قُنْفُذَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ سَلِيْمٍ وَهِيَ الثَّالِثَةُ، وَأُمُّ هِلاَلِ بْنِ فَاتِحِ بْنِ ذُكْوَانَ عَاتِكَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ بُهَيْتَةَ بْنِ سَلِيْمِ بْنِ مَنْصُوْرٍ، وَأُمُّ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ عَاتِكَةُ بِنْتُ الأَوْقَصِ بْنِ هِلاَلِ بْنِ فَاتِحِ بْنِ ذُكْوَانَ.
فَهُوُلاءِ الْعَوِاتِكُ السُّلَمِيَّاتُ.
وَأَمَّا الْعُدْوَانِيَتَّانِ: فَوَلَدَتَاهُ مِنْ قِبَلِ أَبِيْهِ، وَمِنْ قِبَلِ مِالِكِ بْنِ النَّضْرِ، فَأَمَّا الَّذِي وَلَدَتْهُ مِنْ قِبَلِ أَبِيْهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَهِيَ السَّابِعَةُ مِنْ أُمَّهَاتِهِ وَيُقَالُ: إِنَّهَا الْخَامِسَةُ فَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَرْبِ بْنِ وَايِلِ الْعُدْوَانِي، وَمَنْ قَالَ: إِنَّهَا السَّابِعَةُ فَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَامِر بْنِ ظَرْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ سَيْكَنِ الْعُدْوَانِي، وَهِيَ أُمُّ هِنْدٍ بِنْتِ مَالِكِ بْنِ كِنَانَةَ الْفَهْمِي بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلاَنَ، وَهِنْدُ بِنْتُ مَالِكٍ هِيَ أُمُّ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظَرْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ وَايِلَةَ الْعُدْوَانِي، وَفَاطِمَةُ وَأُمُّ سَلْمَى بِنْتُ عَامِرِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَسَلْمَى أُمُّ يَحْمُرَ بِنْتُ عَبْدِ بْنِ قُصَيِّ، وَيَحْمُرُ أُمُّ صَخْرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ بْن مَخْزُوْمٍ، وَصَخْرَةُ أُمُّ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَمْرِو بْنِ عَايِذِ بْنِ عِمْرَانَ مِنْ مَخْزُوْمٍ، وَأُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَمِنْ قِبَلِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَة فَأُمُّ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ عَاتِكَةُ أَمُّ عَمْرِو بْنِ عُدْوَانَ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلاَنَ.
وَأَمَّا الْهُذَلِيَّةُ: فَوَلَدَتْ مِنْ قِبَلِ(1/56)
هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ أُمُّ هَاشِمٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ مُرَّةَ بْنِ هِلاَلِ بْنِ فَاتِحٍ، وَأُمُّهَا مَاوِيَةُ بِنْتُ حَوْزَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ بَكْرٍ بْنِ هَوَازِنٍ، وَأُمُّ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرٍ بْنِ هَوَازِنٍ عَاتِكَةُ بِنْتُ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ بْنِ فَهْدٍ الْهُذَلِيَّةِ.
وَأَمَّا الأَسَدِيَّةُ: فَوَلَدَتْ مِنْ قِبَلِ مُرَّةَ بْنِ مُرَّةَ وَهِيَ الثَّالِثَةُ مِنْ أُمَّهَّاتِهِ وَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ ذُوْدَانِ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ.
وَأَمَّا الثَّقَفِيَّةُ: فَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ عَوْفٍ الثَّقَفِي، وَهِيَ أُمُّ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْن عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ، وَعَبْدُ الْعُزَّى جَدُّ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، أُمُّ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ: بَرَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بْنِ قُصَيِّ.
وَأَمَّا الْقَحْطَانِيَّةُ: فَوَلَدَتْهُ مِنْ قِبَلِ غَالِب بْن فِهْرٍ، أُمُّ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ لَيْلَى بِنْتُ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ، وَأُمُّهَا سَلْمَى بِنْتُ طَاعَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ، وَأُمُّ سَلْمَى عَاتِكَةُ بِنْتُ الأَزْدِ بْنِ الْغَوْثِ، وَعَاتِكَةُ أَيْضَاً هِيَ الثَّالِثَةُ مِنْ أُمَّهَاتِ النَّضْرِ.
وَأَمَّا الْقُضَاعِيَّةِ: فَوَلَدَتْهُ مِنْ قِبَلِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَهِيَ الثَّالِثَةُ مِنْ أُمَّهَاتِهِ وَهِيَ عَاتِكَةُ بِنْتُ رُشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَوْدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ.
قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بِذَلِكَ كُلِّهِ بَعْضُ الطَّالِبِيِّيْنَ وَرَوَاهُ لِي عَنْ أَبِي عَبْدِاللَّهِ الْعُدَوِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ عَبْدُ الْكَرِيْمِ(1/57)
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمَحَامِلِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ الدَّارُقُطْنِي، قَالَ: أَبُو كَبْشَةَ يُقَالُ: كَانَ ظِئْراً لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَقِيْلَ: كَانَ زَوْجَ حَلِيْمَةَ بِنْتِ أَبِي ذُوَيْبٍ مُرْضِعَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- وَقِيْلَ: كَانَ عَمُّ وَلَدِهَا، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ وَالْمُنَافِقُوْنَ تَقُوْلُ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ، أَبُو قُبْلَةَ، وَحُرُّ بْنِ غَالِبِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ، وَهُوَ عَبْشَانُ وَجُوْهَرُ أَبُو كَبْشَةَ الَّذِي كَانَتْ قُرَيْشٌ تَنْسُبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ، وَتَقُوْلُ ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ، وَكَانَ أَبُو كَبْشَةَ أَوَّلُ مَنْ عَبَدَ الشِّعْرَى وَخَالَفَ دِيْنَ قَوْمِهِ فَلَمَّا خَالَفَ رَسُوْلُ اللَّهِ دِيْنَ قُرَيْشٍ وَجَاءَ بِالْحَنِيْفِيَّةِ شَبَّهُوْهُ بِجَدِّهِ أَبِي كَبْشَةَ، لاَ أَنَّهُمْ عَيَّرُوهُ بِهِ مِنْ تَقْصِيْرٍ كَانَ فِيْهِ، لأَنَّ أَبَا كَبْشَةَ كَانَ سَيِّداً فِيْ قَوْمِهِ خُزَاعَةَ.
