قَالَ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْفَقِيْهُ بِأصَفْهَانَ إِمْلاَءً، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُوْرٍ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُوْ بَكْرٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْعَجْلِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ يَعْقُوْبَ الْبَزَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْفُوْرٍ الْبُرْجُمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حِيَالٍ، عَنْ سَعِيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: مَرَّ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- بِالْكُنَاسَةِ فَبَكَى وَبَكَيْنَا.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ فَقُلْتُ: وَقَالَ شَيْخُنَا أَبُو سَعْدٍ: مَا يُبْكِيْكَ يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيْبي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَجُلاً يُصْلَبُ هَاهُنَا - زَادَ شَيْخُنَا: مِنْ وَلَدِي، وَاتَّفَقَا: لاَ تَرَى الْجَنَّةَ عَيْنٌ رَأَتْ عَوْرَتَهُ.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي الْكُوْفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوالطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ التَّيْمُلِي الْبَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَامِرٍ الْبَنْدَارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُوْرِ بْنِ يَزِيْدٍ الْمُقْرِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُاللَّه بْنُ مَنْصُوْرٍ الْقَوْمَسِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ الْبَجْلِي، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ كَثِيْرٍ، عَنْ أَبِيْهِ كَثِيْرٍ.
عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِي، قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ(1/557)


-عَلَيْهِ السَّلاَمُ- أَنَا وَالأَصْبَغُ بْنُ نَبَاتَةَ فِيْ (الْكُنَاسَةِ) فِيْ مَوْضِعِ الْجَزَّارِيْنَ وَالْمَسْجِدِ، وَالْخَيَّاطِيْنَ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صَحْرَاءُ فَمَا زَالَ يَلْتَفِتُ إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ، وَيَبْكِي بُكَاءً شَدِيْداً، وَيَقُوْلُ: بِأَبِي بِأَبِي، فَقَالَ لَهُ الأَصْبَغُ: يَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ، لَقَدْ أَبْكَيْتَ وَالْتَفَتَّ، حَتَّى بَكَتْ قُلُوْبُنَا وَأَعْيُنُنَا وَالْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَ أَحَداً، قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-((أَنَّهُ يُوْلَدُ لِي مَوْلُوْدٌ مَا وُلِدَ أَبَوَاهُ بَعْدُ يَلْقَىَ اللَّهَ غَضْبَانَاً وَرَاضِياً لَهُ، عَلَى الْحَقِّ حَقًّا حَقًّا عَلَى دِيْنِ جِبْرِيْلَ وَمِيْكَائِيْلَ وَمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ-، وَأَنَّهُ يُمْثَلُ بِهِ فِيْ هَذَا الْمَوْضِعِ مِثَالاً مَا مُثِّلَ بِأَحَدٍ قَبْلَهُ وَلاَ يُمْثَلُ بِأَحَدٍ بَعْدَهُ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى رُوْحِهِ وَعَلَى الأَرْوَاحِ الَّتِي تَتَوَفَّى مَعَهُ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي الْبَطْحَانِي الْكُوْفِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَلِيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ النَّحَّاسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بْنُ خُثَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُرَيْكٍ الْعَامِرِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَيْنَمَا عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- بَيْنَ أَصْحَابِهِ إِذْ بَكَى بُكَاءً شَدِيْداً حَتَّى لَثِقَتْ لِحْيَتُه، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ(1/558)


-عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: يَا أَبَتِ، مَالَكَ تَبْكِي؟ قَالَ: يَا بُنِيَّ، لأُمُوْرٍ خُفِيَتْ عَلَيْكَ، أَنْبَأَنِي بِهَا رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، قَالَ: وَمَا أَنْبَأَكَ بِهِ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-؟ قَالَ: يَا بُنَيَّ، لَوْلاَ أَنَّكَ سَأَلْتَنِي مَا أَخْبَرْتُكَ لِئَلاَّ تَحْزَنَ وَيَطُوْلَ هَمُّكَ، أَنْبَأَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- فَذَكَرَ حَدِيْثاً طَوِيْلاً، قَالَ فِيْهِ: ((يَا عَلِيُّ كَيْفَ أَنْتَ إِذَا وَلِيَهَا الأَحْوَلُ الذَّمِيْمُ الْكَافِرُ اللَّئِيْمُ فَيَخْرُجُ عَلَيْهِ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ مِنْ طُوْلِهَا وَالْعَرْضِ))، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ مَنْ هُوَ؟ قَالَ: ((يَا عَلِيُّ رَجُلٌ أَيَّدَهُ اللَّهُ بِالإِيْمَانِ وَأَلْبَسَهُ قَمِيْصَ الْبِرِّ وَالإِحْسَانِ، فَيَخْرُجُ فِيْ عُصَابَةٍ يَدْعُوْنَ إِلَى الرَّحْمَنِ، منْ أَعْوَانُهُ خَيْرُ أَعْوَانٍ، فَيَقْتُلُهُ الأَحْوَلُ ذُو الشَّنَآنِ، ثُمَّ يَصْلُبُهُ عَلَى جِذْعِ رُمَّانٍ، ثُمَّ يُحْرِقُهُ بِالنِّيْرَانِ، ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِالعِسْبَانِ حَتَّى يَكُوْنَ رَمَاداً كَرَمَادِ النِّيْرَانِ، ثُمَّ تَصِيْرُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رُوْحُهُ وَأَرْوَاحُ شِيْعَتِهِ إِلَى الْجِنَانِ.
.
.
))- وَذَكَرَهُ بِطُوْلِهِ، قَالَ: هَكَذَا فِيْ كِتَابِي.
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْن عَلِيٍّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِي قِرَاءَةً، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ وَاقِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ.
عَنْ(1/559)


جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-: لَمَّا أَخْبَرَنِي رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ وَصَلْبِ ابْنِهِ زَيْدٍ، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ تَرْضَى أَنْ يُقْتَلَ وَلَدُكَ؟ فَقَالَ: ((يَا عَلِيُّ أَرْضَى عَنِ اللَّهِ فِيَّ وَفِيْ وَلَدِي، إِنَّ لِي دَعْوَتَيْنِ: أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَالْيَوْمُ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ: فَإِذَا عُرِضُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ أَمِّنْ عَلَى دُعَائِي: اللَّهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَدًا، وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا، وَسَلِّطْ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَامْنَعْهُمْ الشُّرْبَ مِنْ حَوْضِي وَمُرَافَقَتِي، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ أَتَانِي جِبْرِيْلُ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ-وَأَنَا أَدْعُو وَأَنْتَ تُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِي، فَقَالَ: قَدْ أُجِيْبَتْ دَعْوَتُكُمَا)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْكُوْفَةِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِم بْن زَكَرِيَّا الْمَحَارِبِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّاشِدِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَعْشَى، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمَدِيْنِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيْهِ.
عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- قَالَ: يَخْرُجُ مِنِّي بِظَهْرِ الْكُوْفَةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: زَيْدٌ فِيْ أُبَّهَةِ سُلْطَانٍ -وَالأُبَّهَةُ:(1/560)


الْمُلْكُ- لَمْ يَسْبِقْهُ الأَوَّلُوْنَ، وَلَمْ يُدْرِكْهُ الآخِرُوْنَ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ بِمِثْلِ مَا عَمَلِه، يَخْرُجُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ مَعَهُمُ الطَّوَامِيْرُ، ثُمَّ تَخَطُّوا أَعْنَاقَ الْخَلاَئِقِ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، فَيَقُوْلُوْنَ: هَؤُلاَءِ خَلَفُ الْخَلَفِ وَدُعَاةُ الْحَقِّ، وَيَسْتَقْبِلُهُمْ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ - وَيَقُوْلُ: ((قَدْ عَمِلْتُمْ بِمَا أُمِرْتُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ)).
وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِ اللَّهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: فِيْمَا أَجَازَنِي زَيْدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ عَبْدِالْعَزِيْزِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَمْدَانَ بْنِ الْحُسَيْن، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الأَزْهَرِ الطَّائِي الْكُوْفِي فِيْ مَقْتَلِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلْوَانَ، عَنْ أَبِي صَامِتٍ الْضَبّي، عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ.
(1/561)

111 / 134
ع
En
A+
A-