بِالرَّوَاسِيْنَ فَبَيْنَا هُوَ يَمْشِي إِذْ صَعِقَ وَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، فَخِفْتُ أَنْ يَكُوْنَ بِهِ جُنُوْنٌ قَدْ عُرِضَ لَهُ، فَلَمَّا أَفَاقَ سَأَلْتُهُ، قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ حِيْنَ أُحْرِقَ فَمَا مَرَرْتُ وَرَأَيْتُ هَذِهِ الرُّؤُوْسَ الْمُسَيْطَةَ إِلاَّ أَصَابَنِي مَا تَرَى.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ شَيْطٍ أَبُو الْفَتْحِ الْمُقْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ سَعِيْدِ بْنِ سُوَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرٍ الْكَوْكَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِم يَعْنِي أَبَا الْعَيْنَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رُبَيْحٍ، عَنْ جَرِيْرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيْدِ، قَالَ: كَانَ مُغِيْرَةُ يُعْجِبُهُ أَكْلَ الرُّؤُوْسِ، فَلَمَّا أُحْرِقَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- تَرَكَ أَكْلَ الرُّؤُوْسِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بُرْدَحٍ الْخَيَّاطُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلْمٍ الْبَجْلِيُّ.
عَنْ حَسَنِ بْنِ بِشْرٍ السُّحَيْمِيِّ، قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِفَ مَوْضِعَ(1/613)
الْخَشَبَةِ الَّتِي صُلِبَ عَلَيْهَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، مَكَانَهَا فَيَجِيئُ إِلَى الْمَسْجِدِ الَّذِي فِيْ أَصْحَابِ السَّعِيْرِ فَيَدْخُلَ إِلَيْهِ، فَيَجْعَلُ رَأْسَهُ تَحْتَ طَاقِ الصَّوْمَعَةِ ثُمَّ يَضَعُ اثْنَي عَشَرَ قَدَماً نَاحِيَةَ الْقِبْلَةِ، فَثَمَّ مَكَانُ الْخَشَبَةِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْعَطَّارُ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلاَمٍ إِمَامُ الرَّاقِعَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ جُنَيْدٍ الْبَغْدَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيْرٌ، قَالَ: مَكَثَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- مَصْلُوْباً بِالْكُنَّاسَةِ، حَتَّى وَلِيَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ فَأَحْرَقَهُ وَذَرَاهُ فِيْ الْفُرَاتِ، قَالَ: وَجَعَلَ جَرِيْرٌ يَبْكِي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخَزَّازُ، قَالاَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلاَّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا لُؤْلُؤُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ الْعَوْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ: أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- لَمَّا صُلِبَ وُجِدَ فِيْ فِيْهِ دِرْهَمٌ فِيْهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللَّهِ ضُرِبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، زَادَ الْعَلَوِيُّ: فَكَانَ مَنْ(1/614)
هَاجَتْ بِهِ عِلَّةٌ، وَوَضَعَ ذَلِكَ الدِّرْهَمَ فِيْ إِنَاءٍ، وَصَبَّ عَلَيْهِ مَاءً، وَسُقِيَ الْعَلِيْلُ رُزِقَ الْعَافِيَةُ بِإِذْنِ اللَّهِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارِ الْعَجْلِي الْقِطَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَائِدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أُمِّهِ، وَكَانَتْ أُمُّ وَلَدٍ لِزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَتْ: لَمَّا قُتِلَ زَيْدٌ ذُهِبَ بِي إِلَى يُوْسُفَ بْنِ عُمَرَ، وَأَنَا نُفَسَاءُ بِمُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، وَلَدْتُهُ قَبْلَ مَخْرَجِ زَيْدٍ بِأَرْبَعِيْنَ يَوْماً، فَأُمِرَ بِي فَأُنْزِلْتُ فِيْ جَانِبِ الْقَصْرِ وَمَعِيَ صِبْيَانٌ ثَلاَثَةٌ وَكَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِالْمَلِكِ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ هِشَامٌ يَأْمُرُهُ أَنْ يَدْفَعَنِي إِلَى أَقْرَبِ النَّاسِ إِلَيْنَا، فَبَعَثَ بِنَا يُوْسُفُ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَبِيْعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْن هَاشِمٍ، قَالَتْ: فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ حَتَّى هَلَكَ هِشَامٌ، ثُمَّ أُخْرِجْنَا إِلَى الْمَدِيْنَةِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوطَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْفَضْلُ بْنُ العَبَّاسِ بْنِ بَهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى(1/615)
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: وَفِيْ سَنَةَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِيْنَ وَمِائَةٍ قُتِلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدِيْنَ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ قُتِلَ سَنَةَ ثِنْتَيْن وَعِشْرِيْنَ وَمِائَةٍ.
(1/616)