عَنْ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: الشَّهِيْدُ مِنْ ذُرِّيَّتِي، الْقَائِمُ بِالْحَقِّ مِنْ وَلَدِيْ، الْمَصْلُوْبُ بِ‍(كُنَاسَةِ كُوْفَانٍ) إِمَامُ الْمُجَاهِدِيْنَ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، يَأَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُوْنَ، يُنَادُوْنَهُمْ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُوْنَ.
(ح) وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْحَسَنِي الْكُوْفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْخَطِيْطِ الأَسَدِيِّ قِرَاءَةً، قَالَ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سَعِيْدِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبٍ.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- قَالَ: أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِكْرَامَ قَوْمٍ بِكَرَامَتِهِ وَأَحَبَّ أَنْ يَسْتَنْقِذَهُمْ فَسَاقَ إِلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ حَتَّى نَزَلَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْحَقِّ وَوَصَفَهُ لَهُمْ خِلاَفاً لِمَا كَانُوا عَلَيْهِ، فَقَالُوا: إِنَّ أَبَاكَ كَانَ إِمَاماً وَإِنَّ أَخَاكَ كَذَلِكَ لِيُزِيْلُوهُ عَنْ دِيْنِهِ وَيُحِيْلُوْهُ عَنْهُ، فَقَالَ: فَجَرْتُ إِذاً، وَعَقَقْتُ وَالِدِي، وَظَلَمْتُ أَخِي، وَافْتَرَيْتُ عَلَيْهِمَا أَنَا أَعْلَمُ بِوَالِدِي وَأَخِي مِنْكُمْ، وَإِنَّ هَذِهِ لَلَفْرِيَةُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَيْنَا، وَلَوْ غَيْرَ زَيْدٍ تَكَلَّمَ بِهَذَا، لَقَالُوا: ظِنِّيْنٌ جَاهِلٌ لاَ يَعْلَمُ، وَالْحَمْدُ(1/562)


لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ عَلَى هَذَا أَمْرَ أَوَّلِنَا وَآخِرِنَا لَمْ يُقِرْ لَهُمْ بِفِرْيَةٍ وَلَمْ يُلَبِّهِمْ عَلَيْهِمَا، فَمَنْ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ زَيْدٍ وَأَصْدَقَ وَأَعْلَمَ بِأَبِيْهِ وَأَخِيْهِ كَانَ مِنْهُ وَلاَ أَرْضَى فِيْ الْمُسْلِمِيْنَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخُنَا أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الوَبْرِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِيْ خَانِ الْفَرَانيِينِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُوبَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَالِم الْجِعَانِي الْحَافِظُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوْبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-: لَوْ نَزَلَتْ رَايَةٌ مِنَ السَّمَاءِ، لَمْ تُنْصَبْ إِلاَّ فِيْ الزَّيْدِيَّةِ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلاَّنَ، عَنْ خَلَفٍ الْبَزَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَبْدِالْوَاحِدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ الْقَرَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُخْتَارُ بْنُ عُمَرَ.
عَنْ عِيْسَى بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- قَالَ: كُنْتُ قَائِماً أُصَلِّي فِيْ مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ(1/563)


وَسَلَّمَ-، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَحْسِبُهُ قَالَ: بِاللَّيْلِ، قَالَ: فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَابِدُ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فَاطَّلَعَ فِيْ وَجْهِي، فَلَمَّا عَرَفَنِي قَالَ لِي: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَبِيْكَ مِنْ قَبْلِكَ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عًبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخَزَّازُ قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغْدَادِي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمُؤَمِّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرَوَيْهِ الْهَرَوِي، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْن.
عَنْ أَخِيْهِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- أَنَّهُ كَلَّمَ هِشَاماً فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ: وَأَنْتَ تُكَلِّمُنِي، وَأَنْتَ تَأْمُرُنِي بِتَقْوَى اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَضَعْ أَحَداً بِمَوْضِعٍ لاَ يَأْمُرُ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَلَمْ يَضَعْ أَحَداً بِمَوْضِعٍ هِيَ فَوْقَ أَنْ يُؤْمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَإِنِّي آمُرُكَ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَأُحَذِّرُكَ عُقُوبَةَ اللَّهِ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَقَالَ هِشَامٌ: وَاللَّهِ مَا يُؤْمَنُ هَذَا عَلَى وَثْبَةٍ يُفَرِّقُ بِهَا بَيْنَ الأُمَّةِ.
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ: وَكَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ لاَ يَخَافُ أَحَداً فِيْ اللَّهِ، وَلاَ تَأْخُذُهُ فِيْ اللَّهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ.
وَبِهِ قَالَ:(1/564)


أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ فِيْ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلاَمُ بْنُ إِسْرَائِيْلَ الْجَحَنْدَرِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّضْرُ الأَنْصَارِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُوْسَى الْهَرَوِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُوْسَى بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ يَقُوْلُ لأَخِيْهِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ حَيَاتَكَ حَيَاةَ السُّعَدَاءِ، وَوَفَاتَكَ وَفَاةَ الشُّهَدَاءِ، قَالَ: وَسَمِعْتُ مُوْسَى بْنَ جَعْفَرٍ يَقُوْلُ: إِنَّ قَوْماً يَزْعُمُوْنَ أَنَّهُمْ لَنَا أَوْلِيَاءٌ وَمِنْ عَدُوِّنَا أَبْرِيَاءُ يَبْرَؤُنَ مِنْ عَمِّنَا وَسَيِّدِنَا زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ بَرِيء اللَّهُ مِنْهُمْ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاجِبٍ قِرَاءَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الأَشْنَانِي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوْسُفُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ سَلِيْمٍ.
عَنْ كُلَيْبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: سَأَلْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ: أُحِبُّ أَنْ تُعْطِيَنِي مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ أَنْ لاَ تَجْعَلَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ تَقِيَّةً، فَقَالَ لِي: يَا كُلَيْبُ، لاَ تَثِقْ بِقَوْلِي حَتَّى تَأْخُذَ مِنِّي يَمِيْنَاً، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، قَالَ: قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ هَذَا الأَمْرِ أَوَّلُ النَّاسِ إِسْلاَماً أَبُوْكَ عَلِيٌّ، وَأَشَدُّ النَّاسِ نِكَايَةً فِيْ عَدُوِّهِ وَعَدُوِّ رَسُوْلِهِ أَبُوْكَ عَلِيٌّ، وَخَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُوْلِ(1/565)


اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَبُوْكَ عَلِيٌّ، فَكَيْفَ صَارَ الأَمْرُ حَتَّى صَارَ يُعْطَى الْمَالَ عَلَى بُغْضِهِ وَيُقْتَلُ الرِّجَالَ عَلَى حُبِّهِ، قَالَ: لأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ فِيْ شَرِّ دَارٍ وَذَكَرَ قِصَّةً، قَالَ فِيْ آخِرِهَا: ثُمَّ وَلَّوا عُثْمَانَ، ثُمَّ نَقَمُوْا عَلَيْهِ فَقَتَلُوْهُ، وَبَايَعُوا عَلِيًّا طَائِعِيْنَ غَيْرَ مُكْرَهِيْنَ، ثُمَّ نَكَثُوا بَيْعَتَهُ مِنْ غَيْرِ حَدَثٍ، ثُمَّ قَامَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- بِالْكِتَابِ فَقُتِلَ عَلِيٌّ، وَبَقِيَ الْكِتَابُ، ثُمَّ قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَصَنَعَ بِالْحَسَنِ الَّذِي بَلَغَكُمْ، ثُمَّ قَامَ الْحُسَيْنُ فَقُتِلَ الْحُسَيْنُ وَبَقِيَ الْكِتَابُ، ثُمَّ قَامَ بِهِ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ فَقُتِلَ زَيْدٌ وَبَقِيَ الْكِتَابُ، ثُمَّ قَامَ بِهِ يَحْيَى فَقُتِلَ يَحْيَى وَبَقِيَ الْكِتَابُ، ثُمَّ قَامَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ فَقُتِلَ مُحَمَّدٌ وَبَقِيَ الْكِتَابُ، ثُمَّ قَامَ بِهِ إِبْرَاهِيْمُ فَقُتِلَ إِبْرَاهِيْمُ وَبَقِيَ الْكِتَابُ، فَنَحْنُ مَعَ الْكِتَابِ، فَنَحْنُ مَعَ الْكِتَابِ وَالْكِتَابُ مَعَنَا لاَ نُفَارِقُهُ حَتَّى نَرِدَ عَلَى رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ-، حُجَّةً مِنَ اللَّهِ عَلَى هَذَا الْخَلْقِ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّونَ حُجَّةً عَلَى مَنْ بُعِثُوْا إِلَيْهِمْ.
(1/566)

112 / 134
ع
En
A+
A-