قَالَ: أَخْبَرَنَا الْمَحَامِلِي، قَالَ: أَخْبَرَنَا الدُّارُقُطْنِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيْلَ الْمَحَامِلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوْسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَلِيْفَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَهُوَ فِيْ ظِلِّ أَطَمَةٍ فَقَالَ: ((لَقَدْ عَقَّ عَلَيْنَا ابْنُ أَبِي كَبْشَةَ))، فَقَالَ:(1/58)
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَّيِّ: يَارَسُوْلَ اللَّهِ، أَلاَ آتِيْكَ بِرَأْسِهِ؟، قَالَ: ((لاَ، وَلَكِنْ بِرَّ أَبَاكَ وَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُ)).
الباب الثالث في رضاعه -صلى الله عليه وآله وسلم- وعدله، وتربيته وما يتصل بذلك وبالإسناد المتقدم
فِي الْخَبَرِ الطَّوِيْلِ فِيْ ذِكْرِ وِلادَتَهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- إِلَى مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ مُجَاهِدٌ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: فَتَنَازَعَتِ الطَّيْرُ وَالسَّحَابُ فِي رضاعه، قَالَ: نَعَمْ، وَجَمِيْع خَلْق الله إلاَّ الإِنْس، وَذَلِكَ لَمَّا رُدَّ عَلَى آمِنَةَ مِنْ بِقَاعِ النَّبِيِّيْنَ وَأَطْبَاقِ السَّمَوَاتِ نَادَى مُنَادي الرَّحْمَنِ: مَعَاشِرَ الْخَلاَئِقِ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، طُوْبى لِثَدْيٍ أَرْضَعَتْهُ، وَطُوْبَى لأَيْدِي كَفَلَتْهُ، وَطُوْبَى لِبُيُوْتٍ سَكَنَهَا.
(1/59)
فَقَالَتْ الطًّيْرُ: نَحْنُ أَحَقُّ بِرَضَاعِهِ، وَقَالَتِ الرِّيْحُ: نَحْنُ أَحَقُّ بِرَضَاعِهِ، وَقَالَتِ الْجِنُّ: لاَ أَلا نَحْنُ أَحَقُّ بِرَضَاعِهِ؛ فَصَاحَتِ السَّحَابَةُ: لاَ أَلا نَحْنُ الْمُسَخَّرَاتُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ نَحْنُ نَحْمِلُهُ إِلَى بَرَارِي الدُّنْيَا وَزَوَايَاهَا، وَنَعْرِفُ مَوْضِعَ كُلِّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةِ الثَّمَرِ نُطْعِمُهُ مِنْهَا، وَمَوْضِعَ كُلِّ عَيْنٍ بَارِدَةٍ نُسْقِيْهِ مِنْهَا وَنَغْذُوْهُ قَبْلَ ذَلِكَ بِمَاءِ الْمُزْنِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ.
فَنُوْدِيَتْ كُلُّهَا: أَنْ كُفُّوا عَنْ رَضَاعِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَقَدْ أَجْرَى اللَّهُ ذَلِكَ عَلَى أَيْدِي الإِنْسِ، قَالَ: فَأَجْرَى اللَّهُ ذَلِكَ بِحَلِيْمَةَ ابْنَةِ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّعْدِيَّةِ، فَكَانَ مِنْ سَبَبِهَا وَقْصَتِهَا أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَجْدَبَ الْبِلاَدَ وَأَقْحَطَ الزَّمَانَ، حَتَّى دَخَلَ مِنْ ذَلِكَ ضَرَرٌ عَلَى عَامَّةِ النَّاسِ، فَكَانَتْ حَلِيْمَةُ تُحَدِّثُ عَنْ نَفْسِهَا وَتَقُوْلُ: كَانَ النَّاسُ فِيْ زَمَنِ مَوْلِدِ رَسُوْلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فِيْ شِدَّةٍ شَدِيْدَةٍ وَجُهْدٍ جَهِيْدٍ، وَكُنَّا نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ أَشَدَّ النَّاسِ كُلِّهِمْ فَقْراً وَجُهْدًا وَضُرًّا، وَكُنْتُ امْرَأَةً طَوَّافَةً أَطُوْفُ الْبَوَادِي وَالْجِبَالِ أَطْلُبُ النَّبَاتَ وَحَشِيْشَ الأَرْضِ، فَكُنْتُ أُصِيْبُ مَا تُصِيْبُ أَخَوَاتِي اللَّوَاتِي كُنَّ مَعِيَ أَوْ أَقَّلَ مِنْهُنَّ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَقْنَعُ وَأَصْبِرُ وَأَقُوْلُ: أَحْمَدُ رَبًّا نَزَلَ بِي هَذَا الْجَهْدَ وَالْبَلاَءَ كُلَّهُ، قَالَتْ: فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ وَقَدْ خَرَجْنَا يَوْماً إِلَى بَطْحَاءِ(1/60)