قلت: نعم.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((ياصاحب الصلاة، إني أرى جانباً من عقبك جافاً، فإن كنت أمْسسْته الماء فامضه، وإن كنت لم تُمْسَسْهُ الماء فاخرج من الصلاة)).
فقال: يارسول الله، كيف أصنع؟ استقبل الطَّهور؟
قال: ((لا، بل اغسل ما بقي)).
فقلت: يارسول الله، لو صلى هكذا، كانت صلاته مقبولة؟
قال: ((لا، حتى يعيدها)).(1/20)
باب الطهور للصلاة و ما يقال عنده
وبه قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه عن علي -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((أعطيت ثلاثاً لم يُعطهُنَّ نبي قبلى: جُعِلَتْ لِيَ الأرض مسجداً وطهوراً، قال الله تعالى: ?... فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا?[النساء:43] وأُحِلَّ لي المغنم، ولم يحلّ لأحد قبلي، قوله تعالى: ?وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ?[الأنفال:41] ونصرت بالرعب على مسيرة شهر، وفضلت على الأنبياء يوم القيامة بثلاث: تأتي أمتي يوم القيامة منزلتها منزلة الأنبياء غرَّاً محجَّلين معروفين من بين الأمم، ويأتي المؤذنون يوم القيامة أطول الناس أعناقاً معروفين، ينادون بشهادة أن لا إله إلا الله وأنَّ محمداً عبده ورسوله.
والثالثة: أنه ليس من نبي إلا وهو يحاسب يوم القيامة بذنب غيري، لقوله تعالى:?لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ?[الفتح:2].
قال أبو جعفر محمد: وجدت في كتابي، عن عيسى بن عبد الله قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((بابٌ وثيق بينكم وبين الشيطان الطَّهور)).
وبه قال:(1/21)
حدثنا محمد، قال: حدثني أبو الطاهر، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((تأتي أمتي يوم القيامة غراً محجَّلين من أثر الوضوء)).
قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا الحكم بن سليمان، عن عمر بن حفص، عن أبي غالب، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((الوضوء يكفِّر ما قبله، وتكون الصلاة نافلة)).
وبه قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا داوود بن سليمان الأسدي. قال: حدثنا شيخ من أهل البصرة يكنَّى أبا الحسن، عن أصرم بن حوشب الهَمْداني، عن عمرو بن مرة، عن أبي جعفر المرادي، عن أبي جعفر عن محمد بن الحنفية، قال: دخلت على والدي علي بن أبي طالب -عليه السلام-، فإذا عن يمينه إناء من ماء، فسمى ثم سكب على يمينة، ثم استنجى فقال: (اللهم، حصن فرجي، واستر عورتي، ولاتُشْمِت بي الأعداء)، ثم تمضمض واستنشق، فقال: (اللهم، لقِّني حجتي، ولا تحرمني رائحة الحنة)، ثم غسل وجهه فقال: (اللهم بيِّض وجهي يوم تسودّ الوجوه، ولاتسود وجهي يوم تبيضُّ الوجوه)، ثم سكب على يمينة فقال: (اللهم، اعطني كتابي بيميني، والخلد بشمالي)، ثم سكب على يساره فقال: (اللهم، لاتعطني كتابي بشمالي، ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي)، ثم مسح رأسه فقال: (اللهم، غشِّنا برحمتك، فإنَّا نخشى عذابك، اللهم لاتجمع بين نواصينا وأقدامنا).(1/22)
قال أبوالقاسم: بلغني عن بعض آل رسول الله أنه من قال إذا فرغ من وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، بنى الله له بها قبة في الجنة.
باب إسباغ الوضوء وفضله على المكاره
وبه قال: حدثنا محمد، قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، قال: سألت أبا جعفر عن الوضوء فقال: أسبغ الوضوء، ولم يحده لنا.
وبه قال: حدثنا محمد، قال: حدثني أبو الطاهر، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي-عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((لما أسري بي إلى السماء، قيل لي: فيم يختصم الملأ الأعلى؟
قلت: لا أدري، فعلّمني؟
قال: في إسباغ الوضوء في السَّبرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتطار الصلاة بعد الصلاة)).(1/23)
باب ما يتوضأ به ويغتسل به من الجنابة
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، قال كنا نوقت في الوضوء للصلاة مُدّاً.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن علي -عليه السلام-، قال: كنا نؤمر في الغسل في الجنابة للرجل بصاع، وللمرأة بصاع ونصف.
وبه قال: وحدثنا محمد، قال: أخبرني جعفر بن محمد، قال: سألت قاسم بن إبراهيم، عن مقدار الماء الذي يغتسل به ويتوضأ به؟
فقال: ليس عندنا فيه شيء معلوم، وإنما هو على قدر ما يعلم أنه قد استنقى، وقد ذكر عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ((أنه كان يتوضأ بالمُدّ، ويغتسل بالصاع)).(1/24